كشفت دراسة حديثة عن حقائق مثيرة حول حاسة الشم وأثرها الكبير على الصحة العقلية والجسدية.
الدراسة تسلط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه هذه الحاسة في حياتنا اليومية، وكيف تؤثر بشكل مباشر على الذاكرة والعواطف والصحة النفسية، وحتى في التشخيص المبكر لبعض الأمراض.
حاسة الشم وتأثيرها على الذاكرة والعواطف
أظهرت الأبحاث العلمية أن حاسة الشم ترتبط بشكل وثيق بالمناطق الدماغية المسؤولة عن الذاكرة والعواطف مثل اللوزة الدماغية والحُصين.
أظهرت دراسة أجريت عام 2004 أن الروائح تثير استجابة عاطفية وذاكرية أقوى من التحفيز البصري، وهو ما يفسر لماذا قد تعيد بعض الروائح ذكريات قديمة أو مشاعر معينة.
تجديد خلايا الشم
من الجوانب المدهشة لحاسة الشم أن خلايا الأعصاب الشمية تتجدد بانتظام. حيث يتم استبدال الخلايا الميتة بأخرى جديدة كل بضعة أشهر، ما يساعد الجسم على التكيف مع المؤثرات البيئية مثل السموم أو الفيروسات.
ومع ذلك، فإن حالات مثل الإصابة بفيروس COVID-19 قد تعرقل هذه العملية وتؤدي إلى فقدان مستمر لحاسة الشم.
فقدان الشم وتأثيره على الصحة النفسية
تشير الدراسات إلى أن فقدان حاسة الشم له تأثير كبير على الصحة النفسية، حيث يعاني نحو 5% من الأشخاص من فقدان تام لحاسة الشم، في حين يعاني 15-20% من فقدان جزئي.
فقدان الشم قد يؤدي إلى مشاكل اجتماعية وعاطفية مثل العزلة أو تغييرات في الرغبة الجنسية، كما أن تراجع حاسة الشم لدى كبار السن قد يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب وأمراض أخرى.
فقدان الشم كعلامة على الأمراض التنكسية العصبية
يُعتبر فقدان حاسة الشم أحد الأعراض المبكرة للأمراض التنكسية العصبية مثل الزهايمر وباركنسون.
وتشير الدراسات إلى أن العديد من المرضى أفادوا بفقدان حاسة الشم قبل ظهور الأعراض الأخرى لهذه الأمراض، مما يفتح المجال لاستخدام هذا العرض في التشخيص المبكر.
تدريب الشم لاستعادة القدرة
وفي خطوة واعدة، تم تطوير "تدريب الشم" كوسيلة لاستعادة القدرة على الشم بعد فقدانها. يتضمن التدريب استنشاق روائح قوية مثل الأزهار أو الحمضيات بشكل منتظم.
وقد أظهرت الدراسات أن هذه الطريقة تساعد في تحسين قدرة الأشخاص على التعرف على الروائح بعد فقدانها، خاصة لأولئك الذين تأثروا بفقدان حاسة الشم نتيجة الإصابة بـ COVID-19.
إذاً، تلعب حاسة الشم دورًا أساسيًا في حياتنا اليومية، حيث ترتبط بشكل عميق بالذاكرة والعواطف وتؤثر على صحتنا العقلية والنفسية.
كما أن فقدان هذه الحاسة قد يكون مؤشرًا على أمراض التنكس العصبي، مما يجعل من الضروري الاهتمام بها واتخاذ خطوات لاستعادتها، مثل "تدريب الشم" لتحسين القدرة على التعرف على الروائح.