اكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في وقت سابق من اليوم الاثنين، إلغاء 83% من برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بعد مراجعة دامت 6 أسابيع.
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق أن الوكالة الأميركية للتنمية الدوليةو USAID يجب أن "تُغلق"، واصفًا إياها بأنها "تقود اليسار الراديكالي المجنون" وأن الفساد فيها وصل إلى مستويات نادرًا ما شوهدت من قبل.
وبدأت تداعيات ايقاف المساعدات والمنح التي كانت توفرها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية و (USAID) تظهر على مئات المشاريع التنموية والإنسانية في العراق، وعلى عشرات آلاف المتضررين من الأزمات والنزاعات، وخاصة النازحين الذي يعيشون المخيمات منذ سنوات.
مصر وإسرائيل فقط !
وكانت الولايات المتحدة، قد جمدت في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، جميع مساعداتها الخارجية باستثناء المساعدات العسكرية المقدمة لمصر وإسرائيل، كما استثنيت المساعدات الغذائية الطارئة التي يُفترض أن يستفيد منها قطاع غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار.
تأثير الإيقاف على العراق
وتدير وزارتا الخارجية والدفاع، إلى جانب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، حزمة كبيرة من المشاريع في العراق، وساهمت خلال السنوات الماضية في إحداث فارق كبير بمختلف القطاعات، وعلى رأسها البنية التحتية، خصوصاً في مناطق شمال وغرب العراق، وهي المناطق الأكثر تضرراً من الحروب التي شهدتها البلاد خلال العقدين الماضيين، حيث يذهب جزء من أموال هذه المساعدات إلى وكالات ومنظمات محلية بهدف تنفيذ أنشطة ومشاريع، من بينها مشروعات خاصة بالطفولة، وتمكين النساء في مناطق الصراع، ودعم الناجيات من الحروب، إضافة إلى مشاريع إدماج النازحين، والإشراف على نقلهم من مخيمات إلى أخرى، أو إعادتهم إلى مناطقهم الأصلية، ولهذه المشاريع ارتباطات مباشرة مع الحكومة المركزية، ومع الحكومات المحلية في المحافظات.
خطر مخيم الهول
وتزداد المخاوف من تأثر عملية إعادة النازحين من مخيم الهول في سورية إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى بعد رفع الدعم بشكل كامل، خصوصاً وأن الحكومة العراقية تتعاون في هذا الملف مع الوكالة الأميركية للتنمية، لإعادة إدماج هؤلاء الأفراد في المجتمع، ويبلغ العدد المستهدف نحو 27 ألف شخص يعودون على دفعات، ويخضعون لبرامج تأهيل نفسي واجتماعي تشرف عليها الوكالة الأميركية.
إعادة النظر بالقرار
في السياق، يؤكد نائب رئيس مركز الرشيد للتنمية في بغداد، محمود الدباغ، أنه "من الضروري إعادة الجانب الأميركي النظر بشأن قرار تجميد المساعدات، واستثناء الوكالة في العراق كي تستأنف عملها الذي يعد جزءاً من الالتزام الأخلاقي بين المجتمع الدولي والعراق للقضاء على آثار التطرف، وإعادة إدماج السكان في المناطق المحررة التي عانت من التنظيمات الإرهابية، وغيرها من الملفات الحساسة التي تغطيها برامج الوكالة، بحسب العربي الجديد".
تأثير مشترك
ولن يتوقف الامر على العراق فقط، ومن المتوقع أن تعاني منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أكثر من أي منطقة أخرى خلال فترة تعليق المساعدات، حيث قدمت الولايات المتحدة لهذه المنطقة أكثر من 6.5 مليارات دولار مساعدات إنسانية في العام الماضي، وفي ظل التجميد، وجد مرضى الإيدز في أفريقيا أنفسهم غير قادرين على دخول العيادات التي كانت تمولها الوكالة الأميركية لعلاجهم.