انطلاق

انطلقت اليوم في أبوظبي فعاليات "منتدى الأعمال الإماراتي-الألماني" بمشاركة واسعة من قادة القطاعين الحكومي والخاص في البلدين بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الإمارات وألمانيا واستكشاف فرص التعاون في القطاعات ذات الأولوية، بما يشمل الصناعة المتقدمة والتكنولوجيا والابتكار والتحول الرقمي والطاقة المتجددة والخدمات اللوجستية والتجارة والاستثمار.

حضر المنتدى الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، ومعالي يورغ كوكيز، وزير المالية الألماني وسعادة أحمد العطار، سفير الدولة لدى ألمانيا، وسعادة ألكساندر شونفيلدار، سفيرجمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الدولة وعدد من كبار المسؤولين الحكوميين، وقادة الأعمال والمستثمرين من الجانبين.

وأكد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي في كلمته الافتتاحية للمنتدى أن العلاقات التجارية والاستثمارية بين الإمارات وألمانيا تشهد نمواً متسارعاً، مدفوعةً بالرؤية المشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وخلق فرص جديدة للشراكة بين مجتمعي الأعمال في البلدين.

وقال معاليه إن منتدى الأعمال الإماراتي - الألماني يمثل منصة مهمة لترسيخ شراكتنا الاقتصادية مع أكبر الاقتصادات الأوروبية، واستكشاف آفاق جديدة للنمو في القطاعات المستقبلية مثل التقنيات المتقدمة، والتحول الرقمي، والطاقة النظيفة ، ونتطلع إلى البناء على هذا الزخم من خلال تطوير شراكات نوعية تدعم النمو المستدام، لاسيما في مجالات الصناعة 4.0، والتكنولوجيا الصناعية، وسلاسل التوريد الذكية، والابتكار، بما يسهم في ترسيخ مكانة البلدين لاعبين رئيسيين على ساحة الاقتصاد العالمي.

من جانبه، شدد  يورغ كوكيز على أهمية الشراكة الاقتصادية مع دولة الإمارات التي أكد أنها بوابة رئيسية للأسواق الإقليمية والعالمية، ما يجعلها شريكاً استراتيجياً لألمانيا خاصة في مجالات التجارة والاستثمار والتكنولوجيا المتقدمة وعبر عن التطلع إلى تعزيز وتوسيع التعاون مع الإمارات لاسيما في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، والطاقة النظيفة، والتجارة والاستثمار المستدام.

شهد المنتدى نقاشات معمقة حول سبل تعزيز التعاون في الصناعة 4.0، والذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، والطاقة المتجددة، وسلاسل التوريد الذكية وأكد الجانبان التزامهما بدعم الاستثمارات في هذه القطاعات الحيوية وتطوير نماذج أعمال مبتكرة تعزز استدامة الشراكة الاقتصادية بين البلدين.

يذكر أن البلدين سبق وأن وقعا "اتفاق تسريع أمن الطاقة والصناعة"، في عام 2022، والذي لعب دوراً محورياً في تحفيز الاستثمارات في مشاريع الأمونيا منخفضة الكربون، والغاز الطبيعي المسال والطاقة المتجددة وشمل ذلك استثمار شركة "مصدر" في مزرعة الرياح البحرية "Baltic Eagle"، التي ستوفر طاقة نظيفة لنحو 475,000 منزل في ألمانيا، ما يعكس التعاون المتزايد بين البلدين في مجال الطاقة النظيفة والانتقال نحو الاقتصاد الأخضر.

وناقش المشاركون التوسع المتزايد في الاستثمارات الألمانية في الإمارات في القطاعات التكنولوجية المتقدمة، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي والأتمتة الصناعية، في إطار مبادرة "الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة" التي توفر بيئة داعمة لاستقطاب الشركات ذات النمو العالي، وتحفيز الابتكار، وتعزيز ريادة الإمارات كمركز عالمي للتكنولوجيا المتقدمة.

وجرى تسليط الضوء على برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة لدولة الإمارات باعتباره نموذجاً فاعلاً لتعزيز تدفقات التجارة والاستثمار.

وبحث المشاركون فرص توسيع نطاق التعاون التجاري والاستثماري بين الإمارات وألمانيا، بما يضمن انسيابية أكبر للأعمال، ويحفز الابتكار، ويعزز نقل التكنولوجيا المتقدمة بين البلدين.

وأختتم المنتدى بجلسات تواصل مكثفة بين ممثلي القطاع الخاص الإماراتي ونظرائهم من مجتمع الأعمال الألماني وتم استعراض فرص التعاون الجديدة، وبحث آليات تطوير بيئة الأعمال، وتحفيز الاستثمارات، وتعزيز الشراكات التجارية، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في البلدين.

وشكلت هذه اللقاءات منصة لتعزيز التواصل المباشر بين رواد الأعمال والمستثمرين، بما يسهم في فتح آفاق جديدة للنمو الاقتصادي المستدام وترسيخ العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين.

وسجلت التجارة غير النفطية بين الإمارات وألمانيا نمواً ملحوظاً في عام 2024، حيث بلغت 13.8 مليار دولار، محققةً زيادة بنسبة 5.4% مقارنة بعام 2023، و41% مقارنة بعام 2022.

وتواصل ألمانيا تعزيز مكانتها شريكا تجاريا رئيسيا للإمارات ضمن دول الاتحاد الأوروبي حيث تعد ثاني أكبر شريك تجاري للإمارات في الاتحاد الأوروبي وتحتل المركز الثالث في قائمة الوجهات الرئيسية للصادرات غير النفطية الإماراتية إلى الاتحاد الأوروبي، والثاني في حجم الواردات من دول الاتحاد الأوروبي.

ويعكس هذا النمو قوة الشراكة الاقتصادية بين البلدين، واستمرار الجهود المشتركة لتعزيز التدفقات التجارية وتنويع مجالات التعاون، بما يسهم في دعم الاقتصاد المستدام وفتح آفاق جديدة أمام قطاعي الأعمال والاستثمار.

وشهد المنتدى تبادل عدد من مذكرات التفاهم بشأن استثمارات مشتركة بين الشركات الإماراتية والألمانية، لا سيما في مجالات التكنولوجيا المالية، والتحول الرقمي، والاستثمارات المستدامة.

وشملت الاتفاقيات استثمار شركة Capital 468 الألمانية في عدد من الشركات الإماراتية، بما في ذلك منصة الدفع الرقمية Alaan، وشركة التمويل Flow48، بالإضافة إلى الاستثمار في Hydrum Technologies، المتخصصة في حلول السوق الرقمية، ومنصة Oro التي توفر حلولاً رقمية للاستثمار في الذهب عبر الأصول المرمّزة.

كما تم الإعلان عن توسع شركة ZenAdmin الألمانية، المتخصصة في أتمتة حلول تكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية، من خلال استحواذها على منصة تقنية معلومات إماراتية، مما يعزز حضورها في أسواق الدولة ويدعم جهود التحول الرقمي فيها.

يقرأون الآن