لبنان آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

دريان بإفطار دار الفتوى: سيبدأ في لبنان عهد مشرق في الإنقاذ والإصلاح

دريان بإفطار دار الفتوى: سيبدأ في لبنان عهد مشرق في الإنقاذ والإصلاح

بمناسبة شهر رمضان المبارك أقام دار الفتوى إفطاراً رمضانياً بمشاركة ‏الرؤساء الثلاثة  ووزراء ونواب وشخصيات، بعد ‏توقف لسنوات. ‏

وقال المفتي دريان خلال الافطار: "نتمنى للبنان استعادة العافية الوطنية ‏التي تعزز سلامته وتُعلي شأنه ودوره العربي والوطني". ‏

وأضاف: "نعرف أن قيادة سفينة كانت على وشك الغرق ليس أمرا ‏مستحيلا ولكن بحكم العقلاء وفي مقدمتهم رئيسي الجمهورية والوزراء، ‏إن الارادة والتكاتف بين اللبنانيين أدى الى الخروج من الظلمة"‏.

وتوجّه المفتي دريان للرئيس عون قائلا: "سيبدأ في لبنان عهد مشرف في ‏الاصلاح وما عهدناك الا رجل المهمات الصعبة".‏

وقال المفتي دريان: "نستقبلكم في دار الفتوى، دار المسلمين واللبنانيين جميعاً. فأهلاً بكم يا فخامة الرئيس، صديقاً كريماً، ورئيساً نعلّق عليه آمال الخلاص والأمن والإستقرار والمحبة والسلام. ويسرنا أن نجدد معكم جميعاً الاحتفال بهذه الليلة الرمضانية المباركة، وقد بارك الله لبنان باستعادة العافية الوطنية، التي تعزز سلامته، وتعلي شأنه، وتضيء الطريق أمام دوره العربي والإنساني، وطناً للمحبة، والعيش الوطني الواحد. وهو الدور الذي يكون به أو لا يكون. الدور الذي يجعل منه منارة من منارات الخير والعلم والأخوة الوطنية. وبهذا الدور أيها الأعزاء، يكون لبنان، وبه نكون لبنانيين، وبدونه نفتقد كلبنانيين وعربا مصدرا من مصادر الإشعاع الحضاري، الذي يضيء العتمة في زوايا عوالم التخلف والتعصب واحتكار الحقيقة".

وقال: "فخامة الرئيس ، أصحاب الدولة ، الحضور الأكارم : من دار الفتوى، انطلقت الثوابت الإسلامية الوطنية، التي أكدت نهائية الوطن اللبناني لجميع أبنائه، وبوحدته وسيادته وعروبته. ومن هنا أيضاً، أكدت القمم الروحية الإسلامية – الإسلامية، والإسلامية – المسيحية، على أننا كلبنانيين، نكون معا أو لا نكون. ولقد أثبت اللبنانيون بانتخابكم رئيساً للبلاد، وتشكيل حكومة واعدة برئيسها، ومؤتمنا على الدستور ووثيقة الطائف ، وقيما على الوحدة الوطنية ، أنهم يعرفون ماذا يريدون، وأنهم يعرفون كيف يحسنون صنعاً.. وكيف يحولون الأماني إلى وقائع. نعرف أن قيادة سفينة كانت على وشك الغرق ، ليس أمرا سهلاً".

وأضاف: "لكن بحكمة العقلاء وفي طليعتهم فخامتكم، ورئيسا مجلس النواب والوزراء ، والشخصيات اللبنانية الفاعلة ، والغيورة على مصلحة الوطن سيبدأ في لبنان عهد مشرق في الإنقاذ والإصلاح ، فنحن ما عهدناك يا فخامة الرئيس إلا رجل المهمات الصعبة ، وفي المهمة الجليلة التي تتولاها اليوم مع الحكومة ورئيسها ، لن تكونوا وحدكم ، ويجب أن لا تكونوا . إن الشعب اللبناني جميعه معكم ، يشد أزركم ليحمي الوطن بما يمثله من شعب ونبل وكرامة وعزة".

تابع: "إن الإرادة الوطنية الجامعة، وتكاتف اللبنانيين، كانا قادرين على تحقيق ما يصبو إليه اللبنانيون للخروج من النفق المظلم، الذي كنا فيه، إلى واحة النور والرخاء، والرحمة والمحبة التي نتطلع إليها. نعرف أن عودة لبنان إلى ما كان عليه من ازدهار وتفوق، ليس عملية سهلة، ولكن في الوقت ذاته، ليست عملية مستحيلة. فالإرادة اللبنانية الجامعة، تتخطى الصعاب. حدث ذلك في السابق، في عهود وحكومات سابقة، ونريده أن يحدث اليوم أيضاً، معكم ومع حكومتكم. لنكن مع إشراقة المرحلة الجديدة، يداً واحدة في سبيل استعادة لبنان دوره العربي والحضاري في هذا الشرق، ورسالته الوطنية الجامعة، والعيش المشترك، الذي نحتاج إليه جميعاً.. وتحتاج إليه دول المنطقة وشعوبها ، بل العالم أجمع".

وختم دريان: "بهذه الرسالة الوطنية نكون .. ويجب أن نكون، آمالنا كبيرة، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم. وفقكم الله صاحب الفخامة، وصاحبي الدولة، وكل مخلص لبناء الوطن، وبسط سيادته على كامل أرضه، وتحرير ما تبقى من أراضيه من العدو الصهيوني، وهي مسؤولية الدولة بجيشها وقواها الأمنية كافة، بالتعاون مع الأشقاء العرب والأصدقاء... وفقكم الله في خدمة الوطن والمواطنين، ليبقى لبنان سيداً حراً عربياً مستقلاً في قراره، بعيداً عن التجاذبات والمحاور الإقليمية والدولية. أجدد الترحيب بكم جميعاً في داركم ، دار الفتوى، داعياً الله لكم بالخير والتوفيق.

وقدّم المفتي وسام دار الفتوى المذهب لرئيس الجمهورية جوزاف عون.‏

رئيس الجمهورية

من جانبه، قال رئيس الجمهورية في إفطار دار الفتوى في كلمته: "لعلَّ ‏التدبيرَ الإلهيَّ شاء أن يتزامنَ هذا الشهرُ الفضيلُ مع زمنِ الصومِ الكبيرِ ‏لدى الطوائفِ المسيحية".‏

ولفت رئيس الجمهورية الى أنه "إذا كانَ الصومُ يعلّمُنا التضامنَ ‏والوحدة، فإن رمضانَ يذكِّرُنا بأهميةِ المشاركةِ والانخراطِ الإيجابيِّ في ‏قضايا وطنِنا. فلبنانُ الذي نعتزُّ بهِ جميعًا، هو وطنُ الرسالة والتنوعِ ‏والتعددية، وطنٌ يتسعُ للجميعِ بمختلفِ انتماءاتِهم ومعتقداتِهم".‏

وأضاف: "ومن هنا تأتي أهميةُ المشاركةِ السياسيةِ لجميعِ شرائحِ المجتمعِ ‏اللبناني، من دونِ تهميشٍ أو عزلٍ أو إقصاءٍ لأيِّ مكونٍ من مكوناتِه"، ‏مشيرا الى أن "هذهِ المشاركةَ تقومُ على مبدأ أساسٍ وهو احترامُ الدستورِ ‏ووثيقةِ الوفاقِ الوطنيِّ، وتفسيرِهما الحقيقيِّ والقانونيِّ لا التفسيرِ السياسيِّ ‏أو الطائفيِّ أو المذهبيِّ أو المصلحي". ‏

وأكد أن "الدولةَ اللبنانيةَ بمؤسساتِها المختلفة، وبقدرِ حرصِها على حمايةِ ‏التنوعِ اللبنانيِّ وخصوصيتِه، فإنها ملتزمةٌ، وقبلَ أيِّ شيءٍ، بحفظِ الكيانِ ‏والشعب، فلا مشروعَ يعلو على مشروعِ الدولةِ القويةِ القادرةِ العادلة، ‏التي ينبغي بناؤُها وتضافرُ جميعِ الجهودِ لأجلِ ذلك". ‏

وتابع الرئيس عون: "الدولة اللبنانية ملتزمة بحفظ الكيان والشعب فلا ‏مشروع يعلو على مشروع الدولة القوية القادرة العادلة". ‏

وذكر أن "إعادة الاعمار تتطلب العمل بجد وإخلاص وتضافر جهود ‏الدولة في الداخل والخارج لنعيد بناء ما تهدم ونفتح صفحة جديدة في ‏لبنان". ‏

وشدد على أنه: "لا يمكن أن تعود الحياة الطبيعية إلى المناطق ‏المتضررة من دون تطبيق القرارات الدولية وانسحاب المحتل من ‏أرضِنا وعودةَ الأسرى". ‏


يقرأون الآن