في عام 2018، جرى تشخيص إصابة أسماء الأسد بسرطان الثدي وتلقّت العلاج حتى تعافت من المرض. وبعد سنوات من تعافيها، عادت وأصيبت بسرطان الدم (لوكيميا) وخضعت إلى العلاج، وأُعلِنَ عن تعافيها أيضاً. إلّا أنه منذ أشهر، أُعلِنَ عن إصابتها باللوكيميا مرّة اخرى، وأنها تخضع للعلاج.
وأخيراً، أشارت تقارير إلى أن فرص نجاتها من السرطان تتضاءل، وقد دخلت العزل الصحي في هذه المرحلة لأنها تُحتضر.
في أيار (مايو) الماضي، أُعلنت إصابة أسماء الأسد بسرطان الدم النخاعي الحاد الذي يُعتبر من أنواع اللوكيميا الشرسة التي تصيب نخاع العظام والدم. ويوضح رئيس قسم أمراض الدم والأورام في مستشفى "أوتيل ديو دو فرانس" الدكتور جوزيف قطان في حديث لـ "النهار" اللبنانية، أن ذلك المرض يُعرف أيضاً باسم بابيضاض الدم الحاد الذي يشمل خلل وظائف النخاع العظمي والدم وتزايد تكاثر الخلايا الجذعية فيه، فتصل نسبتها إلى الدم بنسبة تصل إلى 20 في المئة من مجمل خلاياه، فيما يفترض ألّا تتخطّى الـ5 في المئة. ويترافق ذلك التكاثر المنفلت [الذي يترتب عليه تزايد إنتاج خلايا غير ناضجة] مع تزايد انتقال الخلايا الجذعية إلى الدم بمعدلات تفوق مستوياتها الطبيعية أيضاً. وبالتالي، تتكاثر الأنواع غير الصحية وغير الناضحة من خلايا الدم، على حساب المكونات الصحية كالكريات الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية وغيرها.
وبحسب قطان، تسبب هذه الحالة فقر دم وشحوباً أو نزفاً أو ارتفاعاً في الحرارة بسبب انخفاض مستويات الكريات البيضاء. وتذكيراً، ثمة نوعان من اللوكيميا يُشار إلى أحدهما بإسم "الأولية" Primary بمعنى أنها قد تظهر من دون سبب، فيما يُطلق على الثانية اسم "الثانوية" Secondary، أي أنها تحدث ارتباطاً بعناصر أخرى كالتعرّض للأشعة أو الخضوع إلى علاجات نتيجة الإصابة بسرطان الثدي، على غرار ما حصل مع أسماء الأسد. في هذه الحالة، يوضح قطان، أن المرض قد يظهر بعد قرابة 5 سنوات، مترافقاً مع زيادة خطر الإصابة باللوكيميا الثانوية التي تكون شرسة وأكثر صعوبة.
درجات اللوكيميا الثانوية؟
على خلاف باقي أنواع السرطان، لا تُصنّف اللوكيميا على أساس درجات معينة لتحديد مدى خطورته وكيفيه التعامل معه. ويرجع ذلك إلى أن ذلك الورم الخبيث يحدث في الدم أصلاً، فيكون منتشراً فيه حكماً، ولا تكون هناك درجات كباقي الأورام.
في المقابل، يجري الاستناد إلى عوامل معينة في تحديد صعوبة الحالة أو سهولتها. وبشكل عام، تُعتبر اللوكيميا الثانوية أكثر صعوبة من الأولية. ويندرج ذلك ضمن المعايير التي تحدّد خطورتها. وللمقارنة، تُعتبر اللوكيميا الأولية "أسهل" من الثانوية، بإيجابية أكبر، ولو بصورة نسبية.
علاج معتمد في مواجهة اللوكيميا الثانوية الحادة
يتمثل العلاج الأفضل والأكثر فاعلية لابيضاض الدم الحاد بعملية زرع النخاع العظمي من شخص متبرّع في العائلة. والأفضل أن يكون المتبرع من أولاد المريض أو أخوته. ورغم أنه العلاج الأكثر فاعلية، إلّا أنه لا يوصف لكل الحالات، بل يعتمد الأمر على صعوبة الحالة. وحينما تتراجع فرص التعافي إلى 50 في المئة أو أقل، على غرار حالة أسماء الأسد، يجري اللجوء مباشرة إلى زرع النخاع العظمي. وإذا كان مستقبل الحالة جيداً وثمة عوامل إيجابية يمكن الاستناد إليها في توقع ـ/ تتخطّى فرص التعافي 50 في المئة، قد يغدو من المستطاع اللجوء إلى العلاج الكيميائي العادي.
هل عزل أسماء الأسد يرتبط بخطورة حالتها او بطبيعة علاجها؟
سواء في حال اللجوء إلى علمية زرع النخاع العظمي أو في حال اللجوء إلى العلاج الكيميائي؛ يُصار في حالات اللوكيميا الحادة إلى إعطاء علاج قوي يخفّض المناعة إلى أدنى مستوياتها بالتالي، لا بدّ من المرور بمرحلة العزل. في المقابل، حينما يُصار إلى اللجوء لعملية زرع النخاع العظمي، تصبح فترة العزل أطول وقد تصل إلى شهرين، فيما تكون في حال اللجوء إلى العلاج الكيميائي بمعدل ثلاثة أسابيع.
وهذا ما يفسر مرور أسماء الأسد بفترة العزل الضرورية بسبب انخفاض مناعتها نتيجة خضوعها إلى العلاج، أياً كان نوعه.
ووفق ما يوضحه قطان، كان من المفترض اللجوء إلى عملية زرع النخاع العظمي في المرّة الماضية حينما أصيبت أسماء الاسد باللوكيميا، لأنه حتى إذا خضعت إلى علاج عادي وتعافت، يُتوقع أن تعود وتُصاب باللوكيميا الحادة الأكثر عدوانية وصعوبة. ففي تلك الحالة، لا يحصل التحسن إلّا بشكل موقت. وفي وضعها الحالي، باتت فرص التعافي أقل. وقد تنعدم تلك الفرص في حال الاعتماد على العلاج الكيميائي وحده، فيما ترتفع إلى 20 في المئة في حال زرع النخاع العظمي الذي يُعتبر الحل العلاجي الأكثر فاعلية لحالتها، كي تنجو وتتعافى بحسب "النهار".