للمرة العاشرة يصرح الرئيس الأميركي بايدن بأن اتفاق غزة أصبح قريباً جداً!
وللمرة الثانية يطرح بايدن اتفاقاً على طرفي الصراع، والفارق بينهما لا يزيد على شهرين!
وللمرة الخمسين أقول لكم بأن الحرب ستستمر إلى ما بعد بايدن!
كل ما تقدمه الإدارة الأميركية الحالية يحمل بصمة بلينكن، وبلينكن كان واضحاً وضوح الشمس منذ يوم الثامن من أكتوبر، فأعلن انحيازه لدولة الاحتلال، ليس بخصوص ما حدث قبلها بيوم واحد في غلاف غزة، بل بمجمل القضية وتوابعها، عندما قدم عقيدته على منصبه، ولهذا لم تثمر تسع جولات في المنطقة، يأتي ويذهب ولا يتحرك شيء، بل تزداد الأمور سوءاً، ويتشدد نتانياهو مرة، وتتغير الاتفاقات مرات، وتخرج المفاوضات من نفق لتدخل إلى أنفاق أخرى، وتتصاعد الشروط الجديدة، وتنسى المبادرات السابقة، ويفرغ مقترح بايدن الأول من محتواه، وبلينكن يؤيد، ويترك المفاوضين في صدام، ويرحل.
وعندما ننظر إلى بايدن، رئيس الولايات المتحدة، وننتظر منه الإصرار على ما اتفق عليه مسبقاً لا نسمع شيئاً، لا تمسك بموقف، ولا تأكيد على مصداقية، ولا غضب على الطرف الذي يعدل على تعديلاته السابقة، وهو نتانياهو الخاضع للمتطرفين اليهود.
اليوم نحن بعيدون عن توافق يحققه الوسيط الأكبر، فإدارته جعلت من رئيسها "شماعة" يعلقون عليها مجاراتهم لمطالب الحكومة الإسرائيلية، مرة يضعون اللوم على السهو، ومرة على النسيان، ومرات أخرى على تداعيات أحداث مستجدة، ونتانياهو لا يتوقف عن استحداث مسارات جديدة، يطرح من خلالها مطالب تطال دولاً أخرى أو مناطق فلسطينية خارج غزة، مثل قضية محور "فيلادلفيا" ومعبر رفح، حيث حول مصر من وسيط إلى خصم، واختلاق أزمات إضافية لعرقلة أي نهاية سلمية لحرب غزة، مثل التضحية بالأسرى ليحقق على الأرض مكاسب تخدم حزبه والأحزاب المتطرفة المتحالفة معه.
بايدن لا يسهو ولا ينسى، ولكن إدارته المنحازة هي التي جعلت الحرب تطول، والمواقف تتبدل.
البيان