تعهدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران في الأول من تشرين الاول/أكتوبر وشمل أكثر من 180 صاروخا باليستيا تصدت لها إلى حد كبير أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية.
واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس أنّه "بوسعنا تجنّب" اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط، وذلك في الوقت الذي تقصف فيه إسرائيل معاقل حزب الله في لبنان.
وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض: "لا أعتقد أنّه ستكون هناك حرب شاملة. أعتقد أنّ بإمكاننا تجنّبها.. لكن ما زال هناك الكثير الذي يتعيّن علينا القيام به، الكثير الذي يتعيّن علينا القيام به حتى الآن".
وفيما يلي بعض الطرق التي يمكن لإسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، أن ترد بها على هذا الهجوم:
استهداف منشآت عسكرية إيرانية
يعتقد بعض المحللين أن من المرجح أن ترد إسرائيل باستهداف منشآت عسكرية إيرانية وخاصة التي تنتج الصواريخ الباليستية مثل تلك التي استخدمت في الهجوم في أول أكتوبر. كما يمكن أن تدمر أنظمة الدفاع الجوي ومنصات إطلاق الصواريخ الإيرانية.
واتهمت واشنطن طهران بتزويد روسيا بصواريخ باليستية قصيرة المدى لاستخدامها ضد أوكرانيا. وتنفي طهران وموسكو ذلك.
وقال محللون إن هذا سيُنظر إليه على أنه أفضل رد بالمثل على هجوم إيران.
الهجوم على منشآت نووية إيرانية
يمكن أن يؤدي الهجوم على منشآت نووية إيرانية إلى تعطيل قدرة طهران على إنتاج سلاح نووي. والبرنامج النووي الإيراني منشور في الكثير من المواقع بعضها فقط تحت الأرض.
ولكن من المرجح أن يؤدي أي هجوم كبير على البنية التحتية النووية لإيران إلى عواقب وخيمة، بما في ذلك احتمالية اندفاع إيران نحو بناء سلاح نووي. وقالت واشنطن إنها لن تؤيد مثل هذا التحرك من جانب إسرائيل.
وقال ريتشارد هوكر، وهو ضابط متقاعد في الجيش الأميركي خدم في مجلس الأمن القومي خلال ولايات رؤساء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إن إسرائيل "يمكنها بلا شك" أن تضرب منشآت نووية إيرانية، ولكن هذا ليس محتملا "لأن ذلك من شأنه وضع القيادة الإيرانية في موقف سترد فيه بشيء دراماتيكي للغاية".
وخلصت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة وكذلك الاستخبارات الأميركية إلى أن إيران سعت إلى تنفيذ برنامج منسق للأسلحة النووية حتى عام 2003، ويقول الخبراء إنه مع انهيار الاتفاق النووي لعام 2015، فإنها قد تنتج ما يكفي من اليورانيوم المخصب بالدرجة اللازمة لصنع الأسلحة من أجل صنع قنبلة نووية في غضون أسابيع.
ضرب البنية التحتية لإنتاج النفط في إيران
يمكن أيضا لإسرائيل استهداف قطاع النفط الإيراني، مما يلحق الضرر باقتصاد الجمهورية الإسلامية.
ومن الممكن أن يدفع مثل هذا الهجوم إيران إلى ضرب منشآت لإنتاج النفط في السعودية وغيرها من دول الخليج.
وقد يؤدي هذا أيضا إلى ارتفاع أسعار الوقود، وهي قضية رئيسية دائما في الحملات الانتخابية الأميركية، مع اقتراب الانتخابات التي يختار فيها الأمريكيون رئيسا جديدا وكذلك الكونغرس الجديد في الخامس من نوفمبر.
وقال ديفيد دي روش، وهو مسؤول سابق بوزارة الدفاع الأميركية وخبير معني بسياسة الخليج الآن في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا التابع لجامعة الدفاع الوطني الأميركية "لست متأكدا من أن هذا (ارتفاع أسعار النفط العالمية) سيكبح جماح الإسرائيليين". وأضاف أن إسرائيل قد تنظر إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية على أنه فائدة للحملة الانتخابية للرئيس السابق دونالد ترامب.
وصار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الآونة الأخيرة أكثر انحيازا للحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب مقارنة بالحزب الديمقراطي.
ويبدو أن الرد العسكري هو الخيار الأرجح، لكن هناك خيارات أخرى لا تتضمن ضربات صاروخية ولا عمليات للقوات الخاصة.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه سيفرض المزيد من العقوبات على إيران. وتحظر العقوبات التي تفرضها واشنطن على إيران بالفعل أي تجارة أميركية مع إيران تقريبا، كما تشمل تجميد أصول حكومة طهران في الولايات المتحدة وحظر المساعدات الخارجية الأميركية ومبيعات الأسلحة.
وقال محللون إن إسرائيل قد تستخدم أيضا قدراتها في مجال الحرب الإلكترونية للرد على الضربات الإيرانية.
وألقى الهجوم الإسرائيلي في الآونة الأخيرة بتفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) الذي استهدف جماعة حزب الله في لبنان الضوء على الوحدة 8200 السرية، وهي وحدة مختصة بالحرب الإلكترونية والاستخبارات تابعة للجيش الإسرائيلي قالت مصادر أمنية غربية إنها شاركت في التخطيط للعملية.