لم تكن القفازات من أساسيات كرة القدم، ولا يُعرف على وجه التحديد تاريخ ظهورها لأول مرة في الملاعب، إلا أنها باتت من أهم مستلزمات حراس المرمى، الذين لا يتصورون مجابهة تسديدات الخصوم الصاروخية من دونها، وكأنها دروع حقيقية لهم.
ورغم عدم وضوح تاريخ قفازات الحراس، إلا أن أماديو راؤول كاريزو، الملقب بطرزان الأرجنتين، يُعتقد أنه أول من ارتداها، خلال لعبه بقميص ريفر بليت في أربعينيات القرن الماضي.
وفي البداية، كانت القفازات تقي اليدين فقط، ولم يكن لها أي دور وظيفي، إلا حماية الحارس من التسديدات القوية.
لكن الآن، لم تعد القفازات تحمي الحارس فقط من الإصابات المرتبطة باليدين، بل تساعد أيضًا في تعزيز قدرته على إيقاف التسديدات، والتعامل مع الكرة بشكل فعال.
وقبل نحو قرن من الزمان، لم يعتد حراس المرمى ارتداء القفازات، بل اعتمَدوا فقط على أيديهم العارية للتصدي للكرات، وقاموا بالقفز بلا خوف.
وفي القرن التاسع عشر، كانت الكرات أثقل بكثير، وكان من الممكن كسر الأصابع بسهولة.. لذا تم تسجيل براءة اختراع لقفازات حراس المرمى، في عام 1885، من قبل شخص بريطاني.
ودخلت القفازات ضمن مجموعة أدوات الحراس، بعد الحرب العالمية الثانية.. لكن الحراس الذين كانوا يرتدون القفازات، في الخمسينيات والستينيات، كانوا يتعرضون عادةً للانتقاد بسبب ذلك.
ولم تكن القفازات وقتها تقدم الكثير من الحماية، رغم أن هذا كان الهدف الرئيسي منها، حيث كانت بسيطة وبدائية، وتصنع من مواد مثل القطن أو الجلد.
وكان الحارس الأرجنتيني، أماديو كاريزو، أول من استخدم القفازات في 1945، بحسب العديد من المصادر.. وشارك كاريزو في الفترة من 1945 إلى 1968 مع نادي ريفر بليت في بلاده، وكانت قفازاته الشهيرة رمزًا لابتكاراته المميزة.
وفي نهائيات كأس العالم 1970، ارتدى أسطورة إنكلترا، جوردون بانكس، القفازات كتجربة، مستخدما نسخة أكثر تطورا من قفازات كاريزو.
وخلال العقود الأخيرة من القرن العشرين، شهدت قفازات حراس المرمى تطورًا كبيرًا، بفضل التقدم في المواد والتكنولوجيا.. وأدى استخدام حشوة من المطاط والرغوة، إلى تعزيز مستوى الحماية وامتصاص الصدمات.