لبنان

اعتداء على اليونيفيل.. الدولة تعزّي و"الحزب": لا تقحمونا

اعتداء على اليونيفيل.. الدولة تعزّي و

لم يكن ينقص المشهد اللبناني المنهار على الصعد كافة، سوى الاعتداء على "اليونيفيل" مساء الأربعاء في الجنوب.

حادثة العاقبية

فقد أفيد عن مقتل جنديّ إيرلنديّ وإصابة 3 بإطلاق نار على قافلة لقوّات "اليونيفيل" في العاقبية منتصف ليس الاربعاء الخميس، في حادثة ليست الاولى من نوعها تقع بين القوات الدولية و"الاهالي"، الذين، وفق ما تقول مصادر معارضة لـ"المركزية"، ما كانوا ليتصرفوا بهذه العدائية لولا ارتياحهم الى غطاء يؤمنه لهم حزبُ الله.

ماذا جرى؟

في التفاصيل الميدانية، اشارت المعلومات المتداولة الى انه وأثناء مرور قوات اليونيفيل في منطقة العاقبية متجهة الى بيروت، تم اعتراض الدورية من قبل أهالي المنطقة واطلاق النار عليها، وذلك لاعتمادها مساراً غير مسارها العادي. وخلال محاولتها الانسحاب من موقع الإشكال، انقلبت آلية اليونيفيل وصدمت الدورية مواطناً من أهالي المنطقة لكن إصابته طفيفة.

الدولة تعزّي

واذ أعلن الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي ان "حتى الآن، التفاصيل حول الحادث متفرقة ومتضاربة، ونحن ننسّق مع القوات المسلحة اللبنانية، وفتحنا تحقيقًا لتحديد ما حدث بالضبط"، اكتفت السلطات اللبنانية بالتعازي وبالتمني بألا تتكرر الحادثة. فقد أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري إتصالاً هاتفياً بقائد قوات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان اللواء أرولدو لازارو قدم فيه التعزية. من جانبه، أبدى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي "أسفه العميق للحادث الاليم". وشدد على "ضرورة إجراء السلطات المعنية التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الحادث وعلى تحاشي تكراره مستقبلا" ، مناشدا "جميع الأطراف التحلّي بالحكمة وسعة الصدر في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن". وأجرى رئيس الحكومة اتصالين بقائد الجيش العماد جوزيف عون والقائد العام لليونيفيل الجنرال آرولدو لازارو واطلع منهما على ملابسات الحادث.

الحزب يتبرّأ


في المقابل، تبرّأ حزب الله سريعا من الحادثة. ففي وقت غرد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك عبر "تويتر" كاتبا "اعتداء سافر على قوات اليونيفيل أدى إلى مقتل جندي وجرح ٣ على أيدي "الأهالي". أتقول الحكومة لليونيفل، فلتَلزِم قواتك الطرق التي نسيطر عليها نظرياً وكل خروج عنها يوقعها في أفخاخ الدويلة حيث لا قوة ولا سيادة. موقف معيب يُضاف إلى سجل مدجَّج بالعيوب سيُستقبل به الرئيس الفرنسي"... دعا مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا إلى عدم إقحام حزب الله في الحادثة التي وقعت في العاقبية بين الأهالي واحدى سيارات اليونيفيل من الكتيبة الايرلندية. وطالب صفا المجال للأجهزة الأمنية للتحقيق بالحادث، وأشار إلى بعض تفاصيل الحادثة كما نقلها الاهالي كاشفاً ان سيارة واحدة تابعة للقوة الايرلندية دخلت في طريق غير معهود العبور به من قبل اليونيفيل فيما السيارة الثانية سلكت الاوتستراد الدولي المعهود المرور به ولم يحصل معها اي إشكال. وتقدم صفا بالتعزية لقوات اليونيفيل لسقوط قتيل متمنياً الشفاء للجرحى في الحادث غير المقصود ودعا الى عدم إقحام "الحزب" بالموضوع لأنه غير ضالع به..

إصرار على الحقيقة

وفيما تبقى غالبا حوادث كهذه، في مناطق نفوذ "الحزب"، بلا محاسبة، سُجلت ادانات دولية للاعتداء، مع اصرار على كشف الحقيقة. فقد أشار مصدر معني عبر "المركزية" الى ان اليونيفيل وايرلندا ينتظران من السلطات اللبنانية تسمية الفاعلين وعدم اللجوء الى أسلوب التعمية المعتمد لمسايرة طرف فاعل في المنطقة، واستعمال عبارات ملطفة أو التلطي وراء عبارة السكان المحليين. وتابع "في كل مرة يحصل إشكال تكون الجهة معروفة الا ان التحقيق لا يسمي الأشياء بأسمائها". ولفت الى ان ما حصل امس تجاوز الحدود، وتوصيف ما حصل بالحادث المؤسف لا يمكن ان يمر مرور الكرام.. من جانبه، قال الرئيس الأيرلندي مايكل دي هيغينز "نحن، كشعب، فخورون جداً بسجلنا المتواصل في حفظ السلام مع الأمم المتحدة. ومع ذلك، يجب ألا ننسى أبداً مخاطر هذا العمل". واعتبر رئيس الوزراء الأيرلندي ميهول مارتن "أننا نعمل في بيئة عدائية صعبة".

لتحقيق سريع


وغردت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا عبر حسابها على "تويتر"، "حزنت كثيراً لوفاة الجندي الإيرلندي التابع لليونيفيل. أتقدم بأحر التعازي إلى عائلته وإلى رئيس بعثة اليونيفيل اللواء ارولدو لازارو وجميع جنود حفظ السلام في جنوب لبنان. وأتمنى للجرحى الشفاء العاجل. إن إجراء تحقيق سريع وشامل لتحديد وقائع هذه الحادثة المأسوية أمر بالغ الأهمية". وقال سفير بريطانيا في لبنان: يجب محاسبة المسؤولين عن مقتل جندي أيرلندي من قوات اليونيفيل. بدورها، استنكرت فرنسا استهداف اليونيفل وطالبت بتحقيق فوري دون عوائق.

المركزية

يقرأون الآن