أعلن محامي الحق المدني في قضية محاكمة المتطرف السويدي أسامة كريم، المتهم بإحراق الطيار الأردني النقيب معاذ الكساسبة حيًا في سوريا، أن المتهم لم يُظهر أي مشاعر ندم أو تأمل في الجريمة التي ارتكبها.
وتُعقد هذه المحاكمة، التي انطلقت في العاصمة السويدية ستوكهولم في 4 حزيران/ يونيو الجاري، كأول وآخر إجراء قانوني يُتخذ ضد كريم في هذه الجريمة البشعة التي نفذها تنظيم داعش عام 2015، وأثارت حينها إدانات واسعة على المستوى الدولي. ويواجه كريم في هذه القضية عقوبة قد تصل إلى السجن المؤبد.
طوال جلسات المحاكمة، التزم كريم، البالغ من العمر 32 عامًا، الصمت التام. ويُذكر أنه سبق وأدين في قضايا هجمات باريس وبروكسل الإرهابية.
وخلال المرافعة الختامية، الخميس، صرح المحامي ميكائيل ويسترلوند بأن "المتهم لم يُظهر أي ندم أو شعور بالذنب، ولا أي أثر للتفكر في ما اقترفه".
وأضاف أن "من شهد على ما مر به معاذ الكساسبة سيحتاج لعلاج نفسي طويل الأمد، بينما لم يظهر على كريم أي أثر للصدمة، بل بدا وكأنه استلهم من هذه الجريمة للاستمرار في مشروعه الإرهابي، وهو ما قاده لاحقاً للمشاركة في هجمات في أوروبا أدين بها بالفعل".
وصدر بحق كريم حكم بالسجن 30 عاماً في فرنسا بتهمة التواطؤ في هجمات باريس عام 2015، وبالسجن المؤبد في بلجيكا بسبب هجمات بروكسل عام 2016.
من جانبه، ركز محامي الدفاع على ضعف الأدلة المقدمة من النيابة، خصوصًا فيما يتعلق بمسؤولية موكله المباشرة في عملية إعدام الطيار الأردني، مؤكدًا أن كريم تواجد في موقع الحادث لنحو 15 إلى 20 دقيقة فقط، دون علمه بما سيجري لاحقًا.
وتعود الواقعة إلى 3 شباط/ فبراير 2015، حين نُشر مقطع فيديو يُظهر الكساسبة داخل قفص معدني، وقد أُضرم فيه النار حتى الموت، في مشهد صادم لقي استنكارًا عالميًا واسعًا.
ومن المقرر أن تصدر محكمة ستوكهولم حكمها النهائي في القضية يوم 31 تموز/ يوليو المقبل، في تمام الساعة 11 صباحًا.
وُلد أسامة كريم عام 1992 في مدينة مالمو السويدية لأبوين من أصل فلسطيني-سوري، وغادر إلى سوريا عام 2014 للانضمام إلى تنظيم داعش، قبل أن يعود إلى أوروبا بجواز سفر مزور تحت اسم "نعيم الحامد".
وتأتي هذه المحاكمة في إطار تطبيق السويد لقوانينها التي تتيح محاكمة مرتكبي الجرائم الدولية حتى وإن ارتُكبت خارج أراضيها، ضمن جهود دولية لملاحقة أعضاء التنظيمات الإرهابية على الجرائم التي اقترفوها بحق المدنيين.