لبنان

شكوك متصاعدة حول لجم التصعيد وعمل لجنة المراقبة

شكوك متصاعدة حول لجم التصعيد وعمل لجنة المراقبة

استمرت الحملة الإسرائيلية على لبنان فأفادت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مصادر مطلعة بأن الحكومة اللبنانية كانت على علم ببناء حزب الله مسيّرات قبل أسبوع من الضربة الإسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية.

تصاعدت حالة الغموض والشكوك المتصلة بالوضع الميداني بين لبنان وإسرائيل في ظل تواصل التداعيات والترددات السلبية للغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت عشية عيد الأضحى ، علما ان أي معطيات جديدة لم تسجل خلال الساعات الأخيرة في انتظار ما ستسفر عنه الاتصالات الديبلوماسية التي ستنطلق بعد عطلة الأضحى بين لبنان والدول المعنية باحتواء التصعيد الحاصل ولا سيما منها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا .

ومع ان عطلة الأضحى حالت دون توضيح الاتجاهات التي ستسلكها السلطة اللبنانية في اتصالاتها الديبلوماسية للحؤول دون مزيد من التصعيد او تكرار الغارات الإسرائيلية خصوصا على العمق الداخلي اللبناني نظرا لما تتركه من اثار سلبية خطيرة تتهدد موسم الاصطياف الواعد ، فان المعطيات المتوافرة في هذا السياق لا توحي بنتائج واعدة بل ان المواقف والمعطيات التي أعقبت الغارات زادت من حراجة الوضع الذي وجد لبنان نفسه فيه بين كماشة الاعتداءات الإسرائيلية والغطاء الأميركي لها والعجز اللبناني عن تبديل المعادلة الميدانية فورا وبسرعة من خلال نزع السلاح بصورته التي يطالب بها معظم الدول المعنية . وسيطغى الوضع الناشئ عن الغارات على الضاحية على جدول أعمال زيارة الموفد الفرنسي الرئاسي إلى بيروت جان ايف لودريان بعد عطلة الأضحى خصوصا بعدما تصاعدت معالم التمايز والتباين بين الموقفين الأميركي والفرنسي حيال هذه الغارات التي دعمتها واشنطن ودانتها باريس بشدة . ولذا أثيرت تساؤلات عما سيكون عليه دور لجنة المراقبة لتنفيذ اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل بعد هذه التطورات خصوصا ان الجيش اللبناني لمح للمرة الأولى إلى امكان وقف تعاونه مع اللجنة.

وكان متحدث باسم الخارجية الأميركية قال امس تعليقاً على الغارات التي قامت بها إسرائيل ليل الخميس على مواقع ل"حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت أن "الولايات المتحدة تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وحماية مجتمعاتها في الشمال من حزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى التي تروج للعنف وتعارض السلام". وأضاف المتحدث " تُشكل البنية التحتية والأنشطة الإرهابية لحزب الله تهديداً خطيراً لسيادة لبنان وأمنه".

واستمرت الحملة الإسرائيلية على لبنان فأفادت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مصادر مطلعة بأن الحكومة اللبنانية كانت على علم ببناء حزب الله مسيّرات قبل أسبوع من الضربة الإسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية. وأشارت إلى أن الجيش اللبناني لم يتصرف ضدّ بناء حزب الله مسيرات في ضاحية بيروت الجنوبية برغم علمه بهذا النشاط.

اما في الداخل فاعلن النائب في كتلة حزب الله حسن فضل الله انه تواصل مع رئيس الحكومة نواف سلام بشأن تداعيات الغارات الإسرائيلية على الضاحية، وما ألحقته من أضرار أدت إلى تشريد مئات العائلات، وشدد على "أهمية مسارعة الهيئة العليا للاغاثة من أجل الكشف عن الأبنية المتضررة، وتأمين المساعدة المالية اللازمة لتمكين السكان من البقاء في منازلهم". وقال: "تجاوب رئيس الحكومة مشكورا وكلّف رئيس الهيئة إجراء مسح للأضرار، وبعد تواصل النائب أمين شري مع رئيس الهيئة متمنياً الإسراع في القيام بهذه الخطوة، جرى الاتفاق على مباشرة الهيئة خطواتها العملية بعد عطلة العيد مباشرة".

اما في الاصداء السياسية فبرزت دعوة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى "وقف العبث والبدء بعمل جديّ" . وقال "لبنان الآن لديه فرصة، ولا أعلم إن كانت ستبقى موجودة بعد شهرين. لدينا أصدقاء كبار في هذا العالم، بدءاً من دول الخليج، والمملكة العربيّة السعوديّة، وليس انتهاءً بأميركا. هؤلاء قادرون على مساعدتنا في وقف الاعتداءات الإسرائيليّة، وقادرون على مساعدتنا في إخراج الإسرائيليين من لبنان، ولكن بشرط أن نصبح دولة فعليّة. وفي الواقع لم نصبح بعد دولة فعليّة. لا يتطلّب الأمر الكثير. إذا كان لدى أحدكم حلّ آخر، فليطرحه. ليقل "أنا عندي الحلّ الفلاني".

ولكن علينا ألا نضيّع أيامنا بالبكاء والندب، والهجوم اللفظي على إسرائيل وكأنّ هذا الهجوم سيحلّ لنا مشاكلنا، فهذا ما حصل في الكثير من الدول العربيّة منذ سبعين عامًا، وهو ما أوصل إلى خسارة القضيّة الفلسطينيّة. لذلك، علينا أن نتعلّم من تجارب الآخرين. لا يتطلّب الأمر الكثير، فالحلول العمليّة موجودة وعلينا أن نُطبقها". وأوضح جعجع أنه "لا يجوز أن يبقى المواطن اللبناني تحت رحمة القصف الإسرائيلي، أو تحت وطأة الوجود الإسرائيلي في أرضنا، أو تحت رحمة غياب الاستقرار. لقد حان الوقت، بعد كل ما حصل، لأن يستقرّ بلدنا، وينال حريّته وسيادته بالشكل الصحيح. لكن هذا يتطلّب من الجميع أن "يفكوا عن ظهر الدولة". وأقول للدولة وبكل وضوح: لا تنتظري من أحد أن "يفك عن ظهرك" من تلقاء نفسه، عليك أنت أن "تفكّيهم عن ظهرك"، لتتمكني من الحركة، والوصول إلى برّ الأمان".

على الصعيد الميداني اعترض عدد من الشبان على الطريق العام في بلدة صريفا دورية تابعة لقوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) كانت في طريقها إلى منطقة وادي السلوقي، احتجاجًا على عدم مرافقتها من قبل الجيش اللبناني. وأقدم بعضهم على وضع علم "حزب الله" على الآلية، وسط أجواء متوترة، وحضرت لاحقًا دورية تابعة للجيش إلى المكان، وعملت على معالجة الوضع وإعادة الأمور إلى طبيعتها.

سبق ذلك، دخول دورية مؤللة كبيرة تابعة لـ "اليونيفيل" إلى منطقة وادي السلوقي أيضًا من دون مؤازرة الجيش.

وقال الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي، حول حادثة صريفا "هذا الصباح، أوقفت مجموعة من الرجال في ملابس مدنية قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل في بلدة صريفا، في دورية مخطط لها بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية. وقد تمكن حفظة السلام من القيام بنشاطهم المقرر بعد تدخل الجيش اللبناني". واضاف تيننتي بان "القرار 1701 يمنح قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان اليونيفيل سلطة التنقل بحرية وإجراء الدوريات - بوجود الجيش أو بدونه. هذا جزء من ولايتنا. بينما ننسق بشكل وثيق مع الجيش اللبناني، فإن حرية حركة حفظة السلام لدينا هي المفتاح لتنفيذ المهام الموكلة إلينا".

وفي المقابل أعلنت قيادة الجيش انه "ضمن إطار متابعة الوضع في الجنوب وإزالة خروقات العدو الإسرائيلي، عملت وحدة من الجيش بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – اليونيفيل على إزالة عدد من السواتر الترابية وإعادة فتح طرق في خراج بلدة ميس الجبل - مرجعيون، كان العدو الإسرائيلي قد أغلقها في وقت سابق".

يقرأون الآن