حرَّرت القوات الباكستانية خلال الساعات القليلة الماضية، 190 رهينة من أصل نحو 450 راكبا، منهية بذلك أزمة قطار هاجمه مسلحون بإقليم بلوشستان جنوب غرب البلاد، كانت تصدرت الأحداث مؤخراً.
فقد وصل عشرات الأشخاص الذين تم إنقاذهم من قطار خطفه مسلحون انفصاليون في جنوب غرب باكستان إلى مدينة كويتا، اليوم الخميس، بعد ساعات من قتل قوات الأمن لجميع المهاجمين وعددهم 33 لإنهاء مواجهة استمرت يوما كاملا.
جاء هذا بعدما فجر المسلحون خطوط السكك الحديدية وفتحوا النار على قطار جعفر إكسبريس، بينما كان في طريقه من كويتا عاصمة إقليم بلوشستان الغني بالمعادن إلى بيشاور في إقليم خيبر بختون خوا، واحتجزوا عدة رهائن من بين 440 راكبا كانوا على متنه.
وأعلنت جماعة جيش تحرير بلوشستان، مسؤوليتها عن الهجوم الذي قُتل فيه 21 رهينة وأربعة من قوات الأمن.
فمن هو جيش تحرير بلوشستان الذي احتجز الرهائن؟
تعد الجماعة الأكبر من بين عدة جماعات عرقية مسلحة تحارب الحكومة الباكستانية في إقليم بلوشستان.
ففي عام 2004، ثار هؤلاء المتمردون مطالبين باستقلال منطقتهم التي تمثل أكثر من 40% من الأراضي الباكستانية.
وتعتبر بلوشستان الأوسع مساحة في باكستان وهي محاذية لإيران وأفغانستان، إلا أن البلوش الباكستانيين يطالبون بمزيد من الحكم الذاتي على الصعيد السياسي.
كما يطالبون بتقاسم أفضل لموارد هذه الولاية الغنية بالغاز الطبيعي.
وعلى مدار السنوات، أصبح جيش تحرير بلوشستان أكبر جماعة مسلحة بين عدة جماعات تنتمي إلى مجموعات عرقية وتحارب الحكومة المركزية منذ عقود، خصوصا أنه متحالف مع جبهة تحرير بلوش، الجماعة المسلحة الانفصالية الرئيسية الأخرى النشطة في المقاطعة.
وقد ارتفع تجنيد المنظمات المسلحة الانفصالية بشكل كبير مؤخراً، وفقاً لإذاعة أوروبا الحرة (راديو ليبرتي).
كما أدرجت وزارة الخارجية الأميركية جيش تحرير بلوشستان في 2019، على القائمة الخاصة بالإرهابيين العالميين بهدف حرمان الجماعة من الموارد اللازمة للتخطيط لهجمات إرهابية وتنفيذها.
وبموجب القرار، تم حظر جميع الممتلكات والمصالح الخاضعة للولاية القضائية الأميركية وكذلك يحظر عموما على جميع المواطنين الأميركيين الاشتراك في أي معاملات معهم، بحسب موقع الخارجية الأميركية على الإنترنت.
كذلك أعلنت في بيان حينها أن جيش تحرير بلوشستان يعد مجموعة انفصالية مسلحة تستهدف قوات الأمن والمدنيين، ولا سيما في مناطق عرقية البلوش في باكستان.
وأشارت إلى أن هذه الجماعة نفذت العديد من الهجمات الإرهابية بما في ذلك هجمات انتحارية استهدفت مهندسين صينيين في أغسطس 2018، وكذلك هجوم على القنصلية الصينية في كراتشي في نوفمبر 2018، فضلا عن هجوم ضد فندق فخم في غوادار في بلوشستان في مايو 2019.
ومنذ عام 2018، اندمجت العديد من الجماعات الانفصالية البلوشية حول جيش تحرير بلوشستان.
يشار إلى أن مئات الجنود وعناصر القوات الخاصة وطائرات الهليكوبتر العسكرية في الجهود المبذولة لتحرير رهائن القطار الذي هاجمته الحركة.
وقال أرسلان يوسف، أحد الذين وصلوا إلى كويتا برفقة قوات الأمن، إن رجالا مسلحين بقاذفات صواريخ وبنادق وأسلحة أخرى اقتحموا القطار يوم الثلاثاء وبدأوا في إطلاق النار على الناس.
وأضاف أن المسلحين قسموا الركاب إلى مجموعات على أساس المنطقة التي ينحدرون منها.
أيضا تابع أنه في بعض الأحيان أخذوا جنودا وأعدموهم، مشيرا إلى ركاب من جنود الجيش الباكستاني وأفراد قوات الأمن الأخرى الذين كانوا يسافرون على القطار في عطلة.
كذلك أردف يوسف "في أوقات أخرى، استهدفوا أفرادا بعينهم. وإذا كان لديهم ضغينة ضد شخص ما، كانوا يطلقون النار عليه على الفور".
وقال محمد تنوير، راكب آخر، إن الرهائن كانوا يتغذون على الماء فقط في أثناء احتجازهم.
في حين أظهرت لقطات مصورة لرويترز الرهائن الذين تم إنقاذهم يتلقون الإسعافات الأولية في محطة سكة حديد كويتا.
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام أن رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف سيزور المنطقة اليوم الخميس.
وندد شريف بالهجوم في منشور على منصة "إكس" يوم الثلاثاء قائلا إن "مثل هذه الأعمال الجبانة لن تهز عزم باكستان من أجل السلام".