خليفةُ نصر الله

يبدو أن اختيار الأمين العام الجديد لحزب الله, خلفا لحسن نصر الله الذى اغتيل فى 27 سبتمبر الماضى, سيتأخر. تأخُرُ مفهومُ فى وضعٍ يُرجى أن يكون استثنائيًا ويمكن تجاوزه. نستطيع تصور أسباب عدة محتملة لهذا التأخر فى مقدمتها ثلاثة. أولها وأكثرها رجحانًا أن الانكشاف الأمنى قد يُمَّكن الصهاينة من اغتيال الأمين الجديد عقب إعلان اسمه. وقد رأينا كيف استُهدِف السيد هاشم صفى الدين الذى كان المرشح الأول لخلافة نصر الله حتى دون إعلان اختياره لهذا الموقع.

والسبب المحتمل الثانى الذى يمكن تصوره هو عدم وجود اتفاق كامل على من سيخلف نصر الله فى هذا الظرف العصيب، خاصةً بعد صعود جيل جديد إلى مواقع قيادية عقب استشهاد من كانوا يشغلونها. صحيح أن فى الحزب تسلسلًا قياديًا يفيدُ فى مثل هذا اليوم كما ورد فى اجتهاد 3 أكتوبر الحالى "نصر الله .. وصفى الدين". ولكن هذا التسلسل, الذى رُسِمت معالمه فى ظروف كانت طبيعية، قُطِع. ولم يكن متصورًا أن يأتى وقت خلافة نصر الله فى وضعٍ بالغ الصعوبة على هذا النحو. كما لم يكن متوقعًا أن يأتى هذا الوقت وقد صعد جيل جديد إلى مواقع قيادية مهمة سياسية وعسكرية على حد السواء. وربما يكون لدى بعض القادة الجدد الصاعدين رؤية معينة لإنقاذ الحزب ودوره فى الفترة المقبلة، ومستقبله بوجه عام. وربما تكون هذه الرؤية مختلفةً عما كانت قبل انخراط الحزب فى معركة بدأت صغيرة لإسناد المقاومة فى قطاع غزة، ولكنها صارت أكبر من الحرب الأصلية التى أراد إسناد حلفائه فيها عمليًا وليس لفظيًا فقط.

وقد لا يكون هذا أو ذاك هو سبب التأخر، بل إعطاء الأولوية للإحلال محل القادة الميدانيين الذين استُشهدوا، خاصةً فى وحدة "الرضوان" التى تخوض القتال فى جنوب لبنان. ويبدو أن هذا الإحلال حدث بسرعة وبطريقة لامركزية، كما يتبين من إعادة تسمية مجموعتى أبو طالب وأبو نعمة، اللتين تحملان الآن اسمى عزيز ونصر.

وبدأ أثرُه يظهر فى الأداء الميدانى الذى دخل مرحلةً جديدةً فى مواجهة محاولات قوات الاحتلال التوغل فى الجنوب اللبنانى.

الأهرام

يقرأون الآن