تعد الكويت واحدة من أبرز دول الخليج العربي، التي تمتلك مقومات سياحية متميزة، تجمع بين الأصالة والحداثة، ورغم أن البلاد اشتهرت تاريخيًا بكونها مركزًا اقتصاديًا ونفطيًا، فإنها تسعى بقوة لتعزيز قطاعها السياحي، مستندة إلى تاريخها العريق، ومعالمها المتنوعة، وموقعها الإستراتيجي المطل على الخليج العربي، مما يجعلها نقطة إيجابية لتكون نقطة عبور للمسافرين القادمين من مختلف أنحاء العالم، هذا الموقع يمنحها دورًا تاريخيًا مهمًا كمركز تجاري وجسر يوصل بين الشرق والغرب، حيث كانت قوافل التجارة تمر عبرها منذ العصور القديمة، واليوم لا تزال الكويت تحتفظ بتراثها الغني، ويمكن للزوار الاستمتاع بزيارة المتاحف والأسواق التقليدية التي تعكس تاريخ الكويت العريق.
تمتلك الكويت العديد من المعالم السياحية والتي ممكن أن تزيد في المستقبل وتجعلها وجهة سياحية فريدة، ومن أبرزها أبراج الكويت، حيث تعتبر رمزًا وطنيًا ومعلماً سياحياً بارزاً مميزا منذ القدم، وتتميز بإطلالة بانورامية للمشهد على مدينة الكويت والخليج العربي، وكانت الفكرة سباقة في عام ١٩٦٣ عندما بدأ البناء عام ١٩٧٥ وافتتح رسميا عام ١٩٧٩ بتعاون معماري عالمي وبتصميم من مكتب ليندستروم الهندسي في السويد ونفذت المشروع شركة انيرجوبروجيكت اليوغوسلافية بطول ١٨٧ مترا، وقد كانت فكرة استبدال خزانات المياه الحديدية بهذا التصميم الحضاري الهادف للبلد، وكذلك جزيرة فيلكا كونها وجهة سياحية تاريخية تعود لحضارة الديلمون القديمة، وجمال سوق المباركية الذي يعتبر من أقدم الأسواق التراثية في منطقة الخليج العربي، واستدامة مشاريع سياحية بحرية كمشروع الخيران ومدينة صباح الأحمد البحرية التي يغلب عليها الجانب السياحي الخليجي والانتعاش الاقتصادي بها.
شهدت الكويت منذ القدم تنوعا ثقافيا بسكانها، حيث ان ذلك ساعد على وجود سلوك سياحي بين شعبها، والكويتيون هم شعب يساعد في السياحة الداخلية ويتميز بالوجود الدائم الذي يشجع في التنقل والاستمتاع بالأجواء الجميلة بالكويت، والاهتمام في البنية التحتية السياحية، حيث تم في الآونة الأخيرة افتتاح العديد من الفنادق والمجمعات التجارية مثل مجمع الأفنيوز الذي يتميز بالتنوع والسباق السياحي التسوقي بالمنطقة، والذي يعد من أكبر المراكز التجارية في الشرق الأوسط، كما أنشأت الكويت شركة المشروعات السياحية والتي تعزز من مكانتها كوجهة سياحية جذابة لمحبي الاستجمام والترفيه بالمنطقة، واستضافة دولة الكويت العديد من المعارض والفعاليات والمهرجانات التي تعكس تنوعها الثقافي، مثل مهرجان هلا فبراير، الذي يجذب السياح من مختلف الدول لحضور العروض الغنائية، والعروض المسرحية، والتخفيضات التجارية الكبيرة، كما تحتفي الكويت بالثقافة والفنون من خلال معارض مثل معرض الكويت الدولي للكتاب، الذي يعزز مكانتها كمركز ثقافي في المنطقة، ويعد البحر عنصرًا أساسيًا في السياحة الكويتية، ومن السهل للزوار الاستمتاع بالرحلات البحرية، وممارسة الغوص لاستكشاف الشعاب المرجانية، بالإضافة إلى الرياضات المائية المتنوعة بالخليج، كما تتميز الكويت بمحمية الجهراء الطبيعية، التي تعد موطنًا للعديد من الطيور النادرة والحياة البرية.
تواجه الكويت بعض التحديات في تطوير قطاع السياحة الداخلية، من أهمها كيفية تخفيف القيود على التأشيرات لجذب المزيد من السياح الدوليين من مختلف أنحاء العالم، والدولة تتبنى استراتيجيات متطلعة تهدف لتنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط عبر الاستثمار في البنية التحتية السياحية والترويج للوجهات الفريدة التي تمتلكها، والكويت، بجاذبيتها السياحية وتنوع معالمها، تواصل العمل على تعزيز قطاعها السياحي لتصبح وجهة رئيسية في الخليج العربي، وبفضل مزيجها الفريد من التاريخ، والثقافة، والتطور الحديث، فإنها تملك كل المقومات اللازمة لجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، ما يجعلها خيارًا مميزًا للسفر والاستكشاف.
ودمتم سالمين،،،
القبس