مواكبة للتغيرات التي تحصل على الساحة السورية، تم تشكيل الهيئة العليا للإفتاء في سوريا وتعيين الشيخ أسامة الرفاعي مفتياً عاماً للبلاد.
فمن هو الشيخ أسامة الرفاعي؟
ولد الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي في دمشق، عام 1944، وهو الابن الأكبر للعلامة الدمشقي الراحل الشيخ عبد الكريم الرفاعي، درس اللغة العربية وعلومها في جامعة دمشق وتخرّج فيها، عام 1971.
في العام 1981، هاجر الرفاعي إلى المملكة العربية السعودية بشكل قسري، هرباً من الحملة الشرسة التي خاضها حافظ أسد - حينذاك - ضد الجماعات الإسلامية بتهمة الانتماء لحركة "الإخوان المسلمين"، والتي ترافقت بمجازر واسعة ارتكبتها ميليشيات النظام السابق في حماة وحمص وحلب، وراح ضحيتها آلاف المدنيين.
انحاز الشيخ أسامة الرفاعي إلى صفوف الثورة السورية في الأشهر الأولى من انطلاقتها، منتصف آذار 2011، وكان له دور بارز في مواجهة نظام الأسد وميليشياته واحتضان المتظاهرين في مسجد والده عبد الكريم الرفاعي الذي كان يخطب فيه، في حي كفرسوسة وسط العاصمة دمشق.
ووقف الرفاعي في وجه رئيس النظام بشار الأسد ومخابراته عبر توجيه انتقادات لاذعة ونصائح مختلفة للأسد ونظامه، من أجل وقف العنف ضد المتظاهرين، إلّا أنّ تلك المحاولات باءت بالفشل.
وتعرّض الرفاعي لمضايقات عديدة من النظام السابق بعد رفضه الامتثال لأوامر مخابراته، وأبزر تلك الاعتداءت كان الهجوم الشهير لـ"شبّيحة النظام" على مسجد "الرفاعي" في كفرسوسة خلال ساعات الفجر من شهر رمضان (17 آب 2011)، والتي وصلت إلى ضرب الشيخ أسامة بسبب خطبه المعادية للظلم والطغيان الممارس من نظام الأسد، ما أدى إلى نقله لأحد مشافي دمشق، وانتقل عقب ذلك إلى تركيا وأعاد إحياء "رابطة علماء الشام" برئاسته، إلى جانب تكثيف دعمه ومناصرته للثورة السورية.
كذلك ترّأس أسامة الرفاعي المجلس الإسلامي السوري منذ تأسيسه في مدينة إسطنبول، عام 2014، ليكون المرجعية الإسلامية والفقهية للشعب السوري الثائر ضد نظام الأسد وميليشياته، ويضم المجلس نحو 40 هيئة ورابطة إسلامية من أهل السنّة والجماعة داخل سوريا وخارجها.