أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع، أننا "حالياً في مرحلة مختلفة تماماً عن العام الماضي. لبنان بدأ يسلك طريقاً جديداً، طريقاً مختلفاً بالكامل. صحيح أننا كنا نتمنى لو أن الوتيرة أسرع، وأن يكون الأداء أكثر عمقًا، لكننا مع ذلك في مرحلة انتقالية جديدة، ونسير فيها خطوة بخطوة".
وقال خلال حفل عشاء لمناسبة عيد الام نظمته لجنة تفعيل دور المرأة في مركز شكا: "نحاول، من خلال وجودنا في مجلس الوزراء ومجلس النواب، أن نُسرّع هذه الخطى في اتجاه بناء دولة حقيقية. لكن، للأسف، هناك كثيرون لا يساعدون"، موضحا أن "في فريق 8 آذار، من لم يستوعب حتى اليوم ما حصل، وحتى لو تقبّلوا بعض التغيرات شكلياً، فهم لا يتصرّفون على هذا الأساس. وفريق آخر، كما نعلم، في السياسة اللبنانية، الأهم عنده أن يحمي رأسه، فلا يعرّض نفسه ولا يواجه أحدًا. لذلك، نرى كثيرين، في مجلس النواب أو في مجلس الوزراء، لا يقولون شيئاً سلبياً، ولكن أيضاً لا يقولون شيئاً إيجابياً. لا يُبادرون، لا يواجهون الخطأ، ولا يدلون بموقف واضح. أما نحن، فسنواصل العمل، حتى لو كنا وحدنا، وسنظل رأس حربة في اتجاه الأفضل. عندما نرى شيئاً خاطئاً، سنسارع إلى مواجهته بالإصلاح، وعندما نرى أمراً يستحق التعديل، سنقوم به، مهما كلفنا الأمر".
وذكر جعجع، أنه "على الرغم من أن كثيرين استهزأوا بنا، وقالوا إن القوات تحرق نفسها، فإننا واصلنا الطريق. واعتبر البعض أن علينا أن ننتظر تأييد الأقوياء، وكأن هذا هو الأهم. ولكن، تلك النظريات كلها سقطت، وبقيت نظريتنا هي المنتصرة. لذا أعتقد أن أمامنا أياماً مشرقة. علينا أن نحاول قدر الإمكان أن نسرّع الوصول إليها، حتى ولو اضطررنا إلى السير وحدنا. نحن اليوم في وضع أفضل بكثير مما كنّا عليه في السابق".
أما بالنسبة لجهاز تفعيل دور المرأة في شكا، فقد أوضح جعجع أنه و"قبل تأسيس هذا المكتب داخل حزب القوات اللبنانية، كان دور المرأة في شكا مفعلاً إلى أقصى الحدود. لا يمكنني أن أنسى لحظة واحدة من تلك اللحظات، فقد عشتها بنفسي. لا يمكن أن أنسى صمود المرأة في شكا، في كل شكا، ولا يمكنني أن أنسى أسماء مِثل نَساريا وليونتين وهند اللواتي كنّ وحدهنّ من ثبت في مواقعهن، بعدما اشتد الهجوم من الجهات كلها، حتى قمنا بهجوم مضاد واستعدنا شكا".
ورأى جعجع أن "البترون كانت سبّاقة منذ الأيام الأولى في مجال التطور والنضوج السياسي على مستوى الشمال كله. وانطلاقاً من هذا السياق، وفي ما يخص تفعيل دور المرأة، أود أن أقول كلمة واضحة: أنا طبعاً مع تفعيل دور المرأة حتى النهاية، ولكن ليس على الطريقة التي تعتمدها بعض الجمعيات. أنا ضد التقليد، وضد فرض الأمور فرضاً، وضد التصنّع. برأيي، لا يجوز أن يكون هناك أي عائق أمام تطوّر المرأة في مجتمعنا، ويجب أن نساعدها لتصل إلى أي موقع ترغب به. لكن في الوقت ذاته، أنا ضد أن يُفرض عليها التواجد في مواقع لا ترغب بها".
واضاف: "لا أفهم إصرار بعض الجمعيات على فرض نسب محددة، كأن تكون المرأة ممثلة بنسبة 30% أو 40% مثلاً في البلديات. أنا برأيي، في الأماكن التي ترغب فيها المرأة بالمشاركة، فلتكن النسبة 90%، لا مشكلة. أما إن لم ترغب، فلا ضرورة لفرض نسبة حتى لو كانت 10%. هذا الأسلوب القسري يسيء للمرأة ولا يخدمها، بل يجعلها وكأنها مادة تُنتزع من مكان إلى آخر. في بعض القرى اللبنانية، أصبحت نسبة مشاركة المرأة تصل إلى 40% و50% و60%، بل نأمل أن تصل إلى 70% و80%، وهذا ممتاز، ويجب أن يكون دافعاً لمزيد من التقدم. لكنني، بكل صراحة، لا أؤيد فكرة الفرض القسري. لهذا السبب، أقول لهند والرفيقات العاملات في مكتب تفعيل دور المرأة في شكا: يعطيكن ألف عافية، واصلن العمل بهذه الروح. اتركن الأمور تنمو بشكل طبيعي فحسب. المرأة التي ترغب بالوصول إلى موقع معين، نحن جميعاً سنساعدها على ذلك، ولكن من لا ترغب، لا يجب أن نُجبرها على أن تصبح عضواً بلدياً، أو مختارة، أو نائبة، أو ما إلى ذلك".