دخل 16 مرقدًا دينيًا في محافظة ديالى، اليوم الجمعة حالة الاستنفار الأمني والإداري الشامل، مع بدء توافد مئات العوائل والزوار من داخل العراق وخارجه، لإحياء طقوس زيارة القبور والمراقد الدينية في أول أيام عيد الأضحى المبارك، وسط إجراءات مشددة وتنسيق أمني واسع.
وقال مدير الدائرة الإعلامية لمزارات ديالى، أحمد الربيعي، لـ"بغداد اليوم"، إن "الاستنفار شمل 16 مرقدًا موزعة بين بعقوبة ومحيطها ومدن أخرى، حيث جرى تفعيل ثلاثة أطواق أمنية بالتنسيق مع قيادة عمليات ديالى والتشكيلات الساندة، بهدف تأمين حركة الزوار والحشود الكبيرة المتوقع تزايدها خلال الأيام المقبلة".
وأضاف، أن "الاستنفار الأمني سيستمر حتى مساء الأحد المقبل، أي لأكثر من أسبوع، بسبب تزامن عيد الأضحى مع مناسبة عيد الغدير، ما دفع الجهات المعنية إلى إبقاء الخطة الأمنية في أعلى درجاتها"، مبينًا أن "الجهد الإداري والخدمي داخل المراقد يعمل على مدار الساعة لتسهيل انسيابية الزيارات".
وتابع، أن "المراقد في ديالى، خاصة مرقد السيد عبد الله بن علي الهادي قرب بعقوبة، تشهد هذا العام زيادة ملحوظة في أعداد الزائرين، بينهم مواطنون من محافظات مجاورة، فضلًا عن زوار قادمين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
عادات متوارثة وبُعد ديني
محمد جاسم المعموري، موظف حكومي وأحد الزائرين، قال لـ"بغداد اليوم"، إن "زيارة القبور والمراقد خلال عيد الأضحى تُعد طقسًا راسخًا في عادات أهالي ديالى، يجمع بين الجانب الديني والاجتماعي"، مشيرًا إلى أن "الاستقرار الأمني هذا العام منح العوائل طمأنينة إضافية، ما ساهم في مضاعفة أعداد الوافدين".
وأضاف، أن "المراقد تشهد توسعة تدريجية عامًا بعد آخر، بما يتناسب مع زيادة الزائرين، وهو ما يعكس أهمية تلك المواقع الدينية في الوجدان الشعبي".
زوار من إيران: "نشعر بالأمان"
من جهته، قال الزائر الإيراني مجتبى كرياماني، الذي وصل مع قافلة من أبناء بلدته قادمة عبر منفذ المنذرية الحدودي، إن "زيارتي لمرقد عبد الله بن علي الهادي هي الثالثة خلال السنوات الأخيرة"، مضيفًا: "أشعر براحة كبيرة هنا، رغم أن هذه المنطقة كانت تُصنف سابقًا كموقع خطر، لكن الأمن الآن مستتب والطرق سالكة".
وأشار كرياماني إلى أن "الخرائط الدينية التي تعتمدها القوافل الزائرة من إيران بدأت تتوسع باتجاه ديالى، لكونها تقع على مسار مهم يربط بين المنافذ الحدودية ومحافظات الزيارة الدينية مثل بغداد وكربلاء وسامراء والنجف"، مثمنًا كرم العراقيين وحفاوتهم المتكررة مع الزوار الأجانب.