ما بعد ضرب مطار بن غوريون

تكابر إسرائيل فى الإقرار بأنها مثلها مثل كل الدول، حتى الدول العظمى، لا يمكن لدفاعاتها الجوية أن تنجح بنسبة 100 بالـ100 فى صد كل هجوم! فقد بدا على المسئولين الإسرائيليين الارتباك الأحد الماضى عندما فشلت أنظمتهم المتطورة المتعددة للدفاع الجوى فى التصدى لصاروخ الحوثيين الباليستى الذى ضرب قلب مطار بن جوريون، الذى هو واحد من أهم المواقع الاستراتيجية الإسرائيلية ويقع فى وسط إسرائيل شرق مدينة تل أبيب، وأحدثت الضربة حفرة بعمق 25 متراً، ونتج عن الانفجار جرح عدد من القريبين، وهرع بسببه نحو 3 ملايين إسرائيلى إلى الخنادق. أما الخسارة الكبيرة السريعة التى تخشاها إسرائيل دائماً، ففى إسراع شركة طيران لوفتهانزا الألمانية بتعليق رحلاتها إلى إسرائيل بعد الانفجار بأقل من ساعة، ثم تتابعت قرارات تعليق الرحلات من شركات عالمية أخرى، بما ينبئ بخسائر كبيرة للاقتصاد الإسرائيلى، وبما يكشف كذب دعاية إسرائيل بأنها قادرة على سحق كل هجوم!

من الأبعاد الأخرى التى تَطَرَّق إليها بعض الخبراء فى تحليلاتهم الأولية مباشرة بعد انفجار الصاروخ، أنهم أعربوا عن دهشتهم من عجز القوات الأمريكية والبريطانية الملاصقة لحدود اليمن والممتدة بطول البحر الأحمر، عن ملاحقة الصاروخ والتصدى له فى إحدى نقاط مساره عبر نحو ألفى كيلو متر، وظلَّ محلقاً لما بين 6 إلى 10 دقائق! وتعجبوا من تقنية الصاروخ المتطورة التى نجحت فى الإفلات من الرصد والملاحقة!! كما تساءلوا عن حجم الكارثة لو كان الصاروخ أصاب مبنى الركاب 3، على بعد أمتار من الانفجار.

ليس من المتوقع أن يُسفِر فشل التصدى لصاروخ الحوثيين عن تراجع إسرائيل عن جرائمها فى غزة، بل إنها، وفق تصريحات عدد من مسئوليها فى تعقيبهم على ضربة الحوثيين، قالوا إنهم سيردُّون عليها بسبعة أمثالها! وسعى آخرون إلى اعتبارها فرصة لتعزيز خطابهم العدوانى الدائم ضد إيران، فقالوا إنهم يرون بصمات إيران فى العملية، وإنها يجب أن تُعاقَب على هذا. بما يعزز سعيهم لتخريب المفاوضات الأمريكية الإيرانية لحل نزاع الملف النووى الإيرانى سلمياً، وهو النهج الذى عارضته إسرائيل لإنها تُصرّ منذ البداية على ضرب إيران!

الأهرام

يقرأون الآن