في حادثة مفجعة شبيهة بواقعة الطفل المغربي ريان الذي سقط في بئر بإقليم شفشاون قبل أيام، أقدم طفل مغربي آخر يبلغ من العمر خمس سنوات، أمس الإثنين بمنطقة سبت الغابة، جماعة مقام الطلبة نواحي تيفلت، على رمي نفسه في بئر عميق، وهو الحادث الذي أودى بحياته.
وكشف أحد سكان المنطقة، في تصريح لموقع "هسبريس"، أن الطفل كان متأثرا بقصة ريان الأليمة وحاول محاكاة الواقعة اعتقادا منه أن الأمر لا يشكل خطورة، قائلا: "كان كيلعب مع صحابو وقالهم أنا غندير بحال ريان"، إلا أنه لم يدرك أن الأمر سيأخذ منه حياته.
وأكد مصدر لموقع "هسبريس" أن السلطات حلت بعين المكان وتم انتشال جثة الطفل من البئر حوالي الساعة الثانية بعد الزوال، أي بعد أربع ساعات من سقوطه، مبرزا أن عمق البئر يصل إلى 57 مترا، ويضم بداخله محركات اصطدم رأس الطفل بأحدها أثناء السقوط.
حادثة طفل تيفلت ليست الوحيدة التي تدعو إلى القلق وتلقي بمسؤولية جسيمة على الأسر؛ فقصص عدد من الأمهات عن الحالة النفسية لأطفالهن بعد سماعهم قصة طفل شفشاون، تنبه إلى ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة لإبعاد الأطفال عن تفاصيل الوقائع الأليمة، خاصة حينما يكون أبطالها أطفال صغار.
وكتبت إحدى الناشطات على صفحتها بـ "فيسبوك" عن حالة بكاء وحزن مستمر صاحب طفلتها بعد سماع خبر ريان، وكشفت أخرى كيف لجأ طفلها إلى الحفر داخل حديقة المنزل وهو يخاطب أمه قائلا: "غادي نحفر باش نجبدو ريان"، وهي مشاهد زرعت القلق في قلوب أمهات وآباء وجدوا صعوبة في إخفاء تفاصيل الحادث عن أنظار أبنائهم.
وينبه خبراء إلى أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و8 سنوات هم الأكثر تضررا من الفواجع، بحكم عدم قدرتهم على الاستيعاب والتمييز وفهم ما يجري من حولهم وما يروج في وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة عندما يتعلق الأمر بتسجيلات مرئية وصوتية وصور حية مؤلمة. ففي هذه السن، يبدأ الطفل في وضع إسقاطات على ذاته، ويعتبر نفسه جزءا من الواقعة ويعيش الحدث بحيثياته.
الإمارات اليوم