تُحارب إسرائيل في عدة جبهات، ومع عدة دول، وتكون هي من تبدأ القتال، وتكون لعملياتها الأسبقية، ولا يلحقها أضرار بحجم ما يلحق الأطراف الأخرى من أضرار، ولا يُساورها الخوف، أو الشك في أن تتعرض لهزيمة، أو انتكاسة، في مجهودها العدواني على الفلسطينيين وجيرانها وغير جيرانها.
تُقاتل في غزة، وفي الضفة الغربية، في لبنان وسوريا، في إيران، والحوثيين في اليمن، كما في العراق، وتعلن استعدادها لتوسيع أهدافها لتصل إلى أي دولة تدعي بأنها تُهدد أمنها واستقرارها ووجودها.
تهدم المنازل، وتقتل الناس الأبرياء دون أن تفرق بين طفل وامرأة، ورجل مُسن، بل أكثر من تقتلهم هم الأبرياء، وتعتدي على المرضى في المستشفيات، والمصلين في المساجد، والطلاب في المدارس، وتُلاحق الأبرياء في سياراتهم، وملاجئهم، ومنازلهم، وتضيق الخناق عليهم، وتضطرهم إلى التنقل من مكان إلى آخر بحثاً عن الأمان، وإلى مكان يؤويهم.
هذه هي إسرائيل منذ احتلالها لفلسطين عام 1948م، فهي المعتدية والإرهابية والقاتلة، لا تخاف، ولا تلتزم بالقوانين، ولا تعترف بحدود لها مع جيرانها، وتهدد كل صوت يرتفع معترضاً على جرائمها، أو كاتباً يكتب عن أفعالها، أو سياسياً ينتقد سلوكها، ومعاداة «السامية» حاضرة ليكون اتهاماً جاهزا، لتبرير ما ترتكبه من جرائم وقتل وعدوان.
يحدث كل هذا بحماية أمريكية-أوروبية، ودعم غير محدود لها، ومناصرة للدفاع عنها، كلما كان هناك من يفكر في تبني إدانتها من المؤسسات الدولية العدلية أو الإنسانية، مع دعمها مالياً واقتصادياً وعسكرياً واستخباراتيا،حيث لا تُوجد دولة تحصل على السلاح النوعي والفتاك وبالمجان من أمريكا ودول أوروبا غير هذا الطفل المدلل الذي اسمه إسرائيل.
فمن أين لإسرائيل كل هذه القوة لتحارب كل هذه الدول، وفي كل هذه الجبهات، لو لم تكن محمية من داعميها، منذ أن بدأت فكرة زرعها دولة في قلب منطقتنا تحقيقا لوعد (بلفور) وإلى اليوم، وما يخفيه المستقبل ربما كان أسوأ وأخطر في ظل التطورات الحالية والسابقة، حيث تتنامى القوة الإسرائيلية، ووجود شهية القتل لدى جيشها وساستها.
السؤال، هل إسرائيل خارج التنظيمات الدولية بما لها وما عليها، ومستثناة من عدم تطبيق القوانين عليها، بخلاف كل دول العالم، ما يعني إطلاق يدها وجيشها لتفعل ما تريد، دون مساءلة أو حساب، بما اقترفته من جرائم حروب، فكان ما نراه من استمرار عطشها لدماء الأبرياء، وإمعانها في حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه، وقتلها للآلاف منهم، والآلاف من المصابين، والتدمير الهائل لمدنهم ومنازلهم، ومدارسهم ومستشفياتهم ومساجدهم، محمية ومدعومة لتفعل ما تشاء، وتسرح وتمرح بين جثث القتلى من الأبرياء.