كشفت مصادر مطلعة على المفاوضات الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق نار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي، عن نقاط خلافية تعطل الإعلان عن الاتفاق.
وأوضحت المصادر، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، أن زيارة مدير وكالة الاستخبارات الأميركية، وليام بيرنز، إلى العاصمة القطرية الدوحة جاءت في إطار الدفع نحو تقريب وجهات النظر والضغط من أجل حسم الخلافات.
وعلم "العربي الجديد"، أن النقاط الخلافية جاء في مقدمتها، تمسك حماس بوضع جملة صريحة تنص بشكل مباشر على "إنهاء الحرب" مع نهاية استحقاقات المرحلة الثالثة من الاتفاق، فيما يرفض الطرف الإسرائيلي حتى الآن تلك الصيغة مقترحا عبارة "إنهاء العملية العسكرية" وهي الصيغة التي ترفضها حماس.
وترتبط إحدى النقاط الخلافية، بحسب معلومات "العربي الجديد"، بالفيتو الإسرائيلي على قائمة الأسرى أصحاب المحكوميات العالية التي قدمتها حماس، والتي ضمت 250 اسماً، حيث اشترط وفد التفاوض الإسرائيلي أن يكون من حق حكومة الاحتلال الاعتراض، دون إبداء أسباب، على إطلاق سراح 70 أسيراً تحددهم إسرائيل من القائمة دون أن يؤدي ذلك لانهيار الاتفاق، أو انسحاب حماس، وهو العدد الذي رفضته الحركة، فيما اقترح الوفد الفني الأميركي المشارك في التفاوض، تخفيض العدد إلى 50 وهو ما لم يتم حسمه بعد، حيث علم "العربي الجديد" أن هناك مقترحاً مرجحاً بإبعاد كل أعضاء هذه القائمة خارج الأراضي المحتلة عقب إطلاق سراحهم.
وبحسب ما اطلع عليه "العربي الجديد" من المصادر نفسها، فإنه رغم توافق الطرفين، حماس وحكومة إسرائيل، على بند انسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من معبر رفح، إلا أن هناك خلافاً بشأن بعض النقاط التي تتمسك إسرائيل ببقاء الجيش فيها، من ضمنها مراكز بعض المدن ومحور صلاح الدين "فيلادلفي"، إذ وافقت إسرائيل على البدء بالانسحاب من مراكز المدن، لكن بعض المواقع لا يزال هناك "أخد ورد" بشأنها.
وإضافة لتلك النقاط، فإن هناك تبايناً في الرؤى حول حرية الحركة بين شمال القطاع وجنوبه، إذ أكد وفد التفاوض الإسرائيلي سماح جيش الاحتلال بحرية كاملة في الانتقال من شمال القطاع لجنوبه، لكنه تمسك بفرض قيود وتفتيش على حركة التنقل من الجنوب للشمال وهو ما اعترضت عليه حماس مطالبة بحرية حركة كاملة في الاتجاهين. لكن مصدراً مصرياً مطلعاً، قال إن تلك النقاط الخلافية تعد هي الأقل منذ انطلاق المفاوضات بجولاتها المختلفة عقب انتهاء الهدنة الأولى العام الماضي، مؤكدا في الوقت ذاته أن قيادة حماس والوسطاء يلمسون جدية حقيقية من الجانب الأميركي بإدارتيه الحالية والمنتخبة من أجل إنجاز الاتفاق قبل نهاية العام.
وأوضح المصدر أنه لأول مرة يستشعر الوسطاء وقيادة حماس أن هناك ضغوطاً جادة تمارسها واشنطن على تل أبيب من أجل التوصل لاتفاق وأن الضغوط تسير في الاتجاهين، على حماس، وعلى إسرائيل، وليست في اتجاه واحد كما كان يحدث في السابق.