يشكل البعد الإنساني دائما الأساس في جهود قطر الدبلوماسية، لذا كانت الوساطة الإنسانية هي أحد أبرز انجازات الدبلوماسية القطرية خلال العام 2024، وذلك في إطار التزام دولة قطر بحل النزاعات بالطرق السلمية وتعزيز الأمن والتنمية المستدامة في المنطقة والعالم.
ولعل الوساطة في الصراع الروسي الأوكراني التي أثمرت عن لم شمل العشرات من الأطفال بعائلاتهم بعد فراق طويل بسبب الحرب، تمثل أحد ملامح الدبلوماسية الانسانية لدولة قطر، ذلك أن الانجازات التي حققتها الدبلوماسية القطرية في هذا الملف تتجاوز الوساطة السياسية إلى كونها اصبحت شعاع أمل لمئات الأسر التي تفرقت بسبب الحرب.
وفي قطاع غزة الذي تعرض لحرب ابادة شاملة، كانت قطر صوتا بارزا للإنسانية، سواء من خلال دورها المحوري والحاسم في الجهود الرامية لوقف إطلاق النار بالتعاون مع الولايات المتحدة ومصر، أو من خلال دعم وكالة الأونروا، أو الجسر الجوي الذي أطلقته لإرسال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع، والذي تم عبره ارسال 115 طائرة لقطاع غزة حملت إجمالي مساعدات بلغت 5000 طن، بجانب التعاون المشترك مع منظمات الأمم المتحدة للعمل على تعزيز تنسيق الجهود الإنسانية بما يضمن إيصال المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية والاحتياجات الأساسية، فضلا عن مبادرتها بإجلاء الجرحى والمرضى وعلاجهم بالدوحة، تنفيذا لتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.
إن انجازات دولة قطر الدبلوماسية خلال عام 2024، وجهودها الفعالة في العديد من الملفات الشائكة، انطلاقا من دورها الإنساني والأخلاقي والتزاما بمسؤوليتها كشريك موثوق في التنمية والأمن والسلم الدوليين، تمثل نموذجا ملهما في الوساطة الإنسانية.
الشرق