سوريا

فاروق الشرع.. عودة "الرجل الأيديولوجي" من بوابة "الحوار الوطني"

فاروق الشرع.. عودة

عاد اسم، أحد أبرز مسؤولي النظام السوري السابق، إلى واجهة الإعلام مجددًا، بعد الإعلان قبل أيام عن لقائه القائد العام للإدارة الجديدة لسوريا، أحمد الشرع.

ودُعي الشرع إلى حضور مؤتمر حوار وطني ستدشنه البلاد في قادم الأيام لبلورة ملامح المرحلة القادمة في "سوريا الجديدة" بعد سقوط .

ولد فاروق الشرع في مدينة درعا جنوبي سوريا العام 1938، وتخرج في كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية في جامعة دمشق عام 1963، وانتقل بعدها لدراسة القانون الدولي في جامعة لندن بين عامي 1971 و1972.

بداية الشرع

وبدأ السياسي المخضرم حياته العملية في شركة الطيران السورية منذ عام 1963 وحتى عام 1976، وشغل فيها عدة مناصب في سوريا وخارجها، بعدها اختاره الرئيس الراحل حافظ الأسد سفيرًا لسوريا في إيطاليا بين عامي 1976 و1980.

وفي عام 1980 عين الشرع وزير دولة للشؤون الخارجية حتى 1984، وبعدها عُيّن وزيراً للخارجية السورية وبقي في المنصب 22 سنة.

وشغل بعدها منصب نائب رئيس الجمهورية بين عامي (2006 - 2014).

ولم يُعد الرئيس السوري السابق بشار الأسد تعيينه نائبًا له بعيد إعادة انتخابه عام 2014، وقد سبق ذلك استبعاد الشرع من القيادة القطرية لحزب البعث في تموز/ يوليو 2013.

وكان الشرع من السياسيين المقربين من الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، وأحد العوامل الأساسية في اتخاذ القرار السياسي في سوريا أثناء حكم خلفه الرئيس بشار الأسد حينما تم تعيينه نائباً للرئيس.

وعُرف بالرجل الأيديولوجي الذي يحسن السباحة في بحر السياسة الواقعية، ويوصف بأنه خريج مدرسة حافظ الأسد السياسية والفكرية.

سياسة الشرع

وكانت مواقف الشرع "أقل تطرفا" من باقي رجال السلطة بشأن الأزمة في بلاده، فقد ترأس مؤتمر اللقاء التشاوري للحوار الوطني الشامل الذي عُقد بمجمع صحارى في دمشق في يوليو 2011.

وأثيرت أنباء انشقاقه عن النظام في العام 2012، بعد أن شوهد على الملأ آخر مرة في جنازة مسؤولين قُتلوا بتفجير مبنى الأمن القومي السوري ذلك العام.

وآنذاك، صدر بيان عن مكتب فاروق الشرع يقول إنه "لم يفكر في أي لحظة بترك الوطن إلى أي جهة كانت".

وأكد قريبه مروان الشرع، أن فاروق كان قيد الإقامة الجبرية في منزله بضواحي دمشق منذ اختفائه عن الساحة السياسية.

وأشار إلى أن "سائقه ومرافقه الشخصي سجنا بتهمة تسهيل محاولة انشقاقه عن حكم الأسد، ولم يُسمح له طوال الفترة الماضية بمغادرة دمشق".

وفي عام 2015 صدر كتاب من تأليف فاروق الشرع حمل عنوان "الرواية المفقودة"، من إصدار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.

ومثل هذا الكتاب شهادة تاريخية فائقة الأهمية على الأحداث التي عاشتها سوريا ولبنان وفلسطين والمشرق العربي وعاشها العالم من منظور هذه المنطقة عمومًا، كما يمثل شهادة على المفاوضات السورية - الإسرائيلية خصوصًا.

ويكشف الكتاب تفاصيل وحيثياتٍ لأحداثٍ لم يسبق أن عرض الطرف السوري روايته عنها.

وفاروق الشرع، 86 عاما، متزوج من سيدة كانت تشغل منصبًا في وزارة الخارجية السورية، ثم تفرغت بعد تسلمه وزارة الخارجية، وله منها ولد وبنت، وابنه مضر طيار مدني.

يقرأون الآن