سوريا

المرصد السوري: تفاهمات بين الميليشيات الإيرانية و"داعش" لخلق الفوضى

المرصد السوري: تفاهمات بين الميليشيات الإيرانية و

بعد انسحاب الميليشيات الإيرانية من الأراضي السورية عقب سقوط نظام بشار الأسد، عادت العلاقة الخاصة بين تنظيم "داعش" والميليشيات إلى الواجهة من جديد، في ظل الأحداث التي شهدتها دير الزور قبيل الانسحاب وما بعد سقوط النظام. يقدم المرصد السوري لحقوق الإنسان تقريراً يتناول آخر التطورات في هذا الملف.

في الآونة الأخيرة وقبل انسحاب الميليشيات التابعة لإيران من سوريا، شهدت بادية معيزيلة في دير الزور، حيث ينشط تنظيم "داعش"، تحركات مكثفة لتلك الميليشيات على مستوى القيادة والعناصر غير سوريين، لاسيما فاطميون الأفغانية وزينبيون الباكستانية والحرس الثوري الإيراني. التحركات شملت نقل شاحنات محملة بالأسلحة والذخائر التي يتم تهريبها من العراق عبر طرق غير شرعية، تحت غطاء شحنات تجارية مثل الأغنام أو المواد الغذائية. ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن السلاح شمل رشاشات ثقيلة، بنادق كلاشنكوف، وذخائر متنوعة، إضافة إلى كميات كبيرة من مادة TNT شديدة الانفجار، التي استخدمها التنظيم سابقاً في عملياته ضد أهداف متعددة.

بالإضافة لذلك، شهدت المنطقة اجتماعات سرية بين قيادة الجانبين، دون الوصول إلى معلومات واضحة عما جرى ضمنها لكن المعلومات تشير لتفاهمات بين الطرفين لخلق حالة من الفوضى في مناطق متفرقة من سوريا لاسيما في دير الزور.

وفي ظل التغاضي المريب عن تواجد التنظيم ضمن البادية السورية أثناء فترة حكم نظام الأسد، ظهرت تساؤلات عديدة حول طبيعة العلاقة بين الميليشيات الإيرانية و"التنظيم". وبحسب المرصد، كانت أرتال التنظيم تتجول بحرية في البادية دون أن تتعرض لأي استهداف أو اعتراض من النقاط الإيرانية المنتشرة هناك والعكس صحيح. هذه النقاط، التي كانت تشكل طوقاً محكما حول المدن والبلدات، لم تُسجل ضدها أي هجمات تُذكر من خلايا "التنظيم" المنتشرة في المنطقة.

أحد سكان قرية الصالحية بريف دير الزور الذي رفض ذكر اسمه لدواعٍ أمنية تحدث للمرصد السوري فقال: "انسحاب الميليشيات الإيرانية يعني نهاية الضغط على منطقتنا، لكننا شاهدنا بأن قسم من القيادات المحلية التي كانت تعمل مع الميليشيات باتوا ضمن مناطق انتشار التنظيم في البادية مع نقل سلاح وذخائر لهناك بالإضافة لوجود قسم آخر منهم داخل مناطقنا وهو ما يثير قلقنا من استغلال الحالة العامة في البلاد والمرحلة الانتقالية وعودة نشاط المليشيات والتنظيم لزعزعة أمن المنطقة، وذلك لمحاولة إيران بالظهور على أنها كانت تحمي تلك المناطق وانسحابها أدى للفوضى لتلميع صورتها التي اهتزت أمام جمهورها".

وبحسب شهادة أبو عبدالله وهو أحد أبناء مدينة الميادين في محافظة دير الزور، فإن الميليشيات الإيرانية في بادية الميادين تركت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر في مواقعها قبل انسحابها، دون أن تقوم بنقلها إلى العراق أو إتلافها.

وأشار أبو عبدالعزيز إلى أنه رصد آليات تابعة لخلايا "التنظيم" تدخل تلك النقاط بعد ساعات قليلة فقط من انسحاب الميليشيات الإيرانية، حيث قامت بتحميل الأسلحة والذخائر والتوجه بها إلى عمق البادية باتجاه الحدود الإدارية بين باديتي دير الزور وحمص. وأكد أن السرعة التي تحرك بها “التنظيم” للوصول إلى هذه المواقع ومعرفته المسبقة بمكان وجود الأسلحة، إضافة إلى عدم قيام الميليشيات بتدميرها أو نقلها، تشير بشكل واضح إلى وجود تنسيق مسبق بين الميليشيات و"داعش".

تمكنت مصادر المرصد السوري من الوصول إلى أحد العناصر السابقين لدى "التنظيم" في البادية ويدعى أبو يامن سوسة (اسم وهمي) حيث أشار إلى أن الميليشيات الإيرانية لا تهتم بمن تتعامل معه طالما أن ذلك يخدم مصالحها الخاصة، "قدموا لنا أسلحة وذخائر، وطلبوا منا تنفيذ عمليات محددة ضد شخصيات وأهداف معينة ومن ثم يقومون بحملات أمنية للظهور الإعلامي وتبني رواية مكافحة الإرهاب.

يقرأون الآن