جدد رئيس الجمهورية، العماد جوزاف عون، التأكيد على ان النهوض بالبلد من جديد مهمة صعبة لكنها غير مستحيلة في ظل توفر الإرادة الحقيقية، مشددا على أهمية الدعم الدولي للبنان اقتصاديا وسياسيا، ومعتبرا انه علينا نحن بدورنا "ان نقوم بما علينا من اصلاحات اقتصادية وفي المجال المصرفي وغيره من اجل استعادة الثقة الدولية".
جاء كلام عون خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، المستشار الأكبر لمنظمة فرسان مالطا ريكاردو باتيرنو دي مونتيكوبو على رأس وفد نقل اليه التهنئة بانتخابه رئيسا للجمهورية وعرض للنشاطات والمشاريع التي تنفذها المنظمة في لبنان.
وتحدث دي مونتيكوبو فنقل الى الرئيس عون تهنئة الرئيس الاكبر للمنظمة جون دنلاب الذي "سيكون سعيدا بلقائكم في قصر مالطا في اول فرصة تزورون فيها روما"، مؤكداً ان لبنان "هو في قلب منظمة "فرسان مالطا" التي تتمنى لكم كل النجاح في مسيرتكم الرئاسية، خاصة وان العالم يتطلع اليكم بعين الاهتمام والاحترام".
وتمنى ان يشكل عهد الرئيس عون بداية مرحلة جديدة في تاريخ لبنان بعد الصعوبات التي مر بها.
وأوضح ان المنظمة تعمل على تنفيذ 60 مشروعا رعائيا وتربويا وثقافيا وهي وقعت العديد من الاتفاقات مع الجهات المختصة من شأنها تسهيل عملها في هذا السياق.
كما نظمت مؤتمرا حول لبنان في شهر شباط الماضي، وتعتزم تنظيم لقاء آخر في 10 نيسان المقبل في روما.
ولفت إلى أن لبنان يعاني من العديد من المشاكل والصعوبات على اختلاف الأصعدة، معتبراً ان الأهم في هذه المرحلة يتمثل في المحافظة على الاستقرار الذي من شأنه ان يساعد في استنهاض الوضع الاقتصادي فيه وتعزيزه.
واكد استعداد المنظمة "التي لطالما عرفت باستقلاليتها وحياديتها" للقيام باي عمل من شأنه مساعدة لبنان "وهي لن تدخر جهدا في هذا السياق وستقوم بكل ما في وسعها من اجل مساعدة الشعب اللبناني"، مثنياً على ما يمثله لبنان من نموذج للعيش المشترك.
بدوره، شكر الرئيس عون الوفد لزيارته، ورئيس المنظمة في لبنان مروان صحناوي جهوده، مشيراً الى أن الاتفاقات التي سبق ان وقعتها المنظمة مع عدد من القطاعات اللبنانية ومع الجيش اللبناني.
واكد ان لبنان يتطلع الى دعمها له لا سيما بعد الدمار الذي لحق به في خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، منوها بتنفيذ "فرسان مالطا" مشاريع على امتداد لبنان وذلك بعيدا عن أي اعتبارات سياسية او مذهبية او طائفية.
وأكد ان النهوض بالبلد من جديد مهمة صعبة لكنها غير مستحيلة لا سيما في ظل توفر الإرادة الحقيقية، مشيراً إلى أهمية الدعم الدولي للبنان اقتصاديا وسياسيا، قائلاً: "لكن علينا نحن بدورنا ان نقوم بما علينا من اصلاحات اقتصادية وفي المجال المصرفي وغيره من اجل استعادة الثقة الدولية".
وشدد على أن تفعيل التواصل مع الجيل الشاب من المغتربين اللبنانيين، عامل مهم للمحافظة على العلاقات بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر، لافتاً الى ان المغتربين اللبنانيين دعامة قوية للاقتصاد اللبناني بفعل تعلقهم بوطنهم الام والوقوف الى جانب اهلهم خلال الظروف الصعبة التي مر بها لبنان.
وجاء كلامه خلال استقباله بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم السيد روجيه الهاني، والامين العام العالمي السيد جورج ابو رعد، ورئيسة المجلس العالمي للشبيبة السيدة غوادالوبي بولانوس، ونائب الامين العام العالمي السيد كريستيان نصر، الذين اطلعوا رئيس الجمهورية على تنظيم مجلس الشبيبة العالمي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وكعادته كل سنتين، زيارة للشبيبة الى لبنان، بما يعرف بنشاط Lebolution، يزور فيها حوالي 120 شابة وشاب متحدّرين وطنهم الام، وهم قادمون من مختلف بلدان الاغتراب، وعلى جدول زياراتها المعالم السياحية والثقافية والتاريخية، وتشمل المناطق اللبنانية كلها وتتضمن الزيارة ايضاً نشاطات ترفيهية وبعض الاعمال الإنسانية.
وبدأ هذا النشاط سنة 2015 ويحتفل هذه السنة بيوبيله العاشر ومن المقرر ان تبدأ زيارة الشبيبة هذه السنة في 19 تموز وتستمر حتى 29 منه.
وطلب الوفد ان يكون هذا النشاط تحت رعاية رئيس الجمهورية اذ تتزامن الزيارة مع اجتماع المجلس العالمي في الجامعة في بيروت. وقال السيد الهاني للرئيس عون: "ان دعمكم يمكّن مجلس الشبيبة من الاستمرار في مهمته لجمع الشبيبة المتحدّرين ولتقوية الاواصر الثقافية اللبنانية في قلوبهم فيعودون الى جالياتهم رسل محبة ودعم للبنان. وفقكم الله تعالى واسدل عليكم القوة والحكمة في مسيرتكم الانقاذية".
ووعد الرئيس عون بزيارة المنظمة في اول زيارة له الى روما.
وضم الوفد المرافق لدي مونتيكوبو سفيرة منظمة فرسان مالطا في لبنان ماريا كورتيزي، رئيس منظمة فرسان مالطا في لبنان مروان صحناوي والمستشارون فرانسوا ابي صعب، اليونور هابسبورغ ومارتينا دونوفريو.
واستقبل الرئيس عون عضو كتلة "الجمهورية القوية" النائب ملحم رياشي وعرض معه الوضع العام في البلاد.
وقال النائب رياشي انه هنأ الرئيس عون على ما تحقق حتى الآن منذ بداية ولايته الرئاسية، مشيراً الى انه بحث مع رئيس الجمهورية في مختلف ملفات الدولة بما فيها تطبيق القرار 1701.
كما استقبل عون القادة الجدد للأجهزة العسكرية والأمنية، في قصر بعبدا اليوم الخميس.