عربي

35 قتيلاً معظمهم قرب موقع توزيع مساعدات في غزة

35 قتيلاً معظمهم قرب موقع توزيع مساعدات في غزة

أعلنت السلطات الصحية في غزة أن النيران والغارات الجوية الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 35 فلسطينياً في أنحاء القطاع معظمهم قرب موقع توزيع المساعدات الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة.

وقال مسعفون في مستشفيي العودة وشهداء الأقصى بوسط غزة، حيث نُقل معظم القتلى، إن 15 على الأقل قُتلوا أثناء محاولتهم الاقتراب من موقع توزيع المساعدات التابع لمؤسسة غزة الإنسانية، مضيفين أن البقية لقوا حتفهم في هجمات منفصلة في أنحاء القطاع، أمس.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، أمس، إن 274 على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من ألفين بالقرب من مواقع توزيع المساعدات منذ بدء عمليات المؤسسة في غزة.

من جانبها، اتهمت حركة حماس إسرائيل بتوظيف «الجوع كسلاح حرب»، وتحويل «مواقع توزيع الإغاثة إلى مصائد موت جماعي بحق المدنيين الأبرياء».

في وقت لاحق أمس، قال مسؤولون بقطاع الصحة من مجمع الشفاء الطبي في غزة، إن النيران الإسرائيلية قتلت 12 فلسطينياً احتشدوا لانتظار شاحنات المساعدات على الطريق الساحلي شمال القطاع، مما رفع عدد القتلى الذين سقطوا إلى 35 على الأقل.

إلى ذلك، أمر الجيش الإسرائيلي سكان خان يونس وبلدتي عبسان وبني سهيلا القريبتين في جنوب غزة بمغادرة منازلهم والتوجه غرباً نحو ما يسمى بالمنطقة الإنسانية.

في الأثناء، وصف رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، أمس، استهداف إسرائيل لمدنيين يبحثون عن المساعدات الغذائية في غزة بأنه «تطهير عرقي»، مؤكداً في بيان، أن سياسات إسرائيل بغزة تهدد الأمن القومي، وتدفع المنطقة نحو الانفجار الواسع.

كما أكد أن إسرائيل ترتكب «جريمة حرب» عبر استدراج الفلسطينيين المُجوّعين إلى «مصائد الموت» التي تنصبها تحت غطاء إنساني.

في السياق، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، إن ما يتعرض له أهالي غزة من تجويع وتشرد ونزوح يُعد خرقاً فاضحاً لاتفاقيات جنيف، ويشكل جريمة ضد الإنسانية، حيث تصر إسرائيل على منع إدخال المساعدات بالقدر الكافي، في إطار سياسة العقاب الجماعي التي تتنافى مع المبادئ الدولية والأعراف الإنسانية.

وأضاف الرقب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن إسرائيل تعرقل عمل منظمات الإغاثة الدولية، أبرزها وكالة «الأونروا»، التي تمتلك شبكة واسعة من المقرات والموظفين ذوي الخبرة في تقديم المساعدات داخل غزة، مؤكداً أن المئات من السكان يلقون حتفهم جوعاً.

وأشار الرقب إلى أن مراكز المساعدات تشهد تزاحماً شديداً، من دون أن تسهم فعلياً في معالجة أزمة الجوع، مشدداً على أن الحل يكمن في تدخل عاجل من المجتمع الدولي لوقف الحرب وإدخال كميات كبيرة من الغذاء والمساعدات الطبية إلى القطاع.

من جانبه، أكد الباحث في الشأن الفلسطيني ومسؤول الإعلام في مفوضية المنظمات الشعبية، الدكتور محمد أبو الفحم، أن إسرائيل تمارس انتهاكات خطيرة بحق المدنيين، من قصف وقتل وحصار وتجويع، مما جعل الوضع الإنساني يزداد تعقيداً وسوءاً.

ودعا أبو الفحم، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى تحرك دولي جاد لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من تولي إدارة القطاع لحماية السكان من خطر المجاعة، مشدداً على ضرورة أن تتولى المؤسسات الفلسطينية، مثل «الهلال الأحمر» والهيئات المحلية، مسؤولية توزيع المساعدات كونها الأقدر على الوصول إلى المحتاجين.

وأوضح أن غزة أصبحت منطقة منكوبة تتعرض لحرب إبادة جماعية وتطهير عرقي، مطالباً بوقف فوري لإطلاق النار، وانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية، وتمكين السلطة من إدارة القطاع بدعم عربي ودولي لتأمين احتياجات السكان الأساسية، وإنقاذهم من كارثة إنسانية غير مسبوقة.

يقرأون الآن