يواجه كوكب الأرض تهديدًا محتملاً من كويكب جديد يحمل اسم "2024 YR4"، وسط تقديرات تشير إلى احتمال اصطدامه بالأرض خلال ثماني سنوات، بنسبة تزيد على 1.6%.
ويبلغ حجم هذا الكويكب حجم ملعب كرة قدم، وفي حال ارتطامه بالأرض، فقد يطلق طاقة تعادل 500 ضعف قوة قنبلة هيروشيما، مما قد يؤدي إلى دمار واسع النطاق، وفقًا لموقع الارتطام المحتمل.
تم اكتشاف الكويكب لأول مرة في 27 كانون الأول/ ديسمبر 2024 من مرصد إل سوس في تشيلي، وسرعان ما وُضع تحت المراقبة من قبل وكالة ناسا ومختبر الدفع النفاث التابع لها.
ووفقًا لـ"شبكة التحذير الدولية من الكويكبات" (IAWN)، فإن الاصطدام المحتمل قد يحدث في 22 كانون الأول/ ديسمبر 2032، مع وجود احتمالات بأن يسقط فوق المحيط الهادئ، أو في مناطق من أميركا الجنوبية، المحيط الأطلسي، إفريقيا، أو جنوب آسيا.
يصنّف العلماء هذا الكويكب ضمن فئة "قاتل المدينة"، وهو النوع الذي قد يؤدي إلى محو مدن بأكملها، كما حدث في حادثة تونغوسكا عام 1908، عندما انفجر كويكب فوق سيبيريا، مسببًا دمارًا هائلًا امتد على مساحة 2000 كيلومتر مربع ودمر أكثر من 80 مليون شجرة.
ومع ذلك، يتوقع الخبراء أن "2024 YR4" قد ينفجر في الغلاف الجوي قبل وصوله إلى سطح الأرض، مما قد يحدّ جزئيًا من حجم الأضرار الناجمة عنه.
ورغم القلق المتزايد، يؤكد العلماء أن هناك متسعًا من الوقت لاتخاذ إجراءات وقائية قد تمنع وقوع الكارثة. تشمل هذه الإجراءات تقنية التأثير الحركي، والتي تعتمد على إرسال مركبة فضائية للاصطدام بالكويكب وتغيير مساره، كما نجحت وكالة ناسا في تنفيذها عام 2022 ضمن مهمة DART.
كما يجري بحث استخدام الليزر الفضائي، الذي يمكنه تبخير جزء من سطح الكويكب لدفعه بعيدًا عن مساره، بالإضافة إلى تقنية جرّار الجاذبية، التي تعتمد على إرسال مركبة فضائية تحوم بالقرب من الكويكب، مما يؤدي إلى تغييره تدريجيًا بفعل الجاذبية.
وعلى الرغم من أن احتمال الاصطدام الحالي لا يزال مقلقًا، إلا أن العلماء يشيرون إلى أن مثل هذه التقديرات تتغير مع استمرار المراقبة والحسابات الدقيقة، تمامًا كما حدث مع كويكب "أبوفيس" عام 2004، الذي كان يُعتقد في البداية أنه يشكل خطرًا على الأرض، لكنه استُبعد لاحقًا من قائمة المخاطر.