طوال عقود، عولج داء ألزهايمر على أنه مرض يصيب الدماغ قبل أن تأتي دراسة جديدة فتغيّر هذا المفهوم، وكأن لهذا المرض الشائع أسباباً أخرى لم يتناولها العلماء سابقاً.
ما الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بداء ألزهايمر؟
يعتقد العلماء اليوم أن داء ألزهايمر قد ينتج عن اضطراب في جهاز المناعة وخلل في عملية الأيض، ولا يرتبط حصراً بالبروتين الذي يتكدّس في الدماغ، وفق ما كان الاعتقاد سائداً. وقد يكون هذا هو السبب وراء فشل العلاجات المتوافرة التي تستهدف الصفائح التي تتكدّس في الدماغ. في الواقع، هذه العقاقير لا تستهدف السبب الحقيقي الذي يقف وراء الإصابة بالمرض، بحسب ما نشر في Neuroglobe. قد ينتج داء ألزهايمر من مهاجمة نظام الدفاع الخاص بالدماغ الخلايا العصبية الصحيحة، بما يشبه الحالات المرتبطة بأمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الرثياني.
هذا التحول في مفهوم المرض يفتح أبواباً أمام علاجات جديدة من الممكن التركيز عليها في مواجهة داء ألزهايمر. وإذا كان المرض مرتبطاً بالتهابات، أو مقاومة الأنسولين، أو خلل في جهاز المناعة، فمن المفترض بالعلاجات المستقبلية أن تركّز على إعادة تأهيل جهاز المناعة وعملية الأيض، بدلاً من التركيز على الصفائح التي لطالما هناك تركيز عليها.
حتى أن التغييرات في نمط الحياة التي يمكن أن تساهم في تحسين استجابة الأنسولين وتخفيض مستويات الالتهابات، يمكن أن تلعب دوراً مهماً في الوقاية، وفي التدخل المبكر لمواجهة المرض. فمما لا شكّ فيه أن الطريقة التي يتمّ فيها التعاطي مع المرض قد تغيّرت على هذا الأساس على أمل أن يساهم ذلك في إيجاد حلول فاعلة لمواجهة داء ألزهايمر.