تعمد الجيش الاسرائيلي تسريب وثائق قال إنها تعود لحركة حماس، وجاء التسريب للصحف ووسائل الإعلام الغربية بهدف الترويج لحماس باعتبارها قادرة على ابتلاع إسرائيل، بل تدمير قيم الحضارة الغربية بأكملها.
واللافت في الأمر أن ما نشرته الصحافة الغربية، وتحديداً الأميركية حول معرفة إيران وحزب الله بنوايا السنوار لم يكن صحيحاً بحسب النفي الرسمي الإيراني، كما أن قيادات حماس في الدوحة لم يكونوا على علم ما يخطط له السنوار.
مما يعني أن الجناح العسكري لحركة حماس خطط وتحرك منفرداً، في الوقت الذي تريد إسرائيل ترويج ما يوحي بأن أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر تم التنسيق فيها والتخطيط لها بين أطراف عدة، وذلك لتبرير دائرة القتل وتدمير غزة.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الإثنين، أن الجيش الإسرائيلي تعمد تسريب الوثائق التي قال إنه استولى عليها من مقرات تابعة لحركة حماس إلى الصحافة الغربية بهدف تبرير ارتفاع أعداد القتلى وحجم الدمار الذي وقع في كل من قطاع غزة ولبنان، لكنها في الحقيقة كشفت مسؤولية رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وسياساته عن وقوع أحداث 7 تشرين الأول (أكتوبر).
كانت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست قد نشرتا وثائق مسربة من الجيش الإسرائيلي تفيد بأن زعيم حركة حماس يحيى السنوار سعى لشن هجوم مفاجئ على إسرائيل بدعم من حزب الله وإيران.
الوثائق التي ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أنه تم الاستيلاء عليها من مواقع قيادة حماس في قطاع غزة تشير إلى وجود خطط لإسقاط أبراج قرب مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب.
بحسب هاآرتس فإن نشر هذه الوثائق في الصحافة الأميركية يأتي بسبب الانتقادات التي وجهتها تلك الصحف لمستوى القتل والدمار الذي سببه الجيش الإسرائيلي في لبنان وغزة.
وكشفت أن الهدف من نشر هذه الوثائق في صحف غربية كان تحقيق تأثير في الخارج وإعطاء رسالة أن زعيم حركة حماس يحيى السنوار كان يسعى لغزو إسرائيل وأن إيران كانت على علم بهجوم حماس حتى لو لم تكن تعرف توقيته بالتحديد.
كما تسعى إسرائيل من خلال نشر هذه الوثائق في الصحافة الغربية للترويج إلى أن هدف السنوار كان تدمير إسرائيل وليس مهاجمة مناطق غلاف غزة فقط وأن حركة حماس جزء من محور تقوده إيران يهدد الثقافة الغربية.
الحملة الإعلامية تسعى كذلك إلى تبرير الهجوم الإسرائيلي المضاد وما تسبب به من قتل ودمار هائل في غزة ولبنان، وأن الجيش كان يسعى لإنقاذ إسرائيل من الدمار ما يبرر تكتيكات طرد الفلسطينيين وتدمير منازلهم والاستيلاء على أراضيهم وتوسيع الاستيطان.
رصاصة نتانياهو
لكن صحيفة هاآرتس تشير إلى أن تلك الوثائق تكشف مسؤولية نتانياهو عن ما وقع في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وأن سياساته دفعت حماس لشن الحرب دون انتظار حزب الله أو إيران.
السنوار رأى زيادة الوجود الإسرائيلي في المسجد الأقصى ومحاولات تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب وتطوير إسرائيل منظومة اعتراض الصواريخ بالليزر ما جعل تلك السياسات المحرك الرئيسي لما وقع في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
الجناح العسكري لحماس تحرك منفرداً
وقد نشرت "نيويورك تايمز" تقريرا بعنوان "وثائق سرية تظهر أن حماس حاولت إقناع إيران بالانضمام إلى هجومها في 7 تشرين الأول/ أكتوبر"، كشفت فيه ما كان في محاضر العديد من الاجتماعات السرية التي عقدتها حماس في الفترة التي سبقت الهجوم.
وورد في المحاضر، وفق الصحيفة الأميركية، ما يشير إلى جهود حماس لإقناع حليفيها، إيران وحزب الله، بالانضمام إلى الهجوم، لكن البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة نفت صحة هذا التقرير.
وقالت البعثة لمجلة "نيوزويك" الأميركية، السبت: "بينما صرح مسؤولو حماس المتمركزون في الدوحة أنهم أيضا لم يكن لديهم علم مسبق بالعملية، وأن كل التخطيط واتخاذ القرار تم حصريا من قبل الجناح العسكري للحركة داخل غزة، فإن أي ادعاء يحاول ربط إيران أو حزب الله بالهجوم، جزئيا أو كليا، خال من المصداقية ويأتي من وثائق ملفقة".