في توقيت ملفت، زار القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي أمس الخميس أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، حيث استقبله الرئيس السابق للإقليم مسعود بارزاني الذي يقود الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم.
ما رسم العديد من التساؤلات حول أهداف تلك الزيارة النادرة وفي هذا التوقيت الحساس وسط تطورات متسارعة في سوريا، لاسيما أنها أتت بعد 3 أيام من استقبال عبدي في سوريا، ممثل بارزاني ومسؤول الملف السوري في حكومة إقليم كردستان حميد دربندي.
فما هي أبرز الملفات التي تطرّق إليها عبدي وبارزاني؟
في السياق، كشف مصدر رفيع من قسد لـ "العربية.نت" أن عبدي زار أربيل برفقة مسؤولين من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق المجاور.
كما أوضح المصدر أن زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني يحاول لعب دور الوساطة بين تركيا وقسد التي تتعرض المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال وشرقي سوريا لهجمات عسكرية متكررة تقودها أنقرة وجماعات سورية مسلحة مدعومة منها.
وأضاف أن دور الوسيط المحتمل الذي سيلعبه حزب بارزاني بتشجيعٍ أميركي والذي تربطه صلات سياسية واقتصادية قوية بتركيا، هو "أهم ما ناقشه عبدي مع زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني"
إلى ذلك، كشف أيضاً أن عبدي وبارزاني تباحثا بشأن توحيد الأحزاب الكردية في سوريا والتي تضاربت مواقفها في ظل المتغيرات التي شهدتها البلاد عقب احتجاجات مارس من العام 2011 والحرب التي تلتها ودامت قرابة 13 عاماً.
واتفق عبدي وبارزاني على "توحيد مختلف الأطراف الكردية السورية" قبل كتابة دستورٍ جديد في سوريا وقبل أن تشهد البلاد انتخابات ستكون الأولى بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد في مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي.
كما شدد بارزاني وفق المصدر العسكري على ضرورة حصول أكراد سوريا على "كامل حقوقهم" ضمن وحدة الأراضي السورية شريطة "الحفاظ على قوتهم العسكرية" في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل "وحدات حماية الشعب" الكردية عمودها الفقري.
وبما أن مسألة كتابة الدستور وإجراء الانتخابات في سوريا ستستغرق عدة سنوات وفق ما أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع الشهر الماضي، لهذا السبب أبدى بارزاني وعبدي "في الوقت الحالي أهمية أكبر لمسألة التفاوض المحتمل بين تركيا وقسد" عوضاً عن توحيد الأطراف الكردية بشكلٍ عاجل.
أما في حال نجح بارزاني في لعب دور الوساطة بين تركيا وقسد، فمن المحتمل أن يتمّ فتح 3 معابر حدودية بين "المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية" وتركيا على أن يبدأ التعاون الاقتصادي بين الجانبين، بحسب المصدر العسكري.
يشار إلى أنه كان من المقرر عقد مؤتمر لمختلف الأطراف الكردية السورية أمس الخميس، لكنه تأجّل إلى وقتٍ لاحق نتيجة زيارة عبدي إلى أربيل، إذ من المحتمل أن يشارك "المجلس الوطني الكردي في سوريا" في المؤتمر الذي لم يحدد توقيته. وهذا المجلس يحظى بدعم بارزاني وهو عضو رئيسي في الائتلاف السوري المعارض والمدعوم من تركيا، وغير مشارك في "الإدارة الذاتية" لشمال وشرق سوريا
هذا ودام اللقاء بين عبدي وبارزاني قرابة ساعتين ومن شأنه أن يؤدي لاحقاً لإخراج مقاتلي حزب العمال الكردستاني من سوريا لسحب الذرائع من تركيا التي تعترض على تواجدهم في مناطق سيطرة قسد، وفق ما أورد المصدر العسكري الذي اعتبر أن هذا الأمر مرهون بوقف تركيا لإطلاق النار.
وكان عبدي قد التقى مسؤولين أكرادا آخرين في إقليم كردستان من مختلف الأحزاب الكردية وأبرزها الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني. ورغم الخلافات بين مختلف الأحزاب الكردية السورية داخل "الإدارة الذاتية" وخارجها، لكن جميعها تتفق على ضرورة وجود حكمٍ لا مركزي في سوريا عقب سقوط نظام الأسد.