هي أميركا ولن تتغير

ليس هناك ما يشغل أميركا في العالم أكثر من إسرائيل، وما من دولة حصلت على دعم أمريكي غير محدود، كما هي إسرائيل من أميركا، ولم تنحز الولايات المتحدة الأمريكية بشكل أعمى، وغير عادل لدولة، كما انحازت مع إسرائيل.

أميركا في كل مواقفها الظالمة في ميزان، وموقفها لجرائم إسرائيل في غزة والضفة الغربية في ميزان آخر، ليس فقط في دعم إسرائيل في عدوانها المتواصل والمستمر، وإنما بالقبول بكل ما تمارسه من جرائم حرب، دون أن تقول لتل أبيب كفى.

ومنذ قيام إسرائيل على أرض ليست لها، وإبقاء سكانها من العرب الفلسطينيين تحت الاحتلال، كانت أميركا الضامنة للتفوق الإسرائيلي في كل الحروب، بالسلاح، والغطاء السياسي، والدفاع المستميت عن تبرئة إسرائيل عن كل جرائمها، في جميع المؤسسات العدلية الدولية، والمنظمات الدولية.

لقد ضج المواطن الأمريكي من اهتمام أميركا بإسرائيل، أكثر من اهتمامها بنفسها، ألم يقل أن بلاده أغدقت على إسرائيل ما كان القليل منه يكفي للسيطرة على النيران التي أحرقت مؤخراً مباني وقتلت مواطنين أمريكيين، لأن المدد كان محدوداً وضعيفاً، وهذا مثال.

ألم تكن الجامعات في أميركا، في مرحلة من مسار الحرب في غزة مصدراً للمظاهرات والاحتجاجات، بما لا سابق لها، دليلاً على ملل المواطن الأمريكي من السياسة الأمريكية، ومناصرتها لدولة عنصرية محتلة هي إسرائيل، رغم كل الفظائع التي توثقها وسائل الإعلام بالصور والشواهد التي لا تكذب.

هل هناك من سياسة لأميركا في منطقة الشرق الأوسط تأخذ بطريق لا تقبل به إسرائيل، أو موقف يزعج تل أبيب؟ دلوني على موقف واحد كان يقول من واشنطن لإسرائيل ما يكدر خواطر قادة إسرائيل، أو يثنيهم عن تصلبهم في مواقفهم من قيام الدولة الفلسطينية؟

دائماً ما تحمِّل أميركا الفلسطينيين مسؤولية الصراع مع إسرائيل، وغالباً ما ترى أن قيام دولة فلسطينية مرهون بالتفاهم مع إسرائيل، مع أن إسرائيل تعلن ليل نهار أن لا دولة فلسطينية، ولا تخلي عن الاحتلال، بحجة أن قيام الدولة الفلسطينية، يمهد لزوال إسرائيل.

تسلّم الرئيس ترامب الولايات المتحدة الأمريكية، فهل سيكون في موقف أفضل من رئاسته الأولى التي اعترف خلالها بالقدس عاصمة موحَّدة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية لها، ويقول الإسرائيليون بأنهم سوف يضمون الضفة الغربية لتكون جزءاً من إسرائيل، ويعاضدهم ترامب بالدعوة إلى تهجير مواطني غزة إلى دول أخرى، تمهيداً لضمها إلى إسرائيل.

هل سيكون ترامب أفضل من بايدن الذي ساعد إسرائيل في قتل أكثر من 46 ألفاً من الفلسطينيين، وإصابة أكثر من 150 ألفاً، وحوالي 100 ألف من المفقودين، وتدمير أكثر من 80 % من قطاع غزة؟!

العالم يراقب المستقبل وتحدياته بخوف وحذر، فالمنطقة على صفيح ساخن، حتى وإن تحررت سوريا من كابوس الأسد، ولبنان من حسن نصرالله، وضعفت إيران، وحزب الله وحماس، وظهر الحوثيون تحت القصف الأمريكي البريطاني الإسرائيلي متأثرين، دون وجود إمدادات جديدة لهم.

هذه هي أميركا مع بايدن ومع ترامب، ومع غيرهما من قادة الولايات المتحدة الأمريكية، لا تغيير ولا تتراجع عن دعم إسرائيل، ولا مواقف عادلة تزيل الظلم، وتُكرِّس حقوق الإنسان.

يقرأون الآن