قبل أسبوعين على موعد انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، تشهد مراكز الاقتراع في الولايات المختلفة إقبالا لافتا على التصويت المبكر، فاق حتى الساعة 25 مليون ناخب.
حتى إن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وفي تصويت مبكر، كان أعلن خلال تجمع انتخابي لحملة المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية، كامالا هاريس، أمس، أنه أدلى بصوته في الانتخابات عبر البريد، لصالح نائبة الرئيس.
فما هو التصويت المبكر إذاً.. وما أهميته؟
يعرف التصويت المبكر بأنه جزء أساسي من الانتخابات الأميركية، حيث يسمح للأميركيين بالإدلاء بأصواتهم قبل يوم الانتخابات، إلا أنه يختلف بحسب الولاية، إذ تقدم معظمها إمكانية التصويت الشخصي قبل يوم الانتخابات، كما توفر بعضها أيضا خيارات التصويت بالبريد.
وفي التصويت المبكر يتلقى الناخبون بطاقات اقتراعهم بالبريد ثم يعيدونها قبل الموعد النهائي.
أما الأهمية، فيسهل التصويت المبكر على الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة في التصويت يوم الانتخابات بسبب العمل أو السفر أو الصحة أو غير ذلك من الأمور. وهذا يضمن سماع أصوات المزيد من الأشخاص.
كما يمكن للخبراء من خلال النظر إلى اتجاهات التصويت المبكر، الحصول على فكرة عن نسبة إقبال الناخبين والتنبؤ بما قد يحدث في يوم الانتخابات، وفقا لصحيفة "indianexpress".
كذلك يمكن أن يؤدي التصويت المبكر إلى زيادة الحماس بشأن الانتخابات، على سبيل المثال، عندما يدعم المشاهير مثل تايلور سويفت مرشحًا، يمكن أن يشجع ذلك المزيد من الناس على التصويت المبكر.
وعلى الرغم من مزاياه، فإن التصويت المبكر واجه بعض الجدل، وخاصة فيما يتعلق بالتصويت بالبريد.
فخلال انتخابات عام 2020، زعم الرئيس السابق دونالد ترامب، من دون دليل، أن التصويت بالبريد أدى إلى احتيال واسع النطاق.
وقد تم تفنيد هذه الادعاءات منذ ذلك الحين، لكنها أشعلت نقاشات حول أمن الانتخابات.
إقبال لافت
يشار إلى أن ولايات أميركية مختلفة كانت شهدت إقبالا لافتا على التصويت المبكر، فاق حتى الساعة 25 مليون ناخب
أتت هذه الملايين من الأصوات إما عن طريق البريد أو من خلال التصويت الشخصي المبكر، ليتشكل بها السباق الرئاسي بين نائبة الرئيس كامالا هاريس والمرشح السابق دونالد ترامب.
بدورها، تراقب شبكة CNN من يدلي بأصواته قبل الانتخابات في 36 ولاية تقدم التصويت المبكر، إضافة إلى مقارنة أرقام التصويت المبكر مع ما كانت عليه قبل 4 سنوات، عندما وصل التصويت قبل الانتخابات إلى مستويات تاريخية خلال جائحة كوفيد-19.
ثم تعتمد صفتها على الإنترنت التي يتم تحديثها يوميا، على البيانات من Catalist ومسؤولي الانتخابات وEdison Research.
وكان الديمقراطيون يتمتعون بميزة واسعة على الجمهوريين في التصويت المبكر قبل أربع سنوات، لكن الفجوة قد تكون أضيق هذه المرة، حيث يحث كبار المسؤولين الجمهوريين المؤيدين على التصويت قبل يوم الانتخابات في الخامس من نوفمبر، وفقا للشبكة.
ولفتت إلى أن انتخابات 2020 كانت شهدت مستويات تاريخية من التصويت قبل الانتخابات أثناء جائحة كوفيد-19، إذ كان بعض الناخبين حذرين من التصويت شخصيا مع إرشادات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها التي توصي بالتباعد الاجتماعي.
أما اليوم وبعد أربع سنوات وخروج البلاد من الوباء، يمكن لمزيد من الناخبين العودة إلى صناديق الاقتراع للتصويت شخصيا إما قبل يوم الانتخابات أو فيه.
ومن بين المؤشرات الواضحة في البيانات حتى الآن أن الناخبين الأكبر سنا شكلوا نسبة أكبر من الأشخاص الذين أدلوا بأصواتهم في الولايات المتأرجحة، مقارنة بهذه النقطة في عام 2020.