لبنان

الصّورة الرئاسية ضبابية.. وقرار الإنقاذ بيد اللبنانيين

الصّورة الرئاسية ضبابية.. وقرار الإنقاذ بيد اللبنانيين

ليس أدل على مستوى الأزمة المتفاقمة، في ظل الانهيار المتواصل الذي أصاب كل مرافق ما تبقى من مؤسسات، ما شهدته بعض مناطق العاصمة بعد ظهر أمس، من قطع للطرقات وتصاعد الاحتجاجات في الشوارع، رفضاً لاستمرار الواقع الخدماتي والحياتي المتردي على مختلف الأصعدة . وهذا كله لم يحرك المسؤولين من أجل المسارعة إلى اتخاذ الخطوات الضرورية، لإخراج الوضع من هذا المأزق الذي يهدد الاستقرار الداخلي، حيث المؤشرات في معظمها تدل على أن ما ينتظر لبنان مقلق على جميع المستويات، إذا لم تشكل حكومة، قادرة على إدارة المرحلة المقبلة، في حال شغور موقع الرئاسة الأولى، إذا لم ينتخب خلف للرئيس ميشال عون.

وتكشف لـ»اللواء» أوساط دبلوماسية عربية، أن «صورة الاستحقاق الرئاسي في لبنان ما زالت ضبابية، وليس هناك تصور واضح بعد لدى اللبنانيين إلى «البروفايل» المطلوب للرئيس العتيد. وهذا من شأنه ألا يساعد كثيراً الدول الخارجية الصديقة للبنان، على القيام بالدور المطلوب منها على هذا الصعيد»، مشددة على أن «المطلوب أن تحسم المكونات السياسية والروحية اللبنانية أمرها من هذا الملف، وتعمل على التوافق ولو بالحد الأدنى على اسم أو اسمين، لخوض الانتخابات الرئاسية، باعتبار أن لبنان بحاجة إلى رئيس جديد، لديه من القوة والقدرة، لإعادة توحيد البلد وإخراجه من أزماته».

وأشارت الأوساط إلى أن «لبنان سيبقى محط اهتمام أشقائه العرب والدول المانحة، لكن هذا يفرض على اللبنانيين أنفسهم، أن يبادروا إلى اتخاذ الخطوات الإصلاحية الكفيلة بسلوك طريق الإنقاذ، قبل طلب أي مساعدة خارجية، لا من الدول الخليجية ولا من غيرها. باعتبار أن التجربة دلت بكثير من الوضوح، أن مفتاح إنقاذ لبنان بأيدي اللبنانيين أنفسهم. لأن بقاء القرار خارج مؤسسات الدولة، يضر كثيراً بعملية النهوض، وتالياً كسب ثقة العرب والغرب».

وبعد تفجر الأوضاع العسكرية بين إسرائيل وقطاع غزة، بانتظار نتائج الوساطة المصرية، فإن المخاوف لا تزال قائمة من انتقال التصعيد إلى جبهة الجنوب اللبناني، إذا كان لإسرائيل مصلحة في ذلك، بعد التصعيد في المواقف بين المسؤولين الإسرائيليين و«حزب الله» الذي استمر في توجيه التهديدات، على خلفية ملف الترسيم البحري الذي يبدو أن إسرائيل لم تتعاط بإيجابية مع المطالب اللبنانية التي حملها الوسيط الأميركي آموس هوكستين.

وترى مصادر الأكثرية أن ما قاله قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، من شأنه أن يزيد من حالة التوتر في لبنان والمنطقة، ويعطي مبرراً لإسرائيل، للاعتداء على لبنان، باعتبار أن «حزب الله» رهن إشارة طهران لتنفيذ ما تطلبه، وبالتأكيد سيكون ذلك على حساب مصالح لبنان وشعبه، مشيرة إلى أنه «بعد كلام المسؤول العسكري الإيراني، فإن ملف الترسيم البحري بات في خطر، لأنه يبدو أن الإيراني لا يريد إنجاز هذا الملف، قبل أن يعرف مصير مفاوضاته مع الأميركيين. وكالعادة فإن طهران تستخدم لبنان كصندوق بريد، في ظل صراعها الدائر مع الأميركيين والغرب».

واعتبرت المصادر أن «إيران تريد استخدام كافة أوراقها للضغط على إسرائيل والولايات المتحدة، في سياق محاولتها فرض شروطها في الملف النووي. وهذا أمر خطير للغاية، بحيث لا يستبعد من تحريك الجبهة الجنوبية، إذا أراد الإيراني ذلك، سيما وأن حزب الله يملك وحده قرار الحرب والسلم»، مؤكدة أن «مؤشرات التصعيد مقلقة، ولا يمكن فصلها عما يجري من تطورات في المنطقة، قد لا يكون لبنان بمنأى عن تداعياتها»، بعدما نقل زوار عن رئيس الجمهورية ميشال عون في الأيام الأخيرة، خشيته على الاستقرار الذي أرساه عهده، ولا سيما الاستقرار الأمني وأنه متخوف من حصول تطورات على الأرض بعد نهاية عهده إذا ما استمر التشرذم الحاصل.

عمر البردان - اللواء

يقرأون الآن