الى مسرح التشكيل حيث يكثر الطباخون وتحترق صيغ الطبخات على قبل ان يتربع الفراغ على كرسي بعبدا. فأساليب التعطيل تبدو استنفدت حتى آخر رمق ما حمل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي على القول للصحافيين "انقلوا كل شي الى الرابية".
ومع الوقت المنحور والتعطيل المتراكم، تستمر الجبهات مشتعلة بصمت الى حين اتضاح الرؤية الاقليمية مع انجاز الاستحقاقات تباعا.
ميقاتي في بعبدا
اليوم تقدم ملف تأليف الحكومة الحدث السياسي حيث لا تزال الآفاق مسدودة حتى اللحظة مع استمرار المساعي التوفيقية لمحاولة تحقيق خرق قبل 31 تشرين. في السياق، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عند التاسعة الا ربعا صباحا رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في قصر بعبدا وعرض معه للاوضاع العامة في البلاد ومسألة تشكيل الحكومة. وبعد اللقاء، لم يدل الرئيس ميقاتي بأي تصريح، لكن عندما سئل هل ما زال ينوي المبيت في قصر بعبدا حتى تشكيل الحكومة؟ أجاب "نقلوا كل شيء الى الرابية. ما في محل نام".
عون والمعيار الواحد
ليس بعيدا، أكد عون أن تطبيق معايير واحدة في تشكيل الحكومة، هو المدخل الصحيح لانتاج حكومة فاعلة وقادرة على ادارة شؤون البلاد. وقال في دردشة مع الاعلاميين المعتمدين في القصر، ان ما يجري حاليًا في تشكيل الحكومة يناقض مبدأ وحدة المعايير، فالجهات المشاركة في الحكومة تسمي هي وزراءها، وعندما يأتي دور "التيار الوطني الحر" في عملية التسمية، يصار الى التمسك بالتدخل واختيارهم الوزراء وليس الجهة السياسية المعنية، وهذا امر غير طبيعي ولا يمكن القبول به. فعندما يريد كل فريق ان يختار وزراءه، على الآخرين ان يقبلوا باعتماد معيار واحد للجميع وعدم الاعتراض. وعن صلاحيات الحكومة الحالية اذا حصل شغور رئاسي، اوضح رئيس الجمهورية ان الحكومة ستكون منتقصة الصلاحيات، وبالتالي لا يمكن ان تمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة. وقال "ان حل الامور بسيط جداً ، وقد طلبنا من الرئيس ميقاتي اليوم بأن يساوي الجميع في عملية التشكيل وأن يعود مساء الى قصر بعبدا لإصدار المراسيم." ورداَ على سؤال عن تحديد موعد جديد لزيارة الوفد اللبناني لسوريا، أكد الرئيس عون ان السفير السوري أدلى بتصريح حول هذا الموضوع، أكد فيه انه سيصار لاحقاً الى تحديد موعد جديد.
العمل مستمر
من جانبه، اعلن المدير العام للامن العام اللواء ابراهيم انه "رغم كلّ ما يقال العمل مستمر في محاولة لتشكيل الحكومة".
الى الحوار
رئاسيا، بدا ان الانتخاب ضمن المهل بات شبه مستحيل وسط ترجيح احتمالات الا يدعو رئيس المجلس الى جلسات جديدة الا بعد دعوة حوارية يعتزم توجيها لمحاولة الاتفاق على اسم مرشح.
الطائف
على هذه الضفة ايضا، التقى كل من النواب: أشرف ريفي، رامي فنج، بلال الحشيمي، محمد سليمان، عماد الحوت، نبيل بدر، عبد العزيز الصمد، ياسين ياسين، وضاح الصادق، أحمد الخير، وليد البعريني، إيهاب مطر، عبد الرحمن البزري إلى مائدة عشاء في دارة النائب فؤاد مخزومي. وشدد النواب الأربعة عشر بحسب بيان، "على التمسك باتفاق الطائف والحفاظ عليه واستكمال تطبيقه. كما أكدوا "التمسك بسيادة لبنان واستقلاله وعروبته". واتفق النواب الحاضرون على العمل معا لمساعدة اهلنا في مختلف المناطق في غياب تام للدولة". كما شددوا على "التعاون لتحسين أوضاع أهلنا خصوصا في القضايا المتعلقة بالأوضاع الإنسانية والاجتماعية، وتحقيق العدالة، وسط الانهيار التام لمؤسسات الدولة، وغياب المؤسسات الضامنة".
دعوات سعودية
من جانبها، وجهت السفارة السعودية دعوات الى كل النواب الذين شاركوا في الطائف لحضور مؤتمر "الطائف 33 الميثاق الوطني اللبناني" في 5 تشرين الثاني في قصر اليونيسكو، وفق معلومات "المركزية". ولاحظت مصادر سياسية مطلعة ان الدعوة السعودية هذه تأتي تذكيرا بمضمون الطائف لا سيما الشق الذي لم ينفذ منه بعد لجهتي تنفيذ الاصلاحات وحصر السلاح في يد الشرعية اللبنانية، معتبرة ان عقد المؤتمر في هذا التوقيت بالذات مثابة اشارة الى من يدعون لعقد حوارات تهدف الى تعيدل الطائف عنوانها طبقوا الطائف بحذافيره وىنذاك لا حاجة الى حوارات واتفاقات بديلة.
هوكشتاين
من جهة ثانية، تتجه الانظار الى وصول الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت في الساعات المقبلة تمهيدا لتوقيع اتفاق الترسيم بين لبنان واسرائيل في الناقورة. وعشية وصوله استقبل الرئيس ميقاتي سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروتي شيا .
علي والغاء الزيارة!
في الاثناء، بقي ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا يتفاعل، غداة الغاء دمشق زيارة الوفد اللبناني اليها والتي كانت مقررة غدا الاربعاء وفق بعبدا. في هذا الاطار، استقبل الرئيس عون السفير السوري علي عبد الكريم علي مودعا لمناسبة انتهاء مهامه الديبلوماسية في لبنان، ومنحه وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط اكبر تقديرا لجهوده في تعزيز العلاقات اللبنانية - السورية وتطويرها في المجالات كافة. وسئل علي عن رفض دمشق استقبال الوفد اللبناني للبحث في مسألة ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وعن موعد انطلاق المباحثات الثنائية في هذا الخصوص في ظل معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق بينهما، بالإضافة الى موضوع عودة النازحين. أجاب "اتصل فخامة الرئيس عون بالرئيس السوري قبل أربعة أيام، واتُصل بي، ويومها كان هناك لبس في الاتصال، وتبلغت لاحقا من دولة الرئيس الياس بوصعب ان هناك تفكيرا بزيارة وفد يتشكل برئاسته دمشق بعد اتصال الرئيسين. فقلت له ارسلوا لنا كتابا لأخاطب فيه وزارة الخارجية، وانا سأتصل وابلغهم انكم سترسلون هذا الكتاب. تبلغت بالكتاب مساء الاحد، وذلك بشكل مـتأخر لانه قيل بداية يوم الخميس، ثم عدل الموعد ليكون الأربعاء، فقلت لهم مع ذلك اننا نريد ان يكون هناك خطاب رسمي لكي يحدد الوزراء والمسؤولون في سوريا المواعيد وفق برنامج مواعيدهم وارتباطاتهم. وبعدما وصل الكتاب متأخرا ولم يكن قد تحدد او نوقش الموعد، اعلن من لبنان ان الوفد سيتوجه الاربعاء، وبالتالي جاء الرد. ان الموعد لم يلغ انما قيل انه يتفق عليه لاحقا، لانه بعدما ضرب الموعد يوم الأربعاء كان البرنامج في سوريا ممتلئا والارتباطات مسبقة"... اما بخصوص ملف النازحين، اضاف علي "فان سوريا لم تدخر جهدا او تترك مجالا للتسهيل الا وقامت به".
العودة واجب وطني
ليس بعيدا، وعشية انطلاق قافلة تعيد نازحين سوريين من لبنان الى بلادهم غدا، اكد اللواء ابراهيم، في مؤتمر صحافي عقده في المديرية العامة للامن العام، "ان ملف النازحين السوريين وطنيّ قوميّ"، معتبرا ان "إعادتهم إلى أرضهم واجب وطنيّ علينا أن نؤدّيه". وقال "لم نلقَ من الجانب السوري إلا كل الترحيب والشفافية في التعاطي مع ملفّ عودة النازحين السوريين". ورأى ان "لملف النزوح انعكاسات سلبيّة على كلّ المستويات لذلك تجب معالجته، ولبنان يرفض طريقة التعاطي التي تتمّ معه من قبل كثيرين وعلى رأسهم منظّمات إنسانية وأخرى تدّعي الإنسانية تحاول أن تملي علينا إرادتها"، وقال: "لن نخضع للضغوطات لأنّ مصلحة الشعب اللبناني هي أوّلاً وأخيراً، ولن نُجبر أي نازح على العودة وهذا مبدأ لدينا ونسعى لتخفيف العبء عن لبنان". واوضح اللواء ابراهيم ان هناك مليونين و80 ألف نازح سوريّ موجودون حاليًّا في لبنان، وقرابة 540 ألف سوريّ عادوا طوعًا الى بلادهم منذ بدء الخطة عام 2017.
تراجع الاسعار والدولار
اقتصاديا، وقّع رئيس الحكومة قانون السرية المصرفية، كما ورد من رئاسة مجلس النواب وأحاله على رئاسة الجمهورية. كما سجل اليوم مزيد من التراجع في اسعار المحروقات تزامنا مع دخول قرار مصرف لبنان بيع الدولار حصرا، حيز التنفيذ، ما ساهم في تخفيض سقفه.
الاصلاحات بعيدة
الى ذلك، قال نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج في معرض ردّه على سؤال عن عملية تمويل البنك الدولي لملف استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن، ان الإصلاحات في قطاع الكهرباء لا تزال بعيدة. اضاف "هناك إصلاحات مهمة يجب على الدولة اللبنانية اتخاذها... وعندما تصل الى مستوى من التمكن الذي يعطينا القدرة على النظر بإيجابية الى امكانية المضي قدماً في دعم هذا المجال، فنحن مستعدون للدعم، ولكن هذه الإصلاحات لا تزال بعيدة اليوم". كذلك أبدى استعداد البنك الدولي "لتقديم تمويل مهم للشعب اللبناني تتراوح قيمته بين ٣٠٠ و٥٠٠ مليون دولار أميركي، يخصَّص لموضوع التغطية الاجتماعية". مواقف بلحاج جاءت من السراي الحكومي حيث التقى بعد ظهر اليوم الرئيس ميقاتي، وتم خلال اللقاء البحث في مشاريع البنك الدولي في لبنان... وزار الوفد ايضا رئيس مجلس النواب ووزير المال يوسف خليل حيث قال بعد اللقاء "تطرقنا إلى مجمل المشاريع التي يقوم بها البنك الدولي والتي يساهم في تمويلها لا سيما المشاريع الإنمائية، وجرى التركيز على المشاريع الزراعية خصوصاً مع التوجه العام نحو تعزيز القطاعات الإنتاجية القادرة على تمتين البنية الاقتصادية ورفع مستوى مردودها، خصوصاً على الأُسَر المنخرطة في المجالات الزراعية". وشدّد على "أهمية خلق فرص لمشاريع صغيرة تغني عن الاعتماد على المساعدات الاجتماعية التي ترهن المجتمع لحسابات الجهات المانحة".
المركزية