دولي

ما هو دور واشنطن في إسقاط النظام الإيراني تاريخياً؟

ما هو دور واشنطن في إسقاط النظام الإيراني تاريخياً؟

مع تصاعد وتيرة الحرب الإسرائيلية الإيرانية أصبح مصطلح تغيير النظام الإيراني متداولاً بشدة، خاصة في الأوساط الإسرائيلية والأميركية، حيث لم يعد التخلص من البرنامج النووي الإيراني الهدف الرئيسي، وتحول الهدف النهائي إلى "إسقاط الملالي".

وأثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إمكانية استهداف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي، حيث قال الأول إن بلاده تعلم أين يختبئ خامنئي، بينما لم يستبعد الثاني اغتياله، في ظل استهداف واسع للقيادات الإيرانية.

ويملك الإيرانيون تجربة مباشرة مع واشنطن في إسقاط الأنظمة، حيث حدث ذلك منذ عقود.

لم تترك تولسي غابارد أي مجال للشك، عندما شهدت أمام الكونغرس، بشأن البرنامج النووي الإيراني في وقت سابق من هذا العام، وأخبرت مديرة الاستخبارات الوطنية المشرعين أن البلاد لم تكن تبني سلاحاً نووياً، وأن المرشد الأعلى لم يعد تفعيل البرنامج الخامل، رغم تخصيب اليورانيوم لمستويات أعلى.

ورصدت شبكة التليفزيون الإخبارية الأميركية "سي إن إن" الدور الأميركي في الانقلاب على السلطة الحاكمة في إيران، وكيف لعبت واشنطن لصالح تنصيب الشاه، ولكن بعد سنوات انقلب السحر على الساحر، وقامت الثورة الإسلامية الإيرانية، التي لا تزال تحكم البلاد حتى اليوم.

حقول النفط

في عام 1953، ساعدت الولايات المتحدة في تدبير انقلاب للإطاحة برئيس الوزراء الإيراني المنتخب ديمقراطياً محمد مصدق.

كان مصدق قد تعهّد بتأميم حقول النفط في البلاد، وهي خطوة اعتبرتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضربة قوية، نظراً لاعتمادهما على نفط الشرق الأوسط.

كان يُنظر إلى خطوة التأميم على أنها انتصار داخلي في إيران، ونجاح يصبّ في صالح الاتحاد السوفيتي السابق.

تشير معطيات متزايدة في واشنطن إلى احتمال دخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب في صراع جديد في الشرق الأوسط، مدفوعاً بتطورات الأحداث ومخاوف من انتشار أسلحة الدمار الشامل، فضلاً عن رغبته في الحفاظ على مصداقية تصريحاته السابقة.

وكان هدف الانقلاب، الذي قادته الولايات المتحدة، دعم الملك محمد رضا بهلوي ليحكم بصفته "شاه إيران"، وتعيين رئيس وزراء جديد هو الجنرال فضل الله زاهدي.

وقبل تنفيذ الانقلاب، ساعدت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات البريطاني (SIS)، في تأجيج المشاعر المناهضة لمصدق، وفي عام 1953، ساعدت هذه الأجهزة في حشد قوى مؤيدة للشاه، وتنظيم احتجاجات كبيرة ضد مصدق، انضم إليها لاحقاً الجيش.

ولتوفير بعض الاستقرار لرئيس الوزراء الجديد زاهدي، أظهرت وثائق أن وكالة الاستخبارات المركزية قدّمت سراً مبلغ 5 ملايين دولار في غضون يومين من توليه السلطة.

اعتراف أميركي

في عام 2013، تم الكشف عن وثائق سرية، تؤكد لأول مرة تورط وكالة الاستخبارات المركزية في الانقلاب، ولكن الدور الأميركي كان معروفاً سابقاً، حيث أقر الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في عام 2009 بتورط بلاده في الانقلاب.

بعد الإطاحة بمصدق، عززت الولايات المتحدة دعمها للشاه محمد رضا بهلوي. لكن هذا التدخل الأجنبي أثار استياء الإيرانيين، وعمّق المشاعر المناهضة لأميركا لعقود.

لم تكن الضربة الإسرائيلية الأخيرة على إيران مجرد عملية عسكرية تقليدية، بل شكّلت تحولاً جذرياً في أسلوب إدارة الحروب الحديثة وتنفيذها، ويعود الفضل الأكبر في ذلك إلى الذكاء الاصطناعي.

وأصبح الشاه حليفاً وثيقاً للولايات المتحدة، لكن في أواخر السبعينيات، خرج ملايين الإيرانيين إلى الشوارع احتجاجاً على نظامه، الذي رأوه فاسداً وغير شرعي، وكان المتظاهرون العلمانيون يعارضون سلطويته، في حين عارض الإسلاميون أجندته التحديثية.

أطاحت الثورة الإسلامية عام 1979 بالشاه، منهية بذلك النظام الملكي المدعوم من الغرب، ومعلنة بدء عهد الجمهورية الإسلامية والحكم الديني.

يقرأون الآن