عقد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب مؤتمرا صحفيا بعد اجتماع تكتل “الجمهورية القوية”، في حضور النواب ستريدا جعجع، جورج عدوان، غسان حاصباني، بيار بو عاصي، انطوان حبشي، جورج عقيص، شوقي الدكاش، زياد الحوّاط، فادي كرم، غيّاث يزبك، رازي الحاج، غادة ايوب، سعيد الأسمر وجهاد بقرادوني، النواب السابقين: انطوان زهرا، جوزيف اسحق، فادي سعد، انيس نصار، وهبة قاطيشا وعماد واكيم، الوزيرين السابقين مي شدياق وريشار قيومجيان، أعضاء الهيئة التنفيذية ايلي براغيد ورجا الراسي، امين سر التكتل سعيد مالك، الأمين العام لحزب “القوات اللبنانية” اميل مكرزل، الأمناء المساعدين، وحشد من الإعلاميين ومنسقي المناطق ورؤساء المصالح.
واستهل جعجع كلمته بالحديث عن الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت، موجها التحية الى أهالي الشهداء والضحايا والمصابين والاف المتضررين، ومستذكرا بعض الحالات المؤثرة.
وأكد ان “الانفجار بحد ذاته كان جريمة كبرى لكن ما من شك ان الجريمة الأكبر تكمن في عرقلة التحقيق وتجهيل الفاعل حتى الساعة رغم الوقائع المادية والتحقيقات التي باتت شبه مكتملة الا ان جزءا من السلطة لا يريد تظهير الفاعل”.
وأضاف، “منذ اللحظة الأولى لحصول الانفجار طالبنا بلجنة تقصي حقائق دولية لأننا كنا نعلم حقيقة الوضع، وما زلنا نطالب بها وسنبقى حتى تحقيق العدالة. واذكر اننا لم نترك دولة صديقة الا وتواصلنا معها في هذه القضية ولا سيما الدول الأعضاء كما جرى التداول بذلك مع مكتب الأمين العام للأمم المتحدة من خلال ممثلته في لبنان، كما مع ممثلي دولة صديقة والمراجع الدولية وسفراء الدول ولكن في مفهومهم يجب على القضاء اللبناني ان يأخذ مجراه لأننا في بلد فيه حكومة قائمة وقضاء يعمل لذلك ترك المجال للتحقيق المحلي، ولكن للأسف انتهت المسألة “مش معروف شي من شي”.
وجدد جعجع انطلاقاً من هنا، الدعوة الى تشكيل “لجنة تقصي حقائق دولية” من خلال مذكرة أعدها نواب تكتل “الجمهورية القوية” وسترفع الى المجلس العالمي لحقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، آملا الوصول الى الهدف المنشود وكشف الحقيقة.
وأردف، “كما يبدو ان الدول التي عارضت في البداية الموضوع باتت اقل معارضة ووُعدنا ان نشهد تقدما في نهاية شهر أيلول وبداية تشرين، ولكن في حال لم يتحقق ذلك فسننتظر مناسبة جديدة لإعادة طرحه باعتبار اننا لن نستسلم وكل شهداء المرفأ في بالنا دائما، ولا سيما شهداء فوج إطفاء بيروت ومن بينهم الشهيد رالف ملاحي الذي سبق وتعرفت عليه، ولنتحلى بالقوة والنعمة لكشف حقيقة هذه الجريمة.”
وشدد على ان “الانتخابات الرئاسية ليست حدثا معزولا في الزمان والمكان بل تتعلق بأوضاع البلاد وكل ظرف له حكمه”، لفت جعجع الى اننا “نعيش ازمة كبيرة جدا صنفت في بداياتها بانها ثالث اكبر ازمة يعيشها مجتمع في المئة سنة الأخيرة، ومنذ سنة ونصف السنة باتت ثاني اكبر ازمة فيما اليوم اعتقد انها الازمة الأكبر، وبالتالي تصوروا حجمها”.
وتابع، “علينا وضع اليد على مكمن الخلل، باعتبار اننا لا نريد ملء سدة الرئاسة بمجرد إيصال رئيس جديد “يعمل شو مكان” بل نحتاج الى رئيس يعالج مكمن الخلل بغية اخراجنا من الازمة، وهذه المسؤولية تعد أمانة ممن انتخبنا لذلك هدفنا ان نسعى ونناضل لإخراج الشعب اللبناني من آتون هذه الازمة لا الاكتفاء بالتصاريح في المجلس النيابي وكأن دورنا يقتصر على ذلك”.
واسف لأن “عددا كبيرا من السياسيين والإعلاميين يبتعدون عن مكمن الخلل ويحصرون المسؤولية في أمور ثانوية وتوصيفات العامة ويكتفون بأطروحات حول الفساد من دون تسمية الفاسدين والأسباب الرئيسية لما وصلنا اليه”.
وأردف، “كما كل ازمة، تجتمع عدة عوامل لولادتها ولكن يبقى هناك عوامل أساسية تؤدي اليها، وفي لبنان السبب يعود الى عاملين أساسيين هما: الأول، مصادرة القرار الاستراتيجي والأمني والعسكري والسياسي الخارجي في الدولة اللبنانية ما اجبرها ان تكون “لزوم ما لا يلزم” وأفقدها صدقيتها ووضع لبنان في محور حاد مقابل محاور حادة أكثر، بينما العامل الثاني فهو سوء الإدارة والحكومة والفساد”.
ولفت الى انه “وراء هذين العاملين هناك لاعب واحد وليس اكثر، وهذا الكلام نستند فيه على معطيات عملية واضحة وليس مجرد صدفة او خصومة سياسية، فـ”حزب الله” هو خلف العامل الأول وليس حزب الكتائب مثلا او جمعية مار منصور وهذا امر لا يختلف عليه اثنان. اما العامل الثاني فسببه أيضاً “حزب الله” اذ يشارك بجزء مباشر فيه من خلال التهريب على كل المعابر والمرافق والكيبتاغون مثلاً، الى جانب العامل الأهم وهو مخالفة كل القوانين والدستور والنظم على خلفية وضعيته غير الشرعية والقانونية والدستورية بامتياز”.
واعتبر “رئيس القوات” ان “”حزب الله” كان بحاجة الى تغطية من فريق لمتابعة مهامه، وبما انه لم يحظ بتجاوب من اي فريق حر او غير فاسد تحالف مع أفسد الفاسدين في البلد وساعده على الحصول على مقاعد نيابية إضافية مقابل نيل التغطية المطلوبة منه لا ايماناً بجبران باسيل والتيار الوطني الحر، فباسيل ليس الفاسد الوحيد في الدولة بل من اوصله مسؤول ايضا عن ذلك”، مذكرا بتعطيل “الحزب” في تشكيل الحكومات لأشهر خدمة لباسيل ومصالحه وحصصه من الوزارات.
وانتقد جعجع تكليف حزب الله النائب حسن فضل الله بتقديم الإخبارات في ملفات الفساد، معلقا بالقول: “”بدكن تضحكوا على جماعتكم اضحكوا، بس ما فيكن تضحكوا على كل الناس” فعن أي اخبارات يتحدثون!، فالفساد الأكبر مستشري عندهم ويمكنكم إيقافه من خلال عدم مساعدة حلفائكم الفاسدين، الامر الذي يحدّ الفساد بشكل كبير، فلو ان هناك أطرافاً أخرى فاسدة الا ان نسبة فسادها اقل بكثير”.
ورأى انه “لم يشهد لبنان يوما فسادا بهذا الحجم، فبسبب ممارسات حزب الله وحلفائه بات الفساد فلسفة وجود الدولة وممارستها الفعلية ما ادى الى اندفاع لدى آخرين بالمشاركة في هذه التجاوزات”.
وأعرب جعجع عن “أهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية يستطيع المواجهة ومعالجة هذه الازمة وليس البقاء في حلقة الشعر والادب والنظريات، باعتبار ان سبب الازمة تصرفات “حزب الله” وحلفائه ان على المستوى الاستراتيجي او على صعيد الفساد”.
وأكد ان “هذا الاستحقاق اما سيشكل المدماك الأول باتجاه مسيرة الإنقاذ المطلوبة او “على الدنيا السلام” للسنوات الست المقبلة وسوف يستمر هذا “الجهنم” الذي نعيشه فيه لا بل سننتقل من سيء الى أسوأ ولا سيما مع انتهاء المدّخرات”.
وقال: “انظروا الى الرئيس الحالي كيف يعطل ويؤخر الأمور ويزيد من تفاقمها، بينما الرئيس الجيد يتمتع بقدرة على تسهيل عملية الإنقاذ المطلوبة لان رئيس الجمهورية له دور محدود ولكن محوري، لهذا يجب بذل كل الجهود ليشكل استحقاق الرئاسة بداية عملية الإنقاذ والا سنواجه وضعا صعبا جدا”.
أردف: ” امامنا 3 احتمالات: الأول وردي ولكنه طبيعي، ومن المفترض ان نراه، وهو اتفاق المعارضة بكل اطيافها، والتي تضم 67 صوتا، على مرشح واحد يتمتع بالحدّ المقبول من البعد السيادي والحد الأقصى من الوضعية الإصلاحية، وهذا ما نجهد من اجله كي نضع لبنان على سكة الإنقاذ الفعلية. اما الاحتمال الثاني، فهو وصول رئيس من فريق 8 اذار او محور الممانعة، لا سمح الله، أي رئيس من محور حزب الله ونظام الأسد وايران اما مباشرة او من خلال شخص مدعوم منهم ينفذ مطالبهم، وان حصل هذا الاحتمال فـ”على الدنيا السلام” بكل ما للكلمة من معنى”.
واستطرد: “نقول ذلك ليس لأننا من محورين مختلفين بل لأسباب علمية وعملية وموضوعية ابرزها: أولاً، مواجهة عزلة عربية ودولية اقسى من التي نشهدها في الوقت الراهن على خلفية ان هذا المحور حاد ولكن في الوقت نفسه يقابله محاور اكثر حدة من بينها محور يضم كل أصدقاء لبنان من دول الخليج وأوروبا والولايات المتحدة الذين يساعدونه وعندها ستتوقف المساعدات والقروض والاستثمارات كما سنواجه مشكلة مع “صندوق النقد الدولي” الذي معظم أعضائه الرئيسيين يمثلون هذه الدول. اما ثانيا فمحور الممانعة لم يكوّن في الأساس من أجل الإنماء والإعمار والخطة الإنقاذيّة والاقتصاد والتربية والتعليم وإخراج البلاد من أزمتها إنما من أجل الحرب والقتال ومشروعه الفعلي يبدأ من تصدير الثورة التي نجح فقط بها بينما الباقي “تعتير وفوضى”.
وعلّق جعجع على دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للتمثّل بتجربة ايران ومقدراتها، بالقول: “أسال نفسي، هل الكهرباء مقطوعة لدى السيد نصرالله ولا يستطيع مشاهدة التلفاز اما انه لا يقرأ الصحف؟ فيوميا نشاهد مئات المظاهرات التي تقمع في ايران اعتراضا على الجوع الذي يعاني منه الإيرانيون. أنظروا أيضاً إلى الإنماء والإعمار في سوريا، على سبيل المثال لا الحصر، فهذا المحور متواجد بأبهى حلله هناك، فضلا عن حال لبنان في السنوات الخمس الأخيرة عندما تمكّن “حزب الله” من السيطرة على الوضع في البلاد.”
ورأى انه “لو كان من الممكن أن ينقذ رئيس من فريق “8 آذار” البلد لما كان لدينا أي مانع في وصوله، إلا أن رئيساً مماثلاً سيضعنا تحت “سابع أرض وجهنم”، ولأن “الساكت عن الشر شيطان أخرس” سنعارض بكل ما أوتينا من قوّة و”قوّات” وصول أي رئيس من هذا الفريق، لاننا جمهوريون وكل ما نقوم به هو من ضمن القوانين المرعيّة الإجراء في لبنان.
وشدد على ضرورة “عدم خيانة أنفسنا والناس الذين منحونا ثقتهم في الإنتخابات النيابيّة بعد ان اصبحت الأمور واضحة بأن وصول اي رئيس من “8 آذار” يعني خراب كلي للبنان، الامر الذي لن نسمح به”.
وأضاف، “ننتقل الى الإحتمال الثالث، وهو احتمال “مهضوم” ويطرح عندما تشتد الأزمات حين يزيد عدد أصحاب الأيادي البيضاء اي يكثرعدد الـ”أبو ملحم” المحليين كما في بعض الدوائر الدبلوماسيّة الغربيّة، التي تنادي بضرورة توافق اللبنانيين للاتيان برئيس وسطي يجسد الوحدة الوطنيّة والتفافهم حول الرئيس الجديد. فمع مرور كل هذه السنوات وفي خضم هذه الازمة، هل ننتظر هذه النصيحة كما لو انها غابت عن بالنا”.
وسأل، “كيف يمكن ان يلتفّ جميع اللبنانيين حول رئيس واحد في ظل وجود مشروعين متناقضين لا يلتقيان سوى “بالأبديّة”؟ فهل الإختلاف سببه لعبة “غلّة” لنعتمد “تبويس اللحى” عند “ابو ملحم”؟ مع العلم ان المرحوم أديب حداد فنان كبير وعشنا عشرات السنوات على برامجه إلا أننا مضطرون أن نأخذ المثل بعين الإعتبار”.
وأشار الى انه “في بعض الأحيان تغيب مفاهيم بسيطة جداً عن رؤوس اكبر الناس في مراكز القرار، فالخلاف اليوم لا يطال فريقين بل هو أزمة من جهة وشعب من جهة اخرى، وبالتالي كيف يمكننا المساواة بينهما”.
واعتبر جعجع ان “كلمة وسطي جميلة جداً، ولكن رئيس الجمهورية الوسطي يمكن ان يكون، على سبيل المثال، وسطياً بين أقطاب المعارضة التي تجمعها أرضيّة مشتركة لا بين خطين متوازيين متناقضين لا يلتقيان، وبالتالي الدعوة للبحث عن رئيس توافقي بين فريق الممانعة وبيننا أمر غير مفهوم، فبماذا يؤمن هذا الرئيس التوافقي؟ وما هو برنامجه؟ فهل يمكن ان نجمع بين السيادة واللا سيادة، او بين الاصلاح والفساد؟ هل سقوم بوقف التهريب ولا سيما ان “حزب الله” هو المسؤول الأساسي عنه؟ فالنتيجة واضحة لا سيادة واستمرار الفساد، باعتبار أن لا وجود لنصف إصلاح أو نصف فساد”.
وآثر جعجع على التأكيد بضرورة “التمييز بين مصلحة “حزب الله” ومصلحة الإخوة من الطائفة الشيعيّة الكريمة التي نتشارك معها المصالح والمشاكل ذاتها والتي ستكون من سلم اولوياتنا”، لافتا الى ان “”حزب الله” يتلطى دائما خلف الطائفة الشيعية فمصلحته الاستراتيجية مغايرة لتلك الوطنية العليا في لبنان”.
وتابع، “حان الوقت لطرح الأمور على حقيقتها اذ لا يمكننا الإستمرار بالتسويف واطلاق الشعارات الرنانة الفارغة كشعار “الوحدة الوطنيّة”. أوليس منطق “الوحدة الوطنيّة” والشراكة هو الذي ساد خلال السنوات العشرة الماضية في تشكيل الحكومات؟ استنادا الى هذه التجربة فأي كلام عن رئيس وسطي و”وحدة وطنيّة” ما هو الا تمديد للأزمة الحاليّة”.
ورأى جعجع اننا “امام هذا الواقع المرير، تجاهلنا للازمة لن يؤدي الى تفاديها بل ستتفاقم أكثر فأكثر، والدليل ما وصل اليه البلد، ما يؤكد من جديد ان الرئيس التوافقي أو الوسطي يعني تمديد الأزمة ما ليس مطروحاً بالنسبة لنا، فالرئيس الوحيد الذي يمكنه انقاذ البلد هو الذي يتمتع بالحد المقبول من السيادة والحد الأقصى من الاصلاح.”
ووجّه “رئيس القوات” نداء الى كل أفرقاء المعارضة بدءا بتكتل “الجمهوريّة القويّة” إلى حزب “القوّات اللبنانيّة” مرورا بأحزاب “التقدمي الإشتراكي” و”الكتائب اللبنانيّة” و”الوطنيين الأحرار” وصولا إلى المستقلين والنواب التغييرين بمختلف خلفياتهم الفكريّة، بالقول: “الكرة في ملعبنا، محور الممانعة هو سبب المشكلة والأزمة وبالتالي من غير المجدي وحرام تضييع الوقت للبحث في موضوع “محور الممانعة” والـ61 صوتاً التي يملكه، ولكن حرام أيضاً ألا نقوم بالاستفادة من الـ67 صوتاً معارضا في مجلس النواب. انتخبنا لإحداث تغيير ما في حياة اللبنانيين وليس لالقاء الخطابات والإستعراضات والاكتفاء بـ “نحنا قلنا وحذرنا”، فهذا لا يكفي”.
وأردف، “نحن أمام مفترق طرق أساسي هو الانتخابات الرئاسية، لذا علينا تكثيف الاتصالات والتواصل والنقاشات في للوصول في اسرع وقت الى تشكيل “لجنة تنسيق” تضم ممثلين عن كل الأطراف تعمل خارج الأضواء للتوافق على المواصفات المطلوبة للرئيس الجديد من أجل النجاح في انقاذ البلد ومن لن يبدي تجاوبا في هذا السياق فيكون خائناً للقضيّة ولناخبيه”.
واذ أكد ان “جميعنا نتحمّل المسؤوليّة، وعلينا التفاهم كمعارضة أياً تكن الأسباب والخلفيات على شخص يتمتع بالمواصفات السياديّة والإصلاحيّة المطلوبة، ذكّر جعجع ان “مجلس النواب يتحوّل منذ الأول من أيلول إلى هيئة ناخبة لإنتخاب رئيس جديد للجمهوريّة”.
ورداً على سؤال، اشار الى انه “مرشح طبيعي لرئاسة الجمهوريّة إلا أن هذا الامر يتوقف على وحدة المعارضة التي إذا ما وجدت انه مناسب فلا مانع، فنحن لا نتمسك بأي منصب ولا يهمنا سوى اتفاقها على مرشح واحد لاحداث التغيير المنشود في البلاد”.
وأوضح عما اذا سيعتمد سياسة التعطيل لمنع وصول رئيس من “8 آذار”، أن “كل ظرف وله حكمه، عندما يكون التعطيل بهدف وصول رئيس من “8 آذار” أمر، أما التعطيل لمنع وصوله فهذا أمر مختلف تماماً، فالضرورات تبيح المحظورات”.
وقال حول عدم دعوة الرئيس نبيه بري الى جلسة لانتخاب الرئيس قبل إقرار القوانين الإصلاحيّة، إنني “لم افهم ما الرابط بين القوانين الإصلاحيّة وجلسات انتخاب رئيس جمهوريّة، إلا أننا سنتابع الموضوع”. اما عن توجه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط نحو رئيس وسطي، أجاب، “هذا الامر يتعلّق بوليد بيك، عليك توجيه هذا السؤال له”.
وكشف جعجع رداً على سؤال، عن “اتفاق مع أكثريّة أفرقاء المعارضة على مكامن الخلل، إلا أنها لا تعبّر عنها بنفس الوضوح و”الحديّة” المعتمدة من قبلنا، مؤكدا “التواصل مع النواب المعارضين خصوصاً على صعيد مجلس النواب ولست متشائماً على الإطلاق في هذا الاتجاه إلا أنه يجب الاستمرار حتى النهاية”.
وفي ما يتعلق بعدم ترشيح “حزب الله” لأي مرشح رئاسي حتى اللحظة وتحديداً رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجيّة، قال جعجع: “يجب توجيه السؤال الى “حزب الله” ولا تعليق لدي لسبب بسيط وهو أن الطرفين، وخلافا لما يحاولان اشاعته، هما ليسا في أفضل الأحوال. ففي الإنتخابات الرئاسية الماضية، أعلن “الحزب” عن مرشحه للرئاسة قبل 17 سنة بينما اليوم يبدو انه غير واثق من نفسه”.
اما اذا كانت صفة “الوسطي” تنطبق على قائد الجيش العماد جوزيف عون، فارتقى جعجع عدم الدخول في هذا الأمر، خصوصا ان العماد عون يرفض أي بحث في موضوع رئاسة الجمهوريّة.