مع أن "عرب أميركا" هم بالكاد 1% من سكان الولايات المتحدة، إلا أن بضعة آلاف من أصواتهم في انتخابات رئاسية ومتقاربة بشكل مثير للأعصاب بين هاريس وترامب، يمكن أن تضمن فوز ترامب الثلاثاء المقبل بعد أن ارتفع دعمه بينهم بقوة، وهو طارئ حاسم لصالحه في ولاية لم تعد متأرجحة، وهي ميشيغان.
المعلومات الجديدة أعلاه، وردت أمس بتقرير نشرته صحيفة "التليغراف" البريطانية اليوم وكتبه المؤرخ الأميركي Paul du Quenoy رئيس معهد Palm Beach Freedom Institute الناشط "بتعزيز الحريات والتعليم والسياسات العامة للدفاع عن مبادئ التأسيس الأميركي"، على حد الوارد عنه في حاشية التقرير الذي يبدأ بما أعلنه الأسبوع الماضي أمام مسجد شهير.
وكان الإمام بلال الزهيري تحدث في تجمع حاشد بضاحية Novi قرب مدينة ديترويت وقال: "نحن، كمسلمين، نقف مع الرئيس ترامب" وبدأ يخاطب تجمعا متحمسا أيدت فيه مجموعة من رجال الدين دونالد ترامب. الذي غالبا ما تصفه وسائل الإعلام التقليدية بمعاد للأجانب، وكان المرشح الجمهوري حاضرا وأعلن أنه "مسرور بقبول تأييد هؤلاء القادة المحترمين للغاية"، وفق تعبيره.
كما أيده بيل بزي، عمدة مدينة Dearborn Heights بميشيغان، والمولود في لبنان. وقبله في سبتمبر الماضي أيده عامر غالب، عمدة ضاحية Hamtramck قرب ديترويت، وهو من أصل يمني، ووصف ترامب في كلمة ألقاها بأنه "رجل مبادئ"، كما قال عنه إنه "الاختيار الصحيح" في ميل مؤيد للرئيس السابق بين الناخبين الأميركيين من أصل عربي في ميشيغان، والتي قد تقرر نتيجة الانتخابات.
ووفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة YouGov للأبحاث والدراسات، ونشرت نتائجه الأسبوع الماضي، يتمتع ترامب بتقدم وطني بنسبة 45 إلى 43% على كامالا هاريس بين الناخبين الأميركيين من أصل عربي، سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين.. كما في استطلاع سابق أجراه المعهد العربي الأميركي، بقيادة خبير استطلاعات الرأي اللبناني الأميركي جيمس زغبي، وجد ترامب متفوقا على هاريس بنقطة واحدة، أي 42 إلى 41%.
ومن المعروف تقليدياً، فضل الأميركيين من أصل عربي المرشحين الرئاسيين الديمقراطيين بأغلبية ساحقة. ولكن الآن، تحدد الأغلبية أنفسهم إما كجمهوريين أو مستقلين. وعندما يتم إزالة تسميات الحزب، يقول 68% من الناخبين الأميركيين من أصل عربي إنهم محافظون أو معتدلون، في حين يدعي 27% أنهم ليبراليون، وفقاً لمؤسسة يوغوف.
أما فيما يتعلق بالسؤال الملح حول من قد يتعامل بشكل أفضل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يتفوق ترامب على هاريس بنسبة 39 إلى 33% بين هذه المجموعة. كما يمنح "يوفوف" المرشح الجمهوري تقدما بست نقاط بين المجموعة على هاريس، فيما يتعلق بالاقتصاد، وهي قضية وطنية حيوية للناخبين من جميع الفئات السكانية.
ما الذي يفسر هذا التغيير الدرامي؟ ربما تحدث الإمام الزهيري نيابة عن كثير من الأميركيين العرب من خلال تحديد ترامب باعتباره المرشح الأكثر احتمالية لإحلال السلام. وقد قال الزهيري لجمهوره: "إنه يعد بالسلام وليس الحرب! نحن ندعم دونالد ترامب لأنه وعد بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط وأوكرانيا".
وبالنسبة لأميركي من أصل عربي تحدثت إليه، وهو من أصل مصري ويدرس الآن دراسات عليا في إدارة الفنون الدولية، فإن "الشكل غير المعتاد للدبلوماسية الذي يتبناه ترامب يستحضر قدرا أعظم من التفاؤل" مقارنة بإجماع واشنطن الفاشل. وفي الداخل، يبدو أن حملة ترامب تتوافق مع العديد من القيم التي يعتز بها الأميركيون من أصل عربي، بما في ذلك الالتزام بالأسرة والعمل الجاد وريادة الأعمال، وقد أخبرني عقيد متقاعد في الجيش الأميركي من أصل فلسطيني أن "الأميركيين العرب يريدون نسخة أميركا التي أتوا من أجلها، أي التي تحترم الديانة وتكرم البلاد وتحمي الأسرة، وترامب يتبنى هذه القيم".