في كلمة عكست مدى الارباك الحاصل داخل حزب الله لناحية السياسة الواجب اتباها بعد مرحلة حسن نصرالله خصوصا مع ما يتردد من انقسام عميق داخل صفوف الحزب.
فقد أكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، خلال مراسم تشييع سلفه حسن نصر الله أن حزبه لن يقبل أن "تتحكم" الولايات المتحدة بلبنان، مؤكدا "جهوزية المقاومة" لمواجهة إسرائيل رغم اتفاق وقف إطلاق النار.
قاسم انتقل بعدها الى الداخل ليؤكد ان الحزب بات اليوم أكثر انفتاحًا على الدولة اللبنانية، واضعًا ثقته فيها، وهو ما يعد تحولًا في موقفه الذي كان سابقًا يفرض هيمنته على القرار السياسي.
من الواضح أن حزب الله بدأ يقتنع بتغير الظروف الإقليمية والدولية، وهو ما يستدعي تغييرًا في استراتيجيته المعتمدة لعقود، ورغم ذلك، فقد حمل خطاب قاسم رسائل طمأنة لجمهور الحزب ومحور المقاومة، مؤكدًا استمرار النهج المقاوم رغم الضربات الإسرائيلية الأخيرة.
ما لفت بشكل كبير بخطاب قاسم أيضا، انه تحدث عن استمرار المقاومة ولم يتحدث عن الاحتفاظ بالسلاح، بل ربط الامر بوجود استراتيجية دفاعية للبنان. والاهم ان قاسم قال إن لبنانَ وطنٌ نهائي لجميع ابنائه، وإن حزب الله من ابنائه، معلنا ان حزبه سيسشارك في بناء الدولة القوية وذلك تحت سقف الطائف، وان الحزب حريص ايضا على الوحدة الوطنية والسلم الاهلي. لذلك ختم كلمته، في الشق السياسي منها ، بأنه في البلد لا يوجد لا رابح ولا خاسر وان على الجميع التنافس لخير البلد.
الملاحظة التي لفتت وسائل الاعلام المحلية والدولية كانت حين بدأت الحشود بمغادرة مدرجات المدينة الرياضية فور بدء نعيم قاسم بالقاء كلمته ما يعكس فقدان الرجل للكاريزما التي كان يتمتع بها سلفه نصرالله.
أسئلة كثيرة تطرح عن مستقبل هذا الحزب اولا ومستقبل علاقته مع الداخل اللبناني والخارج لا سيما إيران.