عربي العراق

القوات المسلحة العراقية: المنطقة الخضراء مستقرة.. وتحقيق في محاولة اغتيال الكاظمي

القوات المسلحة العراقية: المنطقة الخضراء مستقرة.. وتحقيق في محاولة اغتيال الكاظمي

الصورة من أ ف ب

أعلن العراق، الأحد، فتح تحقيق لمعرفة مكان إطلاق الطائرة المسيرة المفخخة التي استخدمت في محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس حكومة تصريف الأعمال، مصطفى الكاظمي، في وقت وصف الرئيس العراقي، برهم صالح، العملية بالـ "جريمة نكراء" بحق بلاده.

وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، إنه "تم فتح تحقيق لمعرفة مكان انطلاق الطائرة المسيرة المفخخة"، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية باشرت جمع الأدلة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء العراقية (واع).

وأكد رسول أن الأوضاع الأمنية مستقرة وآمنة بالمنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد، مؤكدا أن القوات الأمنية تعمل على حفظ النظام.

إلى ذلك، قالت قيادة العمليات المشتركة في العراق إنها ستطارد كل من يحاول المساس بأمن الدولة، وأكدت أن "القوات الأمنية قادرة على درء المخاطر"، على ما نقلت وكالة الأنباء العراقية.

من جانبه، قال الرئيس العراقي في تغريدة على تويتر "إن الاعتداء الإرهابي الذي استهدف رئيس الوزراء تجاوز خطير وجريمة نكراء بحق العراق، ويستوجب وحدة الموقف في مجابهة الأشرار المتربصين بأمن هذا الوطن وسلامة شعبه. لا يمكن أن نقبل بجر العراق إلى الفوضى والانقلاب على نظامه الدستوري".

وفي سياق متصل، أدان رئيس تيار الحكمة، عمار الحكيم، محاولة الاغتيال الفاشلة قائلا إن ذلك يمثل تطورا خطيرا.

وقال الحكيم في تغريدة "إن استهداف منزل رئيس الوزراء عمل مدان ومستنكر، فإن من شأنه تأزيم المواقف وتعريض هيبة الدولة للخطر والعصف بسمعة العراق أمام الرأي العام العالمي، وأن استهداف رئيس أعلى سلطة تنفيذية في البلاد يمثل تطورا خطيرا، ويخاطر بالمنجزات التي تحققت على المستوى الأمني والسياسي والاقتصادي".

وكان الكاظمي نجا من محاولة اغتيال بطائرة مسيرة مفخخة استهدفت مقر إقامته في المنطقة الخضراء في بغداد، فجر الأحد، وفقا لمصادر عراقية رسمية.

وذكر بيان لخلية الإعلام الأمني: "محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها رئيس مجلس الوزراء العراقي بواسطة طائرة مسيرة مفخخة حاولت استهداف مكان إقامته في المنطقة الخضراء ببغداد من دون أن يصاب بأي أذى".

"رسالة حادة"

جاءت محاولة اغتيال الكاظمي في وقت تشهد فيه البلاد توترات سياسية شديدة على خلفية نتائج الانتخابات النيابية المبكرة التي عقد في العاشر من أكتوبر، إذ ترفض الكتل السياسية الممثلة للحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل موالية لإيران ومنضوية في القوات المسلحة، النتائج الأولية التي بينت تراجع عدد مقاعدها.

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي، علي البيدر، إن ما حدث كان أمرا متوقعا "نتيجة لتنامي الجماعات المسلحة ... التي لا تكترث بمؤسسات الدولة".

وأضاف البيدر في حديث لقناة "الحرة" أن "ما قامت به هذه الجماعات يمثل مرحلة مفصلية ويجب التعامل معها بحذر، وأن يكون هناك بصمة خارجية للقضاء عليها كما حصل مع تنظيم داعش سابقا".

وتابع: "هذه العملية يجب أن لا تمر مرور الكرام وان يعمل العراق على إشعار المجتمع الدولي بأن هناك خطورة تمس سيادة الدولة من خلال محاولة الانقلاب على التجربة الديمقراطية ... ما يتطلب الضرب بيد من حديد لتلك الجماعات الخارجة عن القانون".

وأشار البيدر إلى ضرورة تدخل الولايات المتحدة لحماية التجربة الديمقراطية العراقية وهي التي ساهمت فيها، على حد قوله، مردفا أن الدولة "تمر بمنعطف مصيري ... إذا لم تدرك الولايات المتحدة وتلاحقت بمعالجة ما يعترض تلك التجربة فإننا ذاهبون إلى خيارات خطيرة".

وكانت الولايات المتحدة، دانت بشدّة محاولة اغتيال الكاظمي حين استهدفت طائرة مسيّرة مفخّخة مقرّ إقامته في المنطقة الخضراء، معتبرة هذا الهجوم "عملا إرهابيا واضحا".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، في بيان، "لقد شعرنا بارتياح عندما علمنا أنّ رئيس الوزراء لم يصب بأذى. هذا العمل الإرهابي الواضح، الذي ندينه بشدّة، استهدف صميم الدولة العراقية".

وأضاف برايس أن الولايات المتحدة على اتصال وثيق بقوات الأمن العراقية المكلفة بالحفاظ على سيادة العراق واستقلاله، وأشار إلى أن واشنطن عرضت المساعدة في التحقيق في هذا الهجوم.

وقال البيدر إن محاولة اغتيال الكاظمي "هي إشارة صريحة بأننا قادرون (المليشيات المسلحة) على الوصول لرأس الدولة وتغيير المعادلة وأنه من الممكن أن نعمل على إخافة الجميع"، مشيرا إلى انها وسيلة ضغط ورسالة حادة يجب على الجميع الانتباه لها وفق وصفه.

الحرة

يقرأون الآن