دولي

تجدد المعارك بين أرمينيا وأذربيجان ويرفان تعترف بوقوع خسائر وفقدان مواقع عسكرية

تجدد المعارك بين أرمينيا وأذربيجان ويرفان تعترف بوقوع خسائر وفقدان مواقع عسكرية

عرض عسكري للقوات الأذربيجانية في ناغورني قره باغ - رويترز

تكبدت أرمينيا "خسائر" بشرية في معارك لا تزال متواصلة الثلاثاء 11/16 مع أذربيجان ما يثير الخشية من تجدد النزاع الذي اندلع العام الماضي بين البلدين الخصمين في منطقة القوقاز.

وأوضحت وزارة الدفاع الأرمنية في بيان أن "هجوما للقوات الأذربيجانية على مواقع للقوات الأرمنية أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في الجانب الأرمني" من دون إطاء أرقام محددة. واضافت الوزارة أن يريفان فقدت السيطرة أيضا على "موقعين عسكريين" إثر هذه المواجهات فيما اسرت أذربيجان 12 جنديا أرمنيا.

من جانب آخر، أعلنت أرمينيا أيضا أنها ألحقت "خسائر فادحة" بشرية بالقوات الأذربيجانية. وأضاف البيان أن "المعارك مستمرة وحدتها لم تتراجع". قالت أرمينيا أيضا إن القوات الاذربيجانية تستخدم "المدفعية وأسلحة من مختلف العيارات". ودعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الثلاثاء المسؤولين الأرمن والاذربيجانيين الى "وقف التصعيد بشكل عادل" و"وقف شامل لاطلاق النار".

واندلعت هذه المواجهات بين ارمينيا واذربيجان بعد تصعيد استمر عدة أسابيع ما اثار مخاوف من استئناف حرب دامية جرت السنة الماضية بين هذين البلدين الخصمين في القوقاز، في منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها. جرت الحرب على مدى ستة أسابيع في خريف 2020 وأوقعت أكثر من 6500 قتيل وانتهت بهزيمة كبرى لارمينيا التي أرغمت على التنازل عن عدة مناطق في محيط الجيب المتنازع عليه. ونشر جنود حفظ سلام روس في المنطقة في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 في إطار وقف لاطلاق النار تفاوض عليه الرئيس فلاديمير بوتين.

"استفزاز"

وكان البلدان خاضا أيضا في التسعينيات معارك حول قره باغ، وقد انتصرت فيها يريفان آنذاك. حملت أذربيجان الثلاثاء مسؤولية المواجهات الأخيرة لأرمينيا قائلة إن قواتها "قامت باستفزاز واسع النطاق" عبر مهاجمة مواقع باكو في مناطق كلباجار ولاتشين في غرب قره باغ بحسب وزارة دفاع اذربيجان. كانت باكو استعادت السيطرة على هاتين المنطقتين السنة الماضية.

وقالت وزارة الدفاع الاذربيجانية في بيان إن "العسكريين الاذربيجانيين صدوا هجوما مضادا للقوات الأرمنية (...). الجنود الأرمن يغادرون مواقعهم وقد انتابهم الذعر والخوف". أشارت باكو الى إصابة جنديين اذربيجانيين بجروح في معارك الثلاثاء.واتهمت وزارة الخارجية الأذربيجانية يريفان "بالتسبب عمدا بتصعيد التوتر هذا" رغم توقيع اتفاق وقف اطلاق النار ونشر جنود حفظ السلام الروس، بقي التوتر على أشده بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين. يتحدث البلدان باستمرار عن تجدد العنف وسقوط ضحايا في صفوف الجنود.

دعوة لروسيا

تصاعد التوتر بشكل مستمر في الأسابيع الماضية بين ارمينيا واذربيجان، الجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان اللتان تبادلتا الاتهامات باطلاق النار عند الحدود الأحد. وكانت سلطات ناغورني قره باغ أشارت السبت إلى أن الطريق الوحيد الذي يربط أرمينيا بالجيب الانفصالي في ممر لاتشين، أُغلق لفترة وجيزة بسبب حادث بين الجانبين. بعد اندلاع المعارك الثلاثاء، دعت يريفان وهي عضو في تحالف تقوده موسكو، روسيا الى التدخل.

وقال الامين العام لمجلس الأمن الارمني أرمين غرغوريان "نظرا للهجوم ضد الاراضي الارمنية التي تتمتع بالسيادة، نتوجه الى روسيا لكي نطلب منها حماية وحدة أراضي ارمينيا". وكانت هزيمة يريفان السنة الماضية خلفت صدمة كبرى لدى قسم كبير من الشعب الارمني ولا تزال تهز الطبقة السياسية في البلاد اليوم.

تظاهر آلاف الأشخاص في يريفان الأسبوع الماضي للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء نيكول باشينيان الذي تصفه المعارضة بانه "خائن" بعدما أبرم اتفاق الهدنة مع باكو. من جهتها، اعتمدت اذربيجان في هذه الحرب على دعم تركيا التي زودتها خصوصا بطائرات مسيرة. دعت انقرة عدة مرات في الأشهر الماضية أرمينيا الى الحوار مع اذربيجان قائلة أيضا انها مستعدة لتطبيع علاقاتها مع يريفان.

مونت كارلو الدولية / أ ف ب

يقرأون الآن