رياضة

هامبورغ يقترب من موقعه الطبيعي في "بوندسليغا"

هامبورغ يقترب من موقعه الطبيعي في

تحتل العراقة حيزاً كبيراً من بطولة الدرجة الثانية في ألمانيا "بوندسليغا 2"، وتتغلب بشعبيتها على الدرجة الأولى، نظراً الى وجود أندية تحظى بباع طويل في البطولات المحلية والقارية وفي مقدمها هامبورغ وشالكه وكولن ونورنبورغ وهرتا برلين وغيرهم.

وبمعزل عن بايرن ميونيخ المتوّج بطلاً 33 مرّة، فإنّ أندية الدرجة الثانية توّجت بدرع الـ"بوندسليغا" 34 مرّة (9 منها لنورنبرغ و7 لشالكه و6 لهامبورغ)، في مقابل 25 لقباً لأندية الأولى (8 منها لبوروسيا دورتموند)، كما أنّ معدل الحضور الجماهيري في الدرجة الثانية يتخطى بفوارق كبيرة معظم أندية الأولى.

ويقترب هامبورغ المتوّج بطلاً لدوري أبطال أوروبا 1983، من استعادة مركزه الطبيعي بين الكبار، بعدما هبط للمرّة الأولى في تاريخه قبل سبع سنوات، وباءت محاولات عودته الست السابقة بالفشل، حإذ حل مرتين في المركز الثالث وهُزم في المواجهة الفاصلة فيهما، وحل رابعاً أربع مرات بطريقة دراماتيكية أو جنونية.

يُعد هامبورغ من أقدم أندية كرة القدم في ألمانيا، حيث تأسس عام 1887، بدمج ناديي هوهنفلدر وفاندسبيك مارينثلر تحت اسم نادي جيرمانيا، قبل تغيير اسمه إلى هامبورغ عام 1919، وهيمن على الكرة الألمانية في حقبات عدة، وخصوصاً أواخر السبعينات ومطلع الثمانينات بخوض نهائي أبطال أوروبا 1980 حين خسر أمام نوتنغهام فورست الإنكليزي، ثم توّج باللقب القاري عام 1983 على حساب جوفنتوس الإيطالي بفضل هدف أسطورة النادي فيليكس ماغات والمدرب النمسوي إرنست هابل، قبل أن يهبط موسم 2016-2017 للمرّة الأولى في تاريخه على وقع أزمات مالية قاسية.

لكن قد يكون الموسم الحالي مختلفاً، إذ يتصدر الترتيب بفارق نقطتين عن ملاحقه كولن الثاني، وست نقاط عن ماغدبروغ الثالث، وذلك قبل ست جولات من النهاية، أي يحتاج إلى تسع نقاط ليضمن عودته إلى مصاف الأولى بمعزل عن النتائج الأخرى.

تأتي هذه النتائج على يد مجموعة من اللاعبين يغلب عليها الشبان تحت 23 سنة، فضلاً عن مدرب شاب هو ميرلين بولزن (34 سنة) الذي حل موقتاً في الخريف الماضي بدلاً من ستيفن باومغارت.

يشكل بولزن أحد الأسماء القادمة بقوة في عالم لتدريب، وهو ابن مدينة هامبورغ ونشأ مشجعاً للفريق العريق، ولولا شاربه الأنيق الذي يُشبه الأريستقراطيين من عشرينات القرن الماضي، لكان يبدو أصغر بعقد من الزمن.

لم يكن يوماً عبقرياً في عالم التدريب، يتمتع بكاريزما هادئة، ومثابر من الطراز الأول، وشديد الذكاء، وسرعان ما ترك بصماته، إذ تسلم الفريق وهو في المركز السابع وحصد 32 نقطة في 15 مباراة، وخسر بإشرافه مرّة في أربعة أشهر، وخلالها، ظهر الفريق، فردياً وجماعياً، في أفضل حالاته منذ سنوات.

وقدم بولزن في هذه المدة، أسماء جديدة ونجوماً للمستقبل، بميزانية متواضعة مقارنة بأقرانه، على غرار الجناح الفرنسي جان لوك دومبي (29 سنة) الذي سجل 8 أهداف ومرّر 11 كرة حاسمة، كما تألق المهاجم روبرت سيلكي (31 سنة)، الذي يتصدر قائمة هدافي الدرجة الثانية برصيد 17 هدفاً، كذلك برز دور المدافعين في المساهمة الهجومية، إذ قدّم الظهير السويسري ميرو موهايم 8 تمريرات حاسمة، فيما نجح مواطنه سيلفان هيفتي في تسجيل هدف مهم أمام هانوفر 96.

أما المدافع الشاب الفرنسي مايكل برنسيس (20 سنة)، فقد قدّم مستويات مميزة وصنع هدفين، وفي قلب الدفاع، أظهر الألماني - الليبي دانيال الفضالي قدرات هجومية لافتة، بمساهمته في 5 أهداف، وكان خير بديل للمصاب نوح كاترباخ، ورغم افتقاد الفريق لهدافه روبرت غلاتزل، الغائب منذ ستة أشهر بسبب الإصابة، والذي بدأ الموسم بقوة مسجلاً 7 أهداف في 6 مباريات، إلا أنّ المنظومة بقيادة بولزن أثبتت قدرتها على المنافسة.

ويبرز على مستوى الشبان، المدافع جويل أغييكوم (20 سنة) وفابيو بالدي (19 سنة) وأوتو ستانغه (18 سنة)، وتبلغ القيمة السوقية لتشكيلة الفريق 53 مليون يورو.

يقرأون الآن