في قلب التصعيد العسكري مع إسرائيل، تتحرك إيران داخلياً في سباق مع الزمن لتفكيك شبكات تجسس تقول إنها تابعة للموساد، لكن ما قام به الموساد الإسرائيلي بالداخل الإيراني ليس فقط مجرد جمع للمعلومات بل يصل إلى اختراقات أمنية وسيبرانية وحتى بناء شبكات داخلية من العملاء المحليين.
هذا المستوى من الفعالية يُوحي وكأن للموساد بنية تحتية كاملة تعمل داخل إيران وتقدّم له التسهيلات جميعها.
مسيّرات ومتفجرات وحرب سيبرانية تشتعل خلف الكواليس، فيما الأمن الإيراني يعلن عن إحباط هجمات واعتقال عملاء في أخطر حملة تجسس تضرب الداخل منذ سنوات.
مؤخراً أعلنت الشرطة الإيرانية ضبط 14 طائرة مسيّرة وتحديد ورش سرية لتصنيعها إضافة إلى اعتراض مركبات محمّلة بطائرات مسيّرة في أقاليم مختلفة وسط اتهامات مباشرة للموساد الإسرائيلي بالضلوع في هذه الأنشطة.
في تطور لافت، أعلنت طهران اعتقال خمسة أشخاص قالت إنهم "عملاء للموساد" في محافظة لرستان بتهمة إثارة البلبلة وتشويه صورة النظام الإيراني عبر الإنترنت..
كما كشفت تقارير عن ضبط خلية متخصصة في تصنيع واختبار المتفجرات السرية في محافظتي البرز وأصفهان كان يقودها عميل مزعوم للموساد اعتقلته السلطات في مدينة كرج..
في ظل هذه التطورات فرضت السلطات الإيرانية قيوداً على الإنترنت منذ ساعات الحرب الأولى بالتزامن مع بدء الضربات الإسرائيلية ما أدى إلى تعطّل جزئي أو كلي في الوصول إلى العديد من المواقع وناشدت الحكومة السكان بالحذر وتقليل استخدام الأجهزة المتصلة بالشبكة.
هذا الوجود الخفي للموساد يُجبر إيران على البقاء في حالة دفاع مستمر تنشغل بمحاولة الكشف والإحباط بدلاً من المبادرة وهذا ما يُضعف قدرتها على التحكم بساحة المعركة أو التوقيت السياسي والاستراتيجي.