"لا اعرف متى ازور سوريا، ونعدُّ امراً يليق بالزيارة مشرقيا، وسيكون هناك لقاء مع الرئيس السوري بشار الاسد". ما قاله رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ليس " فقاعة" إعلامية. فالأوساط المقرّبة من النظام السوري تؤكد أن الزيارة ستحصل هذه المرة لكن الموعد لم يحدد بعد ولا حتى البرنامج.
أما أوساط التيار فتنفي علمها بالموعد وتؤكد أنه مسجل فقط في أجندة النائب باسيل وكذلك الأمر بالنسبة إلى البرنامج. لكن الترجيحات تشير إلى أن الموضوع الرئيسي الذي سيطرح على جدول البحث سيتركز حول مسألة عودة النازحين السوريين والآلية التي ستعتمد لتسريعها.
هذا في العلن، لكن الأكيد أن ما سيحمله باسيل من ملفات تتمحور حول موضوع واحد وهو انتخاب رئيس للجمهورية. وترجح أوساط معارضة أن يكون محور اللقاء مع الرئيس الأسد إقناعه بالضغط على حليفه الطبيعي النائب السابق سليمان فرنجية بتأييد ترشح باسيل للرئاسة وإزاحته من صف المعترضين أو أقله إقناع حزب الله وحليفه في الثنائي نبيه بري بتبني ترشيح باسيل. فهل تتم هذه الزيارة التي بشر فيها باسيل منذ مطلع السنة؟
في كانون الثاني من السنة الحالية استعيض عن زيارة باسيل بإرسال وفد سياسي ترأسه الوزير السابق طارق الخطيب. يومها ربطت أوساط سياسية الزيارة بقرب موعد الاستحقاق النيابي في الخامس عشر من أيار المقبل، كما بموعد الانتخابات الرئاسية التي كان من المفترض أن تكون في أواخر شهر تشرين الأول من العام الحالي قبل انتهاء ولاية ميشال عون، . لكن التوضيح جاء من أعضاء الوفد الذي أكد أن الزيارة كانت تلبية لدعوة الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال هلال، ولا يوجد أي ربط بينها وبين موعدي الانتخابات النيابية والرئاسية.
الأكيد ان هذه الزيارة كسرت الجليد، وعليه اتخذ رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قراره المحسوم في نيسان الماضي بزيارة دمشق في وقتٍ قريبٍ، وكان متوقعا أن يتم تحديد الموعد لاحقًا بما يناسب الضيف والمضيف، نظرًا لأهمية برنامج الزيارة المرتقبة وغير التقليدية وإنجاز التحضيرات اللازمة لإنجاحها من الطرفين والتنسيق الحثيث بينهما، لتحقيق هذه الغاية، أي إتمام هذه الزيارة وتحقيق برنامجها الذي صار في عهدة الجهات المعنية .
زيارة باسيل المرتقبة إلى سوريا ستكون الأولى من نوعها لرئيس كتلة نيابية ولرئيس تيار سياسيٍ وازنٍ ومنتشرٍ على إمتداد الأراضي اللبنانية يقول الوزير السابق غابي ليون. ويوضح عبر "المركزية" أن موعد الزيارة منفصل كليا عن مسألة الإستحقاق الرئاسي تماما كما كان الحال عندما أعلن عن زيارته سوريا عشية إستحقاق الإنتخابات النيابية. وعلى رغم عدم الإعلان عن برنامج الزيارة إلا أنه يؤكد أن مسألة عودة النازحين السوريين ستكون أولوية في مجريات اللقاءات علما أن الآلية التي وضعها مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم جيدة وقد تطلبت الكثير من الجهد ويشكر على ذلك، لكن من الضروري تسريع هذه الآلية.
النقطة الثانية التي سيتم البحث فيها مسالة ترسيم الحدود البحرية مع سوريا والمنطقة الإقتصادية الخالصة .وفي السياق يوضح ليون ردا على سؤال حول رفض الجانب السوري استقبال الوفد الذي كان مقررا أن يزور سوريا برئاسة نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب "أن الجانب السوري لم يرفض زيارة الوفد لكن ربما حصل سوء تفاهم وسوء تنسيق والأمر لا يتعلق بمستوى التمثيل إطلاقا".
وفي مسألة الإستحقاق الرئاسي، يؤكد ليون أن الموضوع سيطرح حتما لكن على قاعدة عدم التدخل بالشؤون الداخلية "وهذا الأمر مؤكد من جانب التيار الوطني الحر. جل ما في الأمر أن الجانب السوري سيتمنى على باسيل أن يتوصل اللبنانيون إلى انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن ونحن لن يكون لنا مرشح أعزّ من النائب جبران باسيل". وفي ما يتعلق بالأمور الداخلية يشير "إلى أن التيار الوطني الحر يرفض قطعا الإملاءات الخارجية المتعلقة بالسيادة وهذا ليس بجديد ".وحول ما إذا كان سيطرح باسيل على الأسد مسألة الضغط على فرنجية والمونة عليه للتنحي لمصلحة رئيس التيار أكد ليون أن موقف باسيل الرافض ترشيح فرنجية قاله في العلن أمام أمين عام حزب الله حسن نصرالله. فهو يرى أنه الشخص غير المناسب لإكمال مسار الورقة السياسية التي أعدّها ميشال عون ".
حتى اللحظة لا معلومات عن موعد زيارة باسيل إلى دمشق إلا أنها ستحصل هذه المرة وسيذهب باسيل على رأس وفد، كونه رئيس أكبر تكتل نيابي ونائب في البرلمان وسيد قراره ولاعب أساسي في السياسة اللبنانية...بدك بعد؟" يختم ليون.
جوانا فرحات - المركزية