أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف أن الفهم الدقيق، والشجاعة، والوحدة، وحسن إدراك الظرف من قبل الشعب الإيراني كانت الصفحة الأبرز في أيام المقاومة الأخيرة، وأحبطت آمال العدو بإيران وشعبها لسنوات طويلة قادمة.
قاليباف وجّه رسالة إلى الشعب الإيراني، أشار فيها إلى أن "الحرب المفروضة التي استمرت 12 يومًا من قبل الجيش الإسرائيلي، وصمود الشعب الإيراني في مواجهتها".
واعتبر "فرض وقف العدوان على العدو المعتدي دون القبول بمطالبه بخصوص التخصيب والبرنامج الصاروخي الإيراني، يعني أننا نُعرض تمامًا عن رغبات العدو، ونمضي فقط بما يخدم مصالح الشعب الإيراني العظيم والبطل، وبثقة معدومة تمامًا تجاه العدو، نبقى بأيدٍ على الزناد، مستعدين في كل لحظة للرد الحاسم على أي اعتداء".
وأضاف "بفضل الله تعالى، وبقيادة سماحة قائد الثورة الإسلامية الحكيمة، وبوحدة الشعب الإيراني الواعي ومقاومة القوات المسلحة البطولية، تراجع العدو المجرم في نهاية المطاف، رغم تلطيخ يديه بدماء أطهر وأشجع أبناء هذا الشعب، دون أن يحقق أيا من أهدافه الشريرة".
وأشار قاليباف إلى أنه "لقد سحقت اليد القوية للشعب الإيراني، عبر سواعد قواته المسلحة، رأس العدو الصهيوني مرات عدة، وجرّدت القبة الحديدية المزعومة من هيبتها، ودمّرت المدن المحتلة، وأحرقت مراكز عسكرية وأمنية حساسة، كما وجّهت ردًا متكافئًا للولايات المتحدة المجرمة في قاعدتها العسكرية، ودافعت بكل شجاعة وثبات وتلاحم عن إنجازاتها النووية والصاروخية حتى اللحظة الأخيرة دون أن تتراجع قدراتها الهجومية".
وشدد على أنه "لن نترك العدو المجرم وسافك دماء الأطفال، الذي قتل النساء والأبرياء بلا رحمة، واستهدف المناطق السكنية والمستشفيات ومراكز الرعاية والإسعاف وسائر المنشآت المدنية والخدمية، يفلت من الحساب".
ولفت قاليباف إلى أنه "من واجبنا نحن المسؤولين أن نرصد نقاط الضعف ونعالجها، ونطمئن الشعب الإيراني الأبي بأننا، بعون الله، سنواصل تعزيز قدراتنا الهجومية والدفاعية، وأمننا ومعلوماتنا ومنظومتنا الاجتماعية على كل المستويات".
وتابع "لقد كانت الفهم الدقيق، والشجاعة، والوحدة، وحسن إدراك الظرف من أبرز الصفحات خلال هذه الأيام من المقاومة الصامدة، وقد أحبطت هذه الصفات آمال العدو بإيران وشعبها لسنوات. إن الهزيمة الحقيقية التي لحقت بالعدو كانت يأسه التام من كسر عزيمة الإيرانيين. لقد فتح الشعب الإيراني فصلًا جديدًا في التاريخ المعاصر، وعلّم العالم دروسًا في الوطنية والوحدة والشجاعة، وسيتغنى العالم بأسره بتلاحم الشعب الإيراني في هذه اللحظة التاريخية".
وختم قاليباف "الأمم المتحدة، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمنظمات الدولية والحقوقية، فقد انكشفت سوأتها في هذا المنعطف التاريخي؛ إذ كان الشعب الإيراني، رغم أشد الهجمات العسكرية والضغوط النفسية، يعانق بعضه بعضًا، ويقف بصبر وشجاعة إلى جانب وطنه العزيز. إن الشعب الإيراني أبيض الوجه، وهو المنتصر الأبدي في سجل التاريخ".