أوقفوا الإساءات بين الأشقاء

العنوان أعلاه مشتق من حملة معتبرة أطلقها أخيار الخليج لحظر "الذباب الإلكترونى" فى مواقع التواصل الاجتماعى، وصد محاولات إثارة الفتنة والشائعات بين دول الخليج.

"كنيس" في عينك بِجح!

ما أحوجنا لمثل هذه حملة تحت نفس العنوان "أوقفوا الإساءات" لحظر الذباب الإلكترونى فى مواقع التواصل الاجتماعى، درءًا للفتنة المستعرة إلكترونيًا بين نفر من المصريين وإخوتهم السودانيين..

طنين الذباب الأزرق يصم الآذان، إساءات فى تويتات وتغريدات وفيديوهات، لا تعرف لها مصدرًا ولا مكانًا، على مدار الساعة تتوالى الإساءات على الجانبين، بعضى يمزق بعضى.

أوقفوا الإساءات، لن نجنى منها إلا خسارة، مزق النسيج الاجتماعى بين المصريين والسودانيين يعمل عليه الكيزان (الإخوان) ومن والهم ومن لفَّ لفهم والمؤلفة قلوبهم، ومرضى القلوب، البعض فى قلوبهم مرض..

طوال عمرنا السودانيون فى ديارنا، ليسوا ضيوفًا، أصحاب بيت، ولهم ما لنا وعليهم ما علينا، وبيوتنا لهم مفتوحة، "ومن الكتف ده زاد ومن الكتف ده ميه"، والمصرى الأصيل ابن البلد الكريم، يستقبل ضيوفه، ولسان حاله "إن ما شالتكم الرؤوس تكتحل بكم العيون".

يلخص الشاعر السودانى الدكتور "تاج السر الحسن" الحكاية، حكاية شعب وادى النيل فى قصيدته الذائعة "أنشودة آسيا وإفريقيا":

"مصر يا أخت بلادى.. يا شقيقة

يا رياضًا عذبة النبع وريقة.. يا حقيقة..

مصر يا أم جمال.. أم صابرْ

ملء روحى أنت يا أخت بلادى..".

بصدق أهل السودان طيبون ومحترمون ولا تخرج منهم العيبة، وبصدق أهل مصر طيبون شرفاء محترمون، ولنا فيها، فى السودان، ذمة ورحم، ما بيننا لا تبدده الرياح، راسخ كالجبال الرواسى، وإذا هبت ريح سوداء، فليتحسب أهلنا فى الجنوب والشمال، ليس لدينا رفاهية خسارة الخرطوم، والسودان ليس لديه رفاهية خسارة القاهرة، نحن والسودان فى رباط إلى يوم الدين.

واعلموا أن عدوكم واحد، يتربص بكم الدوائر، والعلاقات (المصرية/ السودانية) مستهدفة، فى الإقليم ومن خارج الإقليم، وما يستجد لا يغير من ثوابت العلاقات، شعب واحد، وطن واحد، ونيل واحد، ووادى خصيب، لو خلصت النوايا وسكتت المدافع فى السودان، ما بقى فى وادى النيل جائع أو مشرد أو منكوب.

آخر حدود مصر فى السودان، وأول حدود السودان فى مصر، وأول وآخر مصر فى قلب السودان، والسودان فى قلب مصر، حقائق التاريخ والجغرافيا تقول ما لا يستبطنه نفر من المرجفين.

بعض شذاذ الآفاق ينسون أن لمصر فى السودان ما للسودان فى مصر، والحدود بيننا لا تحجب ريحًا طيبة، فلتكفوا أقلامكم وألسنتكم عن التطوع بما يسىء للعلاقة الأبدية، والتمسك بالعروة الوثقى، كما يقول الزول صديقى بلهجته المحببة: "مصر والسودان حتة واحدة".

مثل هذه الفيديوهات المسمومة لا تغير ما فى القلوب، قلوبنا معلقة بالخرطوم، والعلاقات الأخوية لا تخضع للطوارئ وعاديات الدهر، مصر والسودان ماضى وحاضر ومستقبل ومصير مشترك، لا يُباع ولا يُشترى فى سوق النخاسة العالمية، كل ما هو عالق يذوب فى قاع النيل، وكل ما هو سابح غارق فى مياه المحبة، شربة الماء فى الشمال منبعها مياه السماء فى الجنوب.

المصري اليوم

يقرأون الآن