أكد مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن الولايات المتحدة تسعى لتجنب نشوب نزاع مسلح مع إيران من خلال بناء جسور الثقة معها.
وخلال مقابلة صحفية بثت عبر منصة "إكس"، أوضح ويتكوف أن الرسالة الأخيرة التي أرسلها ترامب إلى إيران لم تكن تهدف إلى التهديد، بل إلى فتح قنوات اتصال دبلوماسية.
وأشار إلى أن التوتر بين البلدين تصاعد مؤخرا بعد تجدد القصف الإسرائيلي على مواقع في المنطقة، وعودة جماعة "الحوثيين" إلى تهديد الملاحة في البحر الأحمر.
وفي 7 آذار/ مارس 2025، أعلن ترامب أنه أرسل رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، يحثه فيها على استئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، محذرا من احتمال اتخاذ إجراءات عسكرية.
إلا أن خامنئي رد في خطاب تلفزيوني بمناسبة عيد النوروز، قائلا إن الأميركيين "لن يصلوا إلى نتيجة أبدا" عبر التهديدات.
وفي دفاعه عن جهود ترامب للتواصل مع إيران، أكد ويتكوف أن الرئيس الأميركي يتمتع بتفوق عسكري، لكنه يفضل الحلول الدبلوماسية. وقال: "الرسالة التي أرسلها ترامب تقول بشكل أساسي: أنا رئيس سلام. هذا ما أريده. لا داعي لنا أن نلجأ إلى العمل العسكري. يجب أن نتحدث".
وأضاف ويتكوف: "يجب أن ننشئ برنامجا للتحقق حتى لا يقلق أحد بشأن تحويل المواد النووية الإيرانية إلى أسلحة... لأن البديل ليس جيدا".
وأشار المبعوث الأميركي إلى أن المناقشات مع إيران مستمرة عبر "قنوات خلفية، وعبر دول وقنوات متعددة". كما لفت إلى أن ترامب "منفتح على فرصة لتسوية كل الخلافات مع إيران، حتى تعود إلى المجتمع الدولي وتصبح أمة عظيمة مرة أخرى... إنه يريد بناء الثقة معهم".
في غضون ذلك، قال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران أمس الجمعة، إن التهديدات الأميركية لإيران لن تجدي نفعا، محذرا الولايات المتحدة من التلاعب بإيران.
وأضاف خامنئي أن "الشعب الإيراني أثبت فشل العدو في حياكة المؤامرات ضده، وعلى أميركا أن تعلم أنه إذا تلاعبت بإيران فسوف تتلقى صفعة قوية"، مشددا على أنه ليس لإيران وكلاء، وعلى أنها لن تبدأ بالحرب.
وشدد على أنه "على الأميركيين أن يعلموا أن التهديدات لن توصلهم إلى أي مكان عند مواجهة الشعب الإيراني".
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكية الإيرانية توترات متصاعدة، مع استمرار الخلافات حول البرنامج النووي الإيراني ودور إيران الإقليمي.