أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الأحد، أن بلاده لا تستعجل استئناف العلاقات مع الحكومة السورية الحالية، مشيراً إلى أن التعاون الإيراني الروسي مستمر بشأن الملف السوري، وسط تحذيرات من تطورات "مقلقة" في المنطقة، أبرزها الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ سورية جديدة.
وفي الوقت ذاته، شدد عراقجي خلال مقابلة تلفزيونية تابعتها "بغداد اليوم"، على أن إسرائيل غير قادرة على تنفيذ أي هجوم ضد إيران، حتى بدعم من الولايات المتحدة، مؤكداً أن طهران تمتلك القدرات اللازمة للدفاع عن نفسها في مواجهة أي تهديد خارجي.
وقال عراقجي في تصريحاته: "لدينا مشاورات دائمة وقريبة مع روسيا بشأن الوضع في سوريا، وقد أجريت مباحثات مفصلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف".
وأضاف أن الأوضاع في سوريا آخذة في التدهور، مؤكداً أن الاحتلال الإسرائيلي اتسع إلى مناطق تفوق غزة مساحةً، وهو أمر مقلق للغاية.
وأشار إلى أن الخلافات والاشتباكات لا تزال قائمة في مناطق عدة من سوريا، فضلاً عن الانقسام بين دول المنطقة بشأن كيفية التعامل مع الملف السوري.
وفي ما يخص العلاقات مع دمشق، أوضح: "ليست لدينا حالياً تفاعلات مع الحكومة السورية الحالية، ولسنا في عجلة لذلك. لدينا خبرة سابقة كافية لفهم كيف يمكننا الإسهام في تحقيق السلام هناك، ولكن ذلك مرهون بإرادة الحكومة السورية".
وقال عراقجي إن إسرائيل لم تكن، وليست، ولن تكون قادرة على مهاجمة إيران، مضيفاً: "حتى مع الدعم الأمريكي، هم غير قادرين على تنفيذ عملية عسكرية ضدنا".
وأضاف: "نحن قادرون على الدفاع عن أنفسنا حتى في مواجهة الولايات المتحدة. والأمريكيون يعرفون جيدًا قدراتنا، وأعتقد أنهم لن يدخلوا في مغامرة بهذا الحجم من الخطورة".
ونشرت وكالة رويترز قبل ساعات تقريراً نقلت فيه عن مصادر عدة، من بينها مسؤول إسرائيلي، أن إسرائيل لا تستبعد احتمال شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، على الرغم من عدم رغبة الولايات المتحدة في الخيار العسكري.
وبحسب هذه المصادر، فإن إسرائيل قدّمت خلال الأشهر الماضية مجموعة من الخيارات إلى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مرفقة بجداول زمنية مقترحة. وتضمنت هذه الخيارات مزيجًا من الضربات الجوية والعمليات الخاصة (الكوماندوز)، متفاوتة في شدتها، وتهدف إلى تقليص قدرة طهران على استخدام برنامجها النووي لأغراض تسليحية، لفترة قد تمتد لعدة أشهر أو حتى عام أو أكثر.
لكن المصادر تشير إلى أن المسؤولين الإسرائيليين باتوا يعتقدون الآن أن جيشهم قادر على تنفيذ هجوم محدود على إيران دون الحاجة إلى دعم أمريكي واسع.
ومع بدء المفاوضات حول اتفاق نووي جديد، لا تزال نية إسرائيل في تنفيذ هذه الخيارات غير واضحة، إذ إن مثل هذا التحرك قد يُعرّض الدعم الأمريكي الواسع لإسرائيل للخطر.