دولي

مفاوضات أميركا وإيران... سيناريوهات في حالة الفشل

مفاوضات أميركا وإيران... سيناريوهات في حالة الفشل

بينما تتجه الأنظار نحو العاصمة العُمانية مسقط حيث تبدأ جولة جديدة من المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، تتصاعد التساؤلات حول مصير هذه المحادثات، وما إذا كانت ستنتهي باختراق دبلوماسي أم بانفجار سياسي قد يُشعل المنطقة بأسرها.

في حلقة خاصة من برنامج "غرفة الأخبار"، ناقش ثلاثة من الخبراء من طهران وواشنطن والرياض تعقيدات هذه الجولة الجديدة من الحوار، التي تجري في ظل غياب الحلفاء الإقليميين والأوروبيين، ما يثير مخاوف من تفرد أميركي إيراني بإعادة رسم ملامح التوازن الإقليمي.

وفق إحسان الخطيب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ميرستيت الأميركية، فإن واشنطن تركز على ثلاثة محاور رئيسية: البرنامج النووي الإيراني، برنامج الصواريخ البالستية، والتدخلات الإقليمية عبر الميليشيات التابعة لطهران. ويضيف أن إدارة ترامب ترى أن الاتفاق مع إيران ممكن إذا قبلت طهران "أن تكون دولة طبيعية" تتخلى عن طموحاتها العسكرية العابرة للحدود.

من جهته، شدد أحمد مهدي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة قم، على أن طهران لا تسعى للعودة إلى الاتفاق النووي القديم، بل تريد مسارا جديدا يبدأ بإجراءات أميركية لبناء الثقة. وأكد أن إيران تصر على التفاوض غير المباشر بوساطة سلطنة عمان، وتعتبر هذا النمط ضروريا لتوثيق مراحل الحوار وتفادي التلاعب بالشروط.

أما من الرياض، فرأى أحمد الشهري، رئيس منتدى الخبرة السعودي، أن أي مفاوضات لن تنجح طالما أنها تستند إلى لغة التهديد والضغوط القصوى. وقال إن دول الخليج تدعو إلى شرق أوسط خالٍ من السلاح النووي، مشيرا إلى أن طهران مطالبة بأن تثبت نيتها عبر وقف دعمها للميليشيات التي تهدد الأمن الإقليمي.

ولفت الضيوف إلى أن غياب الأطراف الأوروبية والعربية عن الطاولة التفاوضية يعكس توجها أميركيا للانفراد بالقرار، ما قد يهمش المصالح الحيوية لحلفاء واشنطن في المنطقة. واعتبر الدكتور الخطيب أن "الولايات المتحدة تحكم العالم، ولا ترى ضرورة لإشراك أوروبا في كل الملفات"، وهو ما يخلق فجوة دبلوماسية قد تؤثر على شرعية أي اتفاق مستقبلي.

تصعيد أم تسوية؟

في الخلفية، تتعزز المؤشرات العسكرية على الأرض: حاملة الطائرات "كارل فينسن" تتجه إلى الخليج، ونُشرت منظومات باتريوت ومقاتلات في قواعد قريبة. لكن رغم ذلك، يرى المشاركون أن "أميركا لا تريد حربا مع إيران، بل اتفاقا بشروطها"، كما وصفها الدكتور الخطيب.

اللقاء سلط الضوء أيضاً على التوازنات الإقليمية الدقيقة، حيث تسعى الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية والإمارات إلى بناء تحالفات متنوعة مع أميركا والصين وروسيا، مع الحفاظ على مسافة حذرة من أي صراع قد ينفجر بين واشنطن وطهران.

ختاماً، فإن فشل المفاوضات لن يكون مجرد إخفاق دبلوماسي، بل خطوة على طريق أزمة أعمق، قد تعيد رسم خريطة التهديدات في الشرق الأوسط.

يقرأون الآن