ألقى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في افتتاح السنة القضائية، من الصرح البطريركي في بكركي، كلمة قال فيها: وصف قداسة البابا فرنسيس رسالة المحكمة الكنسية بأنها "خدمة العدالة والمحبة في الحقيقة". هذه الثلاث عدالة ومحبة وحقيقة وحدة لا تتجزأ. فبإهمال احداها تفقد الأخريات أصالتها. في الواقع لنا القدوة في يسوع المسيح الذي هو الحقيقة والعدالة والرحمة. المحبة في الحقيقة قوة خارقة تدفع بالأشخاص الى الإلتزام بشجاعة وسخاء في حقل العدالة والسلام. انها قوة تنبع من الله الذي هو المحبة الأبدية والحقيقة المطلقة. بالنسبة الى المحاكم، يجب تعميق العلاقات بين العدالة والمحبة والحقيقة. البعض يعارض بين العدالة والمحبة، كأن الواحدة تقصي الأخرى.
وأضاف: البعض يعتبر ان المحبة الراعوية قد تسّهل اي خطوة تجاه إعلان بطلان الرباط الزوجي من أجل مساعدة الأشخاص الموجودين في وضع زوجي غير شرعي. والحقيقة نفسها قد يُنظر اليها من منظار أداة، فتكون مناسبة في كل حالة الى المقتضيات المختلفة. ان توزيع العدالة في محاكمنا هو جوهريًا عمل عدالة، التي هي فضيلة قوامها الإرادة الدائمة والثابتة لإعطاء الله والقريب ما هو واجب لهما. الحق القانوني يُقدر بأقل من قيمته، وكأنه مجرّد اداة تقنية في خدمة اي مصلحة شخصية حتى غير مبنيّة على الحقيقة. المطلوب اعتبار الحق القانوني في علاقته الجوهرية بالعدالة. فيا ايها القضاة والموظفون القضائيون، ويا ايها المحامون، انتم مدعوون لخدمة العدالة والمحبة والحقيقة، ولتحقيقها في عملكم اليومي. فتجب بالتالي محبة الثلاث معًا العدالة والمحبة والحقيقة.