صحة

أطباء صحة دبي ينقذون حياة مريض تعرض لتمزق الشــريان الأبهــر

أطباء صحة دبي ينقذون حياة مريض تعرض لتمزق الشــريان الأبهــر

تعبيرية - الصورة مرخصة على أنسبلاش بواسطة Natanael Melchor

تمكن أطباء هيئة الصحة بدبي من إنقاذ حياة مريض خليجي (36 سنة) تعرض لتمزق في الشريان الأبهر من خلال عملية جراحية معقدة استغرقت (8) ساعات متواصلة بمستشفى دبي تحت التخدير العام تم خلالها استبدال الشريان الأبهر وإعادة تروية الدم للشرايين الأخرى المغذية للمخ والأمعاء والكلى والقلب.

وكان المريض قد وصل إلى مركز الإصابات والطوارئ بمستشفى راشد بعد تحويله من المستشفى الميداني للهيئة أثناء احتفالات رأس السنة الميلادية، بشكل عاجل خاصة وانه كان يعاني من ألم شديد في منطقة الصدر، وفقدان الوعي، وضيق في التنفس، وصعوبة التحدث، حيث باشر أطباء الطوارئ بإجراء الفحوصات اللازمة والتشخيص الدقيق للمريض وتحويله بشكل عاجل إلى قسم جراحة القلب والصدر بمستشفى دبي لتفادي أية مضاعفات محتملة.

وقال الدكتور أيمن مجذوب أخصائي طب الطوارئ بمستشفى راشد إن حالة المريض كانت تتطلب التدخل الطبي العاجل لإنقاذ حياته، حيث باشر الفريق الطبي بإجراء الفحوصات اللازمة بما في ذلك الأشعة المقطعية التي أكدت وجود تمزق في الشريان الأبهر وضرورة التدخل الجراحي الفوري لتفادي المضاعفات السلبية، مشيراً إلى وجود نسبة من هذه الحالات تتعرض للوفاة قبل الوصول إلى المستشفى، وأن نسبة كبيرة من المرضى يتوفون خلال 24 ساعة إذا لم يتم التشخيص والتدخل في الوقت المناسب.

وأشار إلى التنسيق القائم بين أطباء الطوارئ بمستشفى راشد ومختلف الأقسام الطبية بمستشفيات الهيئة بما في ذلك مستشفى دبي حيث تم تحويل الحالة إلى أطباء قسم جراحة الصدر والقلب بمستشفى دبي لإجراء التدخل الجراحي العاجل.

ومن جانبه قال الدكتور عبيد محمد الجاسم استشاري ورئيس قسم القلب وجراحة الصدر بمستشفى دبي إن الفريق الطبي باشر بإجراء الفحوصات اللازمة وتهيئة المريض لإجراء العملية التي تعتبر من العمليات الدقيقة والنادرة في جراحات القلب والصدر، خاصة وإن المريض كان يعاني من تمزق في كامل الشريان الأبهر مروراً بالشرايين المغذية للمخ والأمعاء والكلى حيث تم خلال العملية ترميم وتغيير جزء من الشريان المتهتك بشريان صناعي من خلال تكنيك جراحي معين، وتغيير الصمام الأورطي، وزراعة الشرايين المغذية للقلب وهي شرايين حساسة جداً في هذا النوع من العمليات.

كما تم خلال العملية مراعاة الحفاظ على صحة الدماغ من خلال تبريد درجة حرارة الدم المغذي للمخ لخفض حرارة الجسم، حيث يتم تغذية الدماغ عن طريق وصلة خاصة بدم محمّل بالأكسجين، كما يتم الحفاظ الكبد والكلى والرئتين من خلال التروية المستمرة لهذه الأعضاء، مشيراً إلى كمية الدم الكبيرة التي يحتاجها المريض خلال هذا النوع من العمليات.

وقال إن المريض مكث في غرفة العناية المركزة (48) ساعة تم بعد ذلك فصله عن جهاز التنفس الصناعي، والانتقال إلى غرفة النقاهة، مشيراً إلى أن المريض غادر المستشفى وهو بصحة جيدة ودون أية مضاعفات وهو يحتاج إلى المتابعة الطبية المستمرة كل (6) أشهر لعمل فحوصات الأشعة المقطعية للشرايين التي تم زراعتها والفحص بالموجات فوق الصوتية للاطمئنان على وظائف القلب، مؤكداً على أهمية الحفاظ على ضغط الدم ومعدل نسبة السكر في الدم.

وأكد الدكتور الجاسم على خطورة ودقة مثل هذا النوع من العمليات التي تتطلب الكثير من الخبرة والمعرفة، مشيراً إلى العديد من الحالات المشابهة التي تم علاجها بمستشفى دبي والمحوّلة من مختلف المستشفيات الحكومية والخاصة في دبي والإمارات الشمالية والتي فاقت نسب نجاحها 80% وهي نسب مماثلة للمراكز العالمية المتطورة في هذا المجال.

وأشار الدكتور الجاسم إلى أهمية التدخل العاجل في مثل هذا النوع من العمليات والتي تزيد احتمالية الوفاة فيها بنسبة 5% مع كل ساعة تمضي دون تدخل طبي.

البيان الإماراتية

يقرأون الآن